دحلان
يواصل مهاجمة
أعضاء مركزية فتح
ويدافع عن نفسه
04-10-2003
غزة –
خاص
أصبح
الشغل الشاغل للعقيد محمد دحلان لوزير الشؤون الأمنية في الحكومة
الفلسطينية المستقيلة مهاجمة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح و حركة حماس
و زعم
أن
الفصائل الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حماس وفتح والسلطة الفلسطينية غير
قادرة
على
تحديد هدف للانتفاضة التي دخلت عامها الرابع دون وجود رؤية واضحة للعمل
الفلسطيني تلتقي على موقف موحد .
وحمل
دحلان في حوار مع صحيفة " الوطن" السعودية بشدة على أعضاء اللجنة المركزية
في فتح واصفا بعضهم بأنه يسعى لتحقيق مصالح شخصية، وقال :" أصبح هدف إسقاط
الحكومة لأرييل شارون وبعض المستوزرين في العمل الفلسطيني وبعض أعضاء
اللجنة المركزية هدفا بحد ذاته وليس وسيلة، وأصبح التشويه منهج حياة ، كان
آخرها أن يتجرأ أدبيا ووطنيا عضو اللجنة المركزية بأن يكتب رسالة مفتعلة
باسمي إلى وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز حتى يحدث إشكالا بيني وبين
الرئيس ياسر عرفات". وفيما يلي نص الحوار:
* سبق وأن عرض عليك قريع الانضمام إلى حكومته ... لماذا رفضت ؟
- حين
بدأت الفكرة بتشكيل حكومة مؤقتة تم الحديث بيني وبين أحمد قريع "أبو علاء"
على منصب الأمن في الحكومة، لكنني ملتزم بما أعلنته بعد تقديم الاستقالة
بيوم واحد أنني لن أشارك في حكومة قادمة لاعتبارات أن البيئة التي دفعتنا
للاستقالة في حكومة محمود عباس أبو مازن لن تتغير سواء على الصعيد
الإسرائيلي أو الداخلي أو الدولي... لذلك لا أرى أي جدوى من المشاركة في
حكومة قادمة.
* في ضوء ما أعلن من أسماء ستشكل حكومة قريع كيف تقيمون هذه الحكومة؟
- نحن
لا نستطيع تقييم حكومة لم تشكل بعد. وحتى هذه اللحظة الأسماء مازالت تتردد
وهي تكرار لنفس الأسماء السابقة، تارة هناك رغبة في حكومة موسعة وتارة في
حكومة ضيقة، وهذا ينم عن إرباك سياسي داخلي فلسطيني.
* ما فائدة تشكيل حكومة جديدة في ظل وجود الشخصيات التي تصنع القرار في
نفس مواقعها؟
- لا
يوجد تغير جوهري أو حتى شكلي في نمط أداء الحكومات الفلسطينية التي شكلت
على مدى العشر السنوات الماضية، هي نفس الأسماء ونفس أعضاء المجلس التشريعي
المشاركين، وأصبحت المشاركة في الوزارة هدفا لكل أخ في المجلس التشريعي،
وهدفا لكل شخص عضو في اللجنة المركزية وأحيانا في اللجنة التنفيذية. كما
أصبحت الأمور متداخلة وكأن الوزارة أصبحت هدفا ساميا الوصول إليه أهم من كل
قضايا الفعل الوطني الآخر، وهذه مغالطة في تداخل الصلاحيات والمسؤوليات
والمراتب في العمل الوظيفي الفلسطيني. لذلك لن ينتج شيء جوهري من هذه
التركيبات مادامت تحافظ على نفس الأداء ونفس المستوى والمشاركين والفاعلين.
* هل تعتقد أن قبولك المشاركة في حكومة أبو مازن كان خطأ ؟
- نترك
ذلك للزمن، كنت أدرك منذ البداية أن الأمر ليس سهلا وأن صعوبات جمة
ستواجهنا لأننا نريد أن نكسر الجليد في قضيتين، الأولى هي الإصلاحات في
السلطة والثانية إحداث انفراجة سياسية، وهذا يحتاج إلى مغامرة للاشتباك
السياسي مع
"إسرائيل"،
ولتجنيد المجتمع الدولي لصالح القضية الفلسطينية بعد ثلاثة وثلاثين شهرا من
رفع الغطاء السياسي عن الشعب الفلسطيني والرئيس عرفات من قبل إسرائيل
والولايات المتحدة الأمريكية المتحدة، وبالتالي هاتان المهمتان كانتا أهم
عناوين العمل بالنسبة للحكومة التي شاركت فيها. وكنت أدرك أن الأمر صعبا،
وأنه قد يدفع إلى الكثير من الجدل والاحتكاك والخلاف الداخلي، لكني دائما
أنظر إلى الموقع على أنه تكليف!؟.
والدليل على ذلك أننا عندما وجدنا أنه ليس هناك ضرورة للاستمرار في الحكومة
قدمنا استقالتنا في الحكومة بهدوء وانسحبنا حتى نفتح المجال أمام إخوة
آخرين.
*تردد أن الأجواء التي سبقت استقالة حكومة أبو مازن وصلت إلى حد التهديد
بالقتل... فهل وجهت إليك رسالة بهذا المضمون؟
بالتأكيد لا، لم يصل الحد إلى هذه المرحلة لكن أصبح التنافس على المواقع
غير شريف، وأصبح هدف إسقاط الحكومة لأرييل شارون وبعض المستوزرين في العمل
الفلسطيني وبعض أعضاء اللجنة المركزية هدفا بحد ذاته وليس وسيلة، وأصبح
التشويه منهج حياة، كان آخرها أن يتجرأ أدبيا ووطنيا عضو اللجنة المركزية
بأن يكتب رسالة مفتعلة باسمي تتحدث عن قضايا خطيرة إلى وزير الحرب
الإسرائيلي شاؤول موفاز حتى يحدث إشكالا بيني وبين عرفات ، وكأن الأمر
يحتاج إلى رسالة بيني وبين موفاز... أنا لم أذهب إلى أي جلسة مفاوضات دون
إقرار من عرفات واللجنة التنفيذية وكل مؤسسات العمل الفلسطيني، وبالتالي
حين وجدنا أن ذلك أصبح نمط حياة، ولأننا لا نبحث عن مواقع تركنا الأمر
بهدوء وانسحبنا لأننا لا نريد أن نكون طرفا في احتكاك فلسطيني فلسطيني.
* تردد كثيرا أن هاني الحسن عضو اللجنة المركزية في فتح هو الذي قام بتلفيق
الرسالة ؟
- لا
أريد أن أتحدث عن أسماء، لكنني أعرف كاتب الرسالة والذي أرسلها إلى عمان
والذي أرسلها إلى صحيفة الإخوان المسلمين، وأخبرت الرئيس عرفات قبل ذلك
بأسبوع وسلمته الرسالة نفسها حتى يتخذ الإجراءات القانونية.
* لكن لماذا لم تتوجه مباشرة إلى القضاء الفلسطيني وليس إلى عرفات ؟
- في
تقاليد الحركة لا يوجد شيء متعلق بالقضاء، يوجد قضاء داخلي في حركة فتح
عنوانه الرئيس عرفات.
* قلت في مناسبات سابقة إنك ليس كمن يفقد منصبه ليواجه القرارات
بالتظاهرات... فما تفسيرك للتظاهرة التي حملت صورك وأحرقت صور عضوي اللجنة
المركزية لحركة فتح هاني الحسن وعباس زكي ؟
- أولا
أنا ضد أن ترفع صوري في أي مظاهرة أو مناسبة، لكن مسيرة الشاطئ وخان يونس
جاءت تضامنا لسبب بسيط أن بعض أعضاء اللجنة المركزية قد خرجوا إلى وسائل
الإعلام ليخونوا الحكومة، ونحن دوما لدينا محرمات وهي عدم اللجوء إلى
التخوين مهما كانت الأسباب، وعدم اللجوء إلى التكفير وهذا ما كنا حريصين مع
الإخوة في حماس على ألا يصلوا إلى مرحلة تكفيرنا أو تخويننا، فما بلكم إذا
صدر ذلك عن مسؤول في اللجنة المركزية على شاشات التلفزيون.
* طالبتم بإجراء انتخابات للجنة المركزية لحركة فتح مع أنها منتخبة منذ
حوالي 15 عاما...لماذا هذا التوقيت بالذات؟
-
الأمر لم يطرح الآن، بل طرح قبل الانتفاضة مني شخصيا، واستقلت بعد ذلك من
رئاسة جهاز الأمن الوقائي بسبب عدم الإقدام بجرأة على الإصلاحات وتحدي
أصحاب النفوذ، ثم عدت إلى الأمن الوقائي وطرحت مسألة الانتخابات في أكثر من
مكان، أما أن يشاع من بعض أعضاء اللجنة المركزية "لماذا الآن؟"هذا سؤال
غبي، لأنني طرحت ذلك علنا قبل ثلاث سنوات وطرحته في بداية الانتفاضة
وسأستمر في طرح ذلك. أنا لا أطالب بشيء أكثر من القانون، القانون يقول إنه
كل خمس سنوات يجب يعقد المؤتمر الحركي، لكن البعض يقولون إننا لا نستطيع أن
نجريها الآن تحت الاحتلال، وهذا صحيح، لكن لماذا لم تجر قبل الانتفاضة
عندما كان وضعنا السياسي والميداني جيداً.
*في ظل هذه الخلافات داخل المؤسسة الفتحاوية، هل يمكن أن يتكرر سيناريو
الانقسام كما حدث بعد حرب لبنان عام 1982؟
بالتأكيد لا، نحن نمط الذين عاشوا في السجون الإسرائيلية كنا نجري انتخابات
كل 6 أشهر، وكنا نجري تحت الاحتلال انتخابات ديمقراطية في المؤسسات
والنقابات، وكانت حدثا مهما ألغيت بعد أن عدنا من الخارج، وبالتالي قتلت
روح المنافسة داخل المجتمع الفلسطيني والأطر الحركية، لذلك ترى الترهل في
الوضع الحركي، لأنه من المستويات الأعلى حتى المستويات الأدنى بدأت تتلمس
خطورة الانتخابات، لذلك تقتل روح المنافسة والإبداع وتداول المسؤولية.
* البعض يروج على أن محمد دحلان صناعة أمريكية... كيف تردون على ذلك ؟
- هذه
هجمة محدودة من بعض المتنفذين في اللجنة المركزية وبعض اللذين فقدوا
مواقعهم.
* منذ بداية الانتفاضة وحتى الآن كل فصيل فلسطيني يأخذ الأمور حسب
هواه...لماذا لم تحدد منطلقات وأهداف ثابتة وواضحة والعمل على توحيد العمل
الفلسطيني؟
-
للأسف هذه نقطة ضعف كبرى وهي سبب خلاف كبير بيني وبين بعض الفصائل وتحديدا
حماس، وبيني وبين بعض المتنفذين في السلطة الوطنية الفلسطينية. فمنذ بداية
الانتفاضة طالبت بوضع هدف للانتفاضة، هل يعقل أن تكون انتفاضة عملاقة بهذا
الحجم وهذه التضحيات بدون هدف؟ فهي حتى الآن دون هدف، وأتحدى إذا كان لدى
القيادة الفلسطينية هدف في هذه الانتفاضة، والأخطر من ذلك أتحدى إذا كانت
الفصائل قد تجرأت على وضع هدف، وإنما هي تطرح شعارات لا تجلب حقوقا. لذلك
أقول يجب أن يتغير نمط أداء النظام السياسي الفلسطيني، وأن نضع هدفا ونبذل
جهودا مضنية من أجل إقناع المعارضة فيه وتقول السلطة إن هذا هو الحل
الوحيد. أما أن تترك الأمور على عواهنها وتترك الأمور لكل فصيل ليقرر
السياسة الخارجية الخاصة بالشعب الفلسطيني لا يجوز.
*هل تعتقد أن عسكرة الانتفاضة كان خطأ؟
- لا
أريد أن أتحدث عن عسكرة الانتفاضة، أريد أن أتحدث عن برنامج الانتفاضة ،
فقد سألت يوما الأخ مروان البرغوثي وهو كادر مهم في فتح ورمز للحركة في هذه
الانتفاضة وقال لي إن برنامج الانتفاضة هو حدود 67 وسألت آخرين في اللجنة
المركزية قالوا إن هدفنا هو إجلاء الاحتلال، ماذا يعني إجلاء الاحتلال؟
وسألت حماس فقالوا تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، كل شخص وضع للانتفاضة
هدفا في عقله وسار لتطبيقه، لذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وما وصلنا إليه
ليس إيجابيا .
* هل تعتقد أن الظروف مواتية لوقف متبادل لإطلاق النار؟
- نأمل
ذلك، وإن كنت أقول الوقت متأخر، فقد أتيحت لنا فرص لوقف إطلاق النار ونحن
في موقع سياسي وميدان قتالي أفضل مما نحن فيه الآن .
*سادت علاقة مميزة بين الرئيس عرفات ومحمد دحلان لكن وعلى ما يبدو طرأ بعض
الخلاف في الفترة الأخيرة، هل لك أن تضعنا على حقيقة العلاقة مع عرفات ؟
- لا
يوجد خلاف، أنا لا أستطيع أن أختلف مع الرئيس عرفات لما يشكله لي وللشعب
الفلسطيني من رمز على مدى 40 عاما، لكن هناك اجتهادات في إدارة الحياة
اليومية للفلسطينيين، فنحن في كارثة ولا تدار بطريقة صحيحة ، والفساد لا
يحاسب والإصلاح بعيدون عنه، وبالتالي كنت جريئا في طرح هذه الاجتهادات مع
الرئيس عرفات لأن الأمانة تقتضي أن أواجهه وأكاشفه بحقيقة ما يجري على
الأرض وما أسمعه من الشارع والجمهور والفصائل والمثقفين.
* ما حقيقة ما يقال إن محمد دحلان يؤهل نفسه ليكون خلفا لعرفات ؟
- هذه
أسطوانة
أسمعها منذ عشر سنوات، أنا لا أجد في نفسي الكفاءة لذلك، ولا أرغب ولا أسعى
من أجل ذلك كما لا أسمح لطموحي أن يتجاوز قدراتي أو أن ينافس أحدا في
موقعه.
|