سلطة اوسلو
بقلم
:احمد عمرابي
البيان
3/5/2005
عندما
يقتل جنود إسرائيليون مواطناً أو مواطنين فلسطينيين أو تدمر منزل أسرة
فلسطينية أو تجتاح مخيماً للاجئين فإن الرئيس أبو مازن يلتزم السكوت. لكن
بمجرد أن يأتي رد فلسطيني شعبي على أي من مثل هذه الاعتداءات فإن الرئيس
الفلسطيني يغادر حالة السكوت على الفور ليشجب ويستنكر ثم يشفع الشجب
والاستنكار بوعيد.
عند
نهاية الأسبوع الماضي انتقل الرئيس أبو مازن بوعيده إلى مستوى نوعي أعلى.
فقد هدد للمرة الأولى باستخدام القوة ضد فصائل المقاومة «إذا اقتضى الأمر»
من أجل «ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار مع إسرائيل».لقد جاء هذا الوعيد
الجديد إثر عملية إطلاق صواريخ على إسرائيل قامت بها «لجان المقاومة
الشعبية» ـ إحدى فصائل المقاومة. لكن هذه العملية لم تكن مبادرة هجومية
ذاتية.
فقد
كانت في الحقيقة رداً عملياً على حادثة قتلت فيها القوات الإسرائيلية ثلاثة
أطفال فلسطينيين في رفح.وهكذا تجاوز الرئيس الفلسطيني الفعل الإسرائيلي
وكأنه لم يقع، مستقصداً رد الفعل الفلسطيني وكأنه مبادرة اعتدائية بلا
مبرر. يقول الرئيس أبو مازن ان السلطة ألزمت نفسها باتفاق تهدئة مع
إسرائيل، وانها ينبغي أن تبقى على مستوى الوفاء بهذا الالتزام.
وعليه
فإن من ينتهك الاتفاق من الجانب الفلسطيني ينبغي أن «يضرب بيد من حديد».ومن
هنا نتساءل: لماذا لا تستخدم السلطة هذه «اليد الحديدية» ضد الاحتلال
الإسرائيلي؟ .ومن المثير أنه بمجرد أن أطلق أبو مازن تهديده إلى الفصائل
الفلسطينية التقط الخيط مسؤول إسرائيلي مرحباً ومستبشراً حيث قال: «دعونا
نرى هذه القبضة الحديدية.
دعونا
نراه وهو يطبقها». وفي المقابل قال متحدث باسم فصيل «لجان المقاومة
الشعبية» ان القوة التي يهدد الرئيس أبو مازن باستخدامها «يجب أن تستخدم ضد
إسرائيل التي تقتل مدنيين فلسطينيين وتعتدي على رجال الشرطة ورجال المقاومة
دون تمييز».
وبعد هل
يدرك الرئيس أبو مازن أن استخدام قوات السلطة الفلسطينية سيكون معناه إشعال
حرب أهلية؟الحرب الفلسطينية ـ الفلسطينية هي بالضبط الهدف الإسرائيلي
الأعظم من وراء اختراع فكرة «السلطة الوطنية الفلسطينية» في إطار اتفاق
أوسلو.
فدور
السلطة المرسوم إسرائيلياً هو أن تكون أداة لقمع الشعب الفلسطيني بينما
تتفرغ إسرائيل لعملية تهويد الأرض.ومنذ عام 1994 ـ عندما قامت السلطة
الفلسطينية ـ وحتى اليوم لم يتوفر سبب واحد للاعتقاد بأن هذا الدور قد
تغير.. ولا حتى في عهد عرفات.. فضلاً عن عهد أبو مازن.
|