وحدانية السلطة ام وحدانية ال....؟؟

 

 بقلم: عبد الناصر رابي

 

 ما من مخلص واع ٍ أو وطنيّ صادق ينادي بتعدد السلطات وتناقضها أو يعمل على نشر فوضى الحكم .
لذلك فإن شعار وحدانية السلطة هدف يجب أن تتضافر الجهود من اجل تحقيقه إذا كانت تلك السلطة قد اكتسبت شرعيتها بالتزامها بعقيدة شعبها اعتقادا وممارسة ... ولم تدخر جهدا في عملها من اجل بلوغ أهدافه الكبرى ورعاية مصالحه وتلبية حاجاته ... تلك السلطة التي تشير بوصلة أعمالها إلى العدل والشفافية واحترام الشعب ورأيه , فنراها صادقة مع شعبها قولاً وعملاً ولا تقوم بطعنه في الظهر من خلال صفقات ومفاوضات واتفاقيات سرية غادرة .
إن الدعوة إلى وحدانية السلطة أصبح سيفا قاطعا ينال من كل معارضٍ لنهج الفساد والاحتكار والارتهان والتردي,فليس مقبولا ً على المتنفذين الحزبيين ومراكز القوى داخل حزب السلطة الحاكمة أن يظهر أي تيار إصلاحي داخل الحزب الحاكم أو خارجه , فالاتهامات لمن هم خارجة جاهزة للتوزيع والترويج ..... العمل ضد مصالح الوطن ... الخروج عن الإجماع الوطني .... العمل على تنفيذ مخططات العدو ... الارتباط بجهات خارجية .... محاولة اغتصاب السلطة ... المراهقة السياسية ... الخ .
أما من هم داخل الحزب فالمراكز المرموقة والميزات المغرية وتلبية المصالح الذاتية كفيلة بلجم أكثر المنتقدين . وأما القلة المتبقية فإفنائها لن يُعجِزقيادة الحزب.
أسئلة ينبغي أن تًسأل لدعاة وحدانية السلطة من أولئك المتنفذين .. هل أسلوب القهر الوظيفي وتكريس مبدأ الحزبية المقيتة والمحسوبية الشخصية والعائلية في الاختيار أو الحكم مصلحة وطنية وإثباتا عملياً على أن السلطة للجميع !!!؟؟؟؟ هل عقد الاتفاقيات السياسية السرية المناقضة لمصلحة الوطن, والمتخلية عن حقوقه, والمخالفة لرأي الأغلبية, وغير المنسجمة مع عقيدة الشعب يعطي شرعية لوحدانية تلك السلطة !!؟؟ هل إغلاق ملفات الفساد والإعتداءات والبلطجيات وتحويل مؤسسات الشعب إلى مكاتب حزبية يعطي تلك السلطة الحاكمة حق المطالبة بوحدانيتها ورفض الآخر!!؟؟
إن المطلوب أن تكون مؤسسة الحكم قائمة على أسس العدالة والشورى والشفافية والتمسك بحقوق الشعب والالتزام بمبادئه الفكرية والأيدلوجية المنبثقة من عقيدته وانتهاج أسلوب العمل الصحيح والقادر على إعادة الحق لأصحابه , وبذلك يصبح مطلب وحدانية السلطة مطلبا منطقيا ويمكن تحقيقه . وبغير ذلك لن يكون هناك وحدانية للسلطة الحاكمة مهما فعلت أو قالت لانها تكون مُطالِبة بما هو ليس حق لها

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع