الدور على
مين..؟
توفيق
الحاج-
شاعر فلسطيني
14/9/2005
يبدو انه مثلما كانت ولازالت لإسرائيل وأمريكا
قائمتيهما المفضلتين للاغتيال ..فان لقادة السلاح المتنفذين عندنا قائمتهم
المفضلة
أيضا "ومفيش حد أحسن من حد
"..!!
وأنا كمواطن فلسطيني ليس بينه وبين السلاح ألفة أو
علاقة خاصة إلا من خلال شرف المقاومة ورفع الظلم أشعر بالخجل والأسف الشديد
على ما
وصلنا إليه من حالة يفرض فيها السلاح كلمته ويستحمر القانون عن عمد ومع سبق
الإصرار
والترصد..!! بغض النظر عن وجاهة هذه الحجة أو تلك.
لقد بات معظم الشعب الفلسطيني يتساءل :الدور على
مين..؟
وهو يتذكر مثلا محاولة الاغتيال المحلية الناجحة
لهشام مكي إمبراطور التلفزيون الفلسطيني السابق ومحاولات الاغتيال الفاشلة
لموسى
عرفات وياسر عبد ربوووه ونبيل عمر..الخ..الخ
إن حالة الفلتان الأمني وتصفية الحسابات التي نعيشها
الآن لن تكون بأي حال في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يمر باحرج مرحلة في
مسيرته.
ولكي يكون كلامي واضحا بلا مواربة فاني كأي فلسطيني
شريف مع ملاحقة ومعاقبة أي فاسد أو متسلط افترى على أبناء شعبه وفرض
بجبروته
ونفوذه احتلالا فوق احتلال ، ولكن من خلال باب القانون الذي يتساوى أمامه
الجميع
وليس من خلال شباك السلاح الأرعن والمغرور..!!
قد يقول قائل إن الحالة الفلسطينية الراهنة المنشغلة
بمغانم الانسحاب الهزيل لا تستطيع الارتقاء شكلا ومضمونا إلى درجة المحاسبة
والقصاص
خصوصا أن لكل فاسد فاسد أكثر منه فسادا ينصره ويحميه ولكل مفتر مفتر أكبر
منه يرعاه
ويعطيه..!!
والسؤال الذي يفرض نفسه أليس من الأجدر والأليق بنا
أن نحتكم إلى القانون ونحن الذين عايشنا القهر والظلم عقودا وان نكون قدوة
للشعوب
التي تقدر تجربتنا..؟!!
أليست هذه الطريقة الحكيمة والوحيدة التي تعيد
لسلطتنا القضائية هيبتها واحترامها بعد أن عبث بها العابثون..؟!!
ربما يكون صحيحا ما ينسب إلى هذا الفاسد أو ذاك
ولكنه ليس مبررا على الإطلاق أن تأخذ جهة ما على عاتقها تنفيذ القانون
بيديها
وتنصب من نفسها قاضيا وجلادا في ليل غزة البهيم
..!!
بل وأكثر من ذلك فقد تشيع الجنازة ..وتؤبن الفقيد
وتعتبره شهيدا أمام شعب يعرف كل شيء..ويصمت
.
إني لم أحزن على اغتيال رجل له ماض لا يخفى على أحد
من نفس جلدته - رغم المسميات - بقدر ما شعرت بالإحباط والأسف على ما وصلنا
إليه من
هشاشة أمنية وصراعات مافياوية تعيد إلى الذاكرة أسوأ اللحظات في تاريخ
شعبنا حيث
انتشرت ظاهرة الخطف والتعذيب بمجرد الاشتباه أو الوشاية والعرض على محاكم
الميليشيات ولم تكن تستغرق المحاكمة وتنفيذ الحكم سوى دقيقتين على
الأكثر..!!
إن ما يزرعه مقاولو السلاح اليوم..قد نحصده حنظلا في
المستقبل القريب لأنه يعطي ببساطة ذريعة مجانية للعدو قبل
الصديق في الإبقاء على مفاتيح سجننا الكبير بيد
شلومو ويعطي للعالم برهانا ساطعا على أننا وبرغم عقود
المعاناة والصبر لم نصل بعد إلى سن الحلم والبلوغ
.
|