طائرة عرفات الورقية

السبت 17 تموز 2004

بقلم الدكتور محمود عوض                                                       
 

في سماء رام الله تحلّق صيفا طائرات الأولاد الورقيه وفي هذا الصيف حلقت طائرة ورقية كبيرة ومزركشه وذلك بالتزامن مع صدور قرار محكمة العدل الدوليه في لاهاي .

هكذا أقلعت طائرة عرفات من مدرجها في المقاطعه حيث تُحاصره القوات الإسرائيليه من جانب ويحاصره الشعب الفلسطيني بملفات الفضائح والفساد ويكبسُ على أنفاسه بأكياس الإسمنت فجاءه الإنقاذ على طبق محكمة لاهاي ووجدها فرصة ذهبيه هو وبطانته لفك حصار واحد من الحصارين والحصار المقصود بفكه هو حصار الشعب الفلسطيني ؟

والراصد المتتبع لجوقة العزف العرفاتي ولسيمفونية النصر التي سارعوا لتعميمها عبر الفضائيات سيدهش لفن الإستثمار الرخيص الذي لجأ إليه رئيس السلطه ورموزها إذ أنهم وفي غمضةِ عين قفزوا عن الوضع الكارثي للشعب الفلسطيني وظنوا أنهم بورقة قرار لاهاي ستروا مؤخراتهم التي إحمرت تحت شمس الفضائح الحارقه فراحوا يجولون ويصولون برايات النصر التي نسجوها في لاهاي ولم يبق عليهم سوى دعوة الفلسطينيين للخروج في زفات ودبكات للتمجيد بهم لأنهم ( جابوا الذيب من لاهاي ) .

كل مراقب لمجريات فرصة النصب الجديده على شعب فلسطين من قبل رئيس السلطه ورموزها توقع أن يعتاش عرفات وجماعته على فتات لاهاي سنه وأكثر وهم يصدحون بالنصر المبين ويضيفون ذلك كمنجز تاريخي من منجزاتهم التي لا تعد ولا تحصى .

وبالفعل ما أن مرّ أسبوع حتى خرج جميع المفضوحين من جحورهم وبخاصة أبطال فضيحة الإسمنت ليشنوا هجوما معاكسا على من نبش أو سينبش في أكير فضيحة تقشعر لها الأبدان في التاريخ الفلسطيني .

هجمة النصر المبين في لاهاي وهجمة مافيا الإسمنت كادت تُسقط في يدِ غالبية الشعب الفلسطيني الذي يرقب ساعة بعد ساعه طيّ صفحة أهل أوسلو وعبدة الرمز الضرورة فها هي لاهاي تلقي لهم بحبل النجاه وتوفر لهم زمنا إضافيا للسرقة والتصيد والفساد في الأرض .

ولكن يا فرحه ما تمت فسرعان ما إنقلبت أفراحهم أتراحا فهبت الرياح من حيث لم يتوقعوا لتقتحم عليهم خزائن ملفاتهم وتتطاير بها على منصة الأمم المتحده .

فالبالون المزركش من لاهاي والمنطاد الذي إرتفع فوق المقاطعه بأمل إشغال الناس عن فسادهم وزندقتهم وإسمنتهم جاء فجأة دبوس إسمه تيري لارسن مندوب الأمم المتحده ليخرقه ويفرغ هواءه لتعود مؤخراتهم سبرتها الأولى محمّرة يكسوها القشب من أشعة الفضائح المحرقه لهذا طار صوابهم وجن جنونهم من تيري لارسن الذي قال فيهم واحد في المائة مما يقوله أي طفل فلسطيني .

فلماذا يصبون غضيهم على تيري لارسن ؟؟ وهل من الطبيعي أن يفعلوا أجل فتيري لارسن خوزقهم وأفسد عليهم أفراحهم وأعاد الأنظار من جديد للتبصر في أمر هذه المافيا

صحيح أنه في حالة كل زانيه وفق تقاليدنا لا يجوز حتى للجيران أن يلوكوا سمعتها وفقط يجوز ذلك لأقربائها .. فما دخل تيري لارسن إذن ليمسك بتلابيب شمطاء عاهره وينادي لسترها ولملمة فضائحها .

لا يا سيد تيري لارسن ..

نحن زيتاتنا في تبناتنا .. وبناتنا .. بناتنا حتى لو فشقوا رجل في لاهاي ورجل في هاواي والماجدات في السلطه لديهن من الشرف والإصلاح مثل ما لدى الماجدين من القرف والكفاح وإنها لثورة حتى لاهاي وباي باي

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع