عبد الرحيم نصار

كاتب وشاعر فلسطيني

 12/26/2003

تخلّصوا من الخونة أولا..!!

أصبح واضحـًا كعين الشمس أنه لا حل قريب للقضية ما دام هناك فلسطيني واحد يخون أو يفكر في الخيانة، وإذا كان هناك من خطوة جريئة يمكن أن يخطوها الشرفاء والمناضلون الفلسطينيون الواقفون كالشوكة في حلق إسرائيل، فهي التخلص فورًا من الخونة سواء أكانوا في السلطة، أو الزعران والجواسيس الذين عملوا كأدلاء للجيش الإسرائيلي للقضاء على رموز المقاومة من حركة حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى والجبهة الشعبية.

أما الكبار في السلطة الفلسطينية الذين يتصلون مع المسؤولين الإسرائيليين صباحـًا ومساءً فيسبحون معهم ويسهرون معهم سواء في الخفاء أو العلن بحجة التفاهم حول فتح الحواجز وتخفيف الحصار حول المدن أو الانسحاب منها، وهم في الحقيقة يقدمون التقارير عن رموز المقاومة ومن هم وأين هم وأيسر السبل لقتلهم واغتيالهم مقابل أجر معلوم ووعود بالعمل على إيصالهم إلى المناصب التي يطمحون إليها.

وأما الزعران والجواسيس فتستخدمهم إسرائيل لرصد تحركات القادة في فصائل المقاومة وتـزودهم بالهواتف المحمولة للإبلاغ فورًا عن أي سيادة فيها صيد ثمين، مع تحديد الزمان والمكان، وقد تم اغتيال الشهيد إسماعيل أبو شنب، وتمت محاولة اغتيال الرنتيسي ومحاولة اغتيال الشيخ أحمد ياسين وإسماعيل هنية بمساعدة هؤلاء الزعران والجواسيس.

ولم تكن قيادات الفصائل الفلسطينية المناضلة تجهل ما يقوم به هؤلاء العملاء والجواسيس، وقد طلبت من السلطة القبض عليهم ومحاكمتهم، فوعدت السلطة بمطاردتهم والتحقيق معهم، ولكنهم ظلوا طلقاء أحرارًا لأن إسرائيل تحميهم وتريد منهم الاستمرار في مسلسل الخيانة، وظلت السلطة أذنـًا من طين وأذنـًا من عجين.

وهاهو ياسر عبد ربه، بكل صفاقة ووقاحة بعد عام كامل من الاجتماع مع قادة حزب العمل يظهر كالطاووس مع يوسي بيلين في جنيف ليوقع هو ومجموعة من الخونة على "وثيقة جنيف" التافهة التي احتقرها الشعب الفلسطيني قبل أن يجف الحبر عليها، لأن فيها من التـنازلات والمساخر والمهازل ما يتوق أي اتفاقات خيانية سابقة تعد أخطر من وعد بلفور.

والغريب أن عرفات قد أيد وثيقة جنيف شفويـًا وكتابيـًا، كما أرسل الرجوب ليرأس بعض زبانية السلطة الجهلة ليشهدوا على طلاق أمهم، وليروا كيف تكون الخيانة على أصولها، وكيف تباع فلسطين على رؤوس الأشهاد لليهود الصهاينة، وكيف يتم التـنازل عن القدس وعن حق العودة لحوالي أربعة ملايين ونصف مليون فلسطيني في الشتات لم يستشاروا ولم يؤخذ رأيهم في مثل هذه الوثيقة القذرة، وكأنهم قطعان من الغنم.

ويتساءل الشارع الفلسطيني لماذا أيد الرئيس عرفات وثيقة جنيف؟ ولماذا يتباكى الرئيس عرفات على القدس والأقصى إن كان صحيحـًا أنه أيد وثيقة جنيف؟ وهل فعل ذلك عن خوف أم هي مراوغة سياسية؟

أنا في رأيي كما في رأي غيري أن الرئيس عرفات قد وافق على الاتفاقية، لأن ياسر عبد ربه ومثله العديد من خفافيش السلطة مجرد أحذية يلبسها ويخلعها عرفات، ولا يستطيع ياسر عبد ربه أن يقدم على ما أقدم عليه من عمالة وخيانة إلا بموافقة عرفات وموافقة قريع أيضـًا، (فالقلم الأعوج دائمـًا من الثور الكبير) كما يقول المثل.

وإذا كان عرفات بريئـًا مما نسب إليه من تأييده وموافقته على وثيقة جنيف فلماذا لا يعارض ويرفض هذه الوثيقة التافهة المسخ أو يحرّض المجلس الوطني الفلسطيني على رفضها، ويطلب من ياسر عبد ربه وبقية القطيع العودة سريعـًا من جنيف لصفعهم على وجوههم وضربهم بالشلوت إن كانوا فعلوا ما فعلوه من وراء الكبار في السلطة، فقد سبق لعرفات أن صنع الرجوب على وجهه فطأطأ رأسه للصنعة.!

يجب على الفصائل الفلسطينية الشريفة المناضلة وهي تشهد هذه المساخر والمهازل أن تتحرك فورًا وتعاقب الخونة الكبار والصغار وتتخلص منهم وتقضي عليهم بعد التفاهم عرفات، لأن هؤلاء الخونة إن ظلوا كالكلاب الضالة يتعاونون وينسقون مع إسرائيل، فإنهم سيقضون حتمـًا على الفصائل الفلسطينية ويجردونها من أسلحتها ويعملون على تصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل.

وأخيرًا نود أن نـتساءل: من أعطى لياسر عبد ربه الحق في أن يكون سمسارًا ويبيع لإسرائيل حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم بمنـتهى البساطة والصفاقة، وهل انطلقت الثورة الفلسطينية أصلا إلا من أجل إعادة المشردين الفلسطينيين إلى ديارهم؟ ومن قال إن الفلسطينيين سيُذعنون لياسر عبد ربه وجوقته الخائنة؟! ثم من هو هشام عبد الرازق الذي وقع على وثيقة جنيف؟ ومن هو الرجوب وقدورة والزقوت وباقي هذه الطرْش الذي ابتلي بهم الشعب الفلسطيني الذي يغلي كالمرجل؟

يا جماعة الخير: في الشعب الفلسطيني الألوف من الدكاترة والسياسيين النظيفين الشرفاء الحاصلين على شهادات عليا في العلاقات الدولية، لماذا يتم تجاهلهم وتهميشهم ومنعهم من خدمة قضيتهم المقدسة؟ لماذا يحل محلهم هؤلاء الجهلة واللصوص الفاسدون؟ أم أنكم لا تريدون أن يكون على المسرح السياسي الفلسطيني إلا كل فاسد وكل جاهل وكل خائن يجيد هز الذيل والنفاق والدجل والكذب والتضليل؟

يا إخوتـنا الكبار في حركة فتح، هل يستطيع ياسر عبد ربه أن يخرج إلى الشارع الفلسطيني ويتحدث إلى الفلسطينيين عن وثيقة جنيف ويبقى حيـًا؟! أنه أجبن من أن يفعل ذلك ولكنه يصول ويجول ويبحلق عبر الفضائيات ويقول كلامـًا تافهـًا ويردد كالببغاء ما تقوله الصحافة الإسرائيلية عن عدم وجود أي حق لعودة الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم، هل مثل هذا الصعلوك يحق له أن يكون فلسطينيـًا أو ممثلا لهم في أي محادثات أو مفاوضات مع إسرائيل؟

يا إخوتـنا خذوا أي طفل فلسطيني فقد أباه أو أخاه أو هدم الصهاينة بيته وتركوه في العراء.. لكي يفاوض إسرائيل حول حقوقه ومصيره، إنه سيقول للإسرائيليين غير الكلام الذي يقوله ياسر عبد ربه، جربوا أن تأخذوا لمفاوضة إسرائيل أخت الاستشهادية آيات الأخرس مثلا.. فقد أصبحت النساء في هذا الزمن الرديء أشرف كثيرًا من الرجال النساء!!

يا إخوتي أنتم واهمون إذا كنتم ستحصلون من اليهود الصهاينة على أي شيء! هؤلاء الصهاينة اليهود جننوا نبيهم موسى من أجل بقرة كما ورد في القرآن الكريم، فهل سيعطونكم ما تحلمون به؟

إنكم يا إخوتـنا في السلطة على شفير الهاوية لأن كل الفلسطينيين قد ملوا وسئموا من سياساتكم الكئيبة والغامضة والمستسلمة والعقيمة، أفيقوا من غفلتكم وغيّكم قبل أن تقع الفأس بالرأس وتضيعوا فلسطين وتضيعوا أنتم معها إلى الأبد.

إنكم بلا شك تذكرون تلك الشعارات التي ماتت وشبعت موتـًا: "ثورة حتى النصر" و"من النهر إلى البحر" و"عائدون" فأين ذهبت تلك الشعارات والهتافات أيها المهزومون؟!

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع