أين أنت يا وزير الصحة الجنين مات من أجل حفنة شواكل في
مستشفي العودة
أين أنت يا وزير الصحة ؟
الجنين مات من أجل حفنة شواكل في مستشفي العودة " شهادة بلسان صاحبها
فريد شاهين".
غزة . ناهض منصور . قدس نت
2005/11/28
ما حدث ليس في شيكاغو أو قصه فيلم بل من واقع الحياة ، الرسالة التي
تلقيتها على البريد الإلكتروني من " الزميل الصحفي حماده حماده " والتي
أرسلها له زميلنا المخرج التلفزيوني فريد شاهين ، شيء لا يصدق ، وسيدرك
المتصفح الكريم أن تلك فاجعة تستحق التحقيق وربما هذه ليست الحالة الأولي
فمن يدري ربما هناك من هو مغلوب على أمره وحدث معه أكثر من ذلك وبهذا
الصدد لن نقوم بإعادة صياغة الرسالة التي وصلت إلينا بل سنقدمها للقارئ
كما وردت من مصدرها " آملين أن يكون هناك تحرك لأصحاب الضمائر الحية " .
" انا المواطن فريد شاهين اعمل مخرجا تلفزيونيا في الفضائية الفلسطينة
اسكن في جباليا... رافقت زوجتي الى حيث مستشفى العودة لعلاجها كونها حامل
... كنت قبل شهرين قد اجريت لها مراجعة طبية في نفس المستشفى ... ذهبت
الى موظف الاستعلامات لاستخراج تذكرة علاج مع العلم ان زوجتي لديها ملف
علاج في مستشفى العودة الا ان الموظف اجبرني لعمل ملف جديد بغرض دفع 15
شيكل ... نظرا لحالة زوجتي المرضية الصعبة قمت على الفور بفتح ملف جديد
... بعد دخولها على الفحص اخبرني الدكتور ان الجنين قد هلك وانها تحتاج
الى صورة تلفزيون لاجراء عملية الاجهاض وانه ويجب علي دفع مبلغ 25 شيكل
ثمن الصورة .. اخبرته اني موظف حكومي وانه لدي تامين صحي فقال ان
المستشفى تتعامل مع التامين فقط في حالات الميلاد والاجهاض .. بعد دفع 25
شيكل واجراء الصورة اخبرني ان زوجتي تحتاج الى عملية اجهاض وطلب من
التامين الصحي وقام بالاطلاع عليه حيث كان ينتقص منه اخر طابعة لشهر
اكتوبر ... واخبرني انه يجب علي احضار التامين كاملا حيث لن تجرى العملية
بدون التامين ... على الفور اتصلت على احد الاصدقاء وارسل لي طابعة
التامين عبر الفاكس ... بعد ساعة تقريبا وزجتي تنتظر اجراء العملية
اكتملت اوراق التامين الصحي وقدمته الى موظفة الاستعلامات راجيا اياها
الاسراع في اجراء العملية فقالت لي ان اوراقك قد اكتملت وسنقوم باجراء
العملية وفقط بقي عليك تصوير تلك الاوراق ... قلت لها اين مكان التصوير
على اعتبار ان المستشفى لا يخلو من ماكينة تصوير فبادرتني بالقول انه لا
يوجد في المستشفى مكينة تصوير وعلي ان اذهب الى اخر الشارع لتصوير
التامين .. كل هذا وزوجتي تنتظر في غرفه الانتظار لاجراء العملية ...
غضبت وسالت عن أي مسؤول للحديث معه .... جاءني احد المسؤولين واصطحبني
الى مكتبه واخبرني انه يوجد لديهم ماكينة تصوير واحدة وهي في الصيانه ...
اجبته يا دكتور وانا ايش ذنبي تتاخر عملية زوجتي فقال لي بكل برود حتى
تسرع في اجراء العملية اذهب على الفور وقم بتصوير الهوية والتامين مع
العلم ان اقرب مكان لتصوير الهوية في مخيم جباليا ويستغرق ذهابا وايابا
نصف ساعة وعندما وصلت الى مكتب التصوير فوجئت ان الكهرباء مقطوعة وابلغت
ادارة المستشفى ان الكهرباء مقطوعة عن المخيم فقالت لي موظفة الاستعلامات
تصرف ... فما كان مني الا ان آثرت اصطحاب زوجتي الى مستشفى دار الشفاء
والذي يستغرق وقت حوالي نصف ساعة حفاظا على حياتها في زمن لا يحترم آدمية
ومشاعر الانسان .
من هنا فانني اطالب الرئيس ابو مازن و وزير الصحة والمسؤولين عن منظمات
الاغاثة الداعمة للمستشفيات الاهلية الخاصة التي تنتهك فيها آدمية
الانسان بفتح تحقيق فوري حول ما يجري من تعامل فظ وغير انساني و تجاري مع
المرضى الذين يستحقون تعاملا اكثر انسانية بما يليق وكرامة الانسان الذي
قاموا بالمتاجرة باسمه وبانسانيته في اقامة هذه المؤسسات التي يعتبرونها
خيرية في نظرهم .
والآن من هو التالي فهل من إجابة يا أصحاب القرارات ، ومن سيعيد لفريد
شاهين فرحته التي سلبت منه ؟ سؤال نأمل أن يجيب عليه أحد ؟ .
|