حينما يتخفي الروائي في ثياب السلطة برتبة وزير
!
الروائي يحي يخلف , عفوا
,
وزير
الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية شارك
مؤخرا في معرض فرانكفورت الدولي
للكتاب 2004, وياليته لم يشارك , فالناس في
فرانكفورت احتاروا في التعامل معه
,
هل هو
الروائي ابن الهم الفلسطيني في
الداخل والخارج , ام هو الوزير الحريص علي
ايجاد موقع في الصفوف الامامية في
حفل افتتاح معرض فرانكفورت بحثا عن الاضواء
الرسمية
.
لم يسلم علي احد تقريبا من معارفه القدامي ويبدو انه يعترف بان
الوزير هو اعلي
مرتبة او مراتب من كل الكتاب او الادباء , اختفي يحي يخلف من
اروقة المعرض في
اليوم التالي للافتتاح الرسمي ليترك الباب مغربا امام التكهنات
,
هل سافر
مقاطعا لان البرتوكول الالماني لم يعطه العناية الكافية ؟ ام سافر
محتجا علي
كلمة عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية التي لم تشر الي
الدولة
الفلسطينية او الي اوحتي ذكر كلمة فلسطين ؟ ام لانه كان محبطا من تدني
المشاركة
الفلسطينية ؟
لااحد يدري ؟ نحن نطرح هذه التساؤلات حول مشاركة
يخلف الذي جاء الي فرانكفورت
دون ان يصطحب معه علي سبيل المثال , مدير عام معرض
فلسطين الدولي للكتاب عمر
الغول , المختص اساسا بمعارض الكتاب , او أي مسؤول
تقني من الوزارة , حرصا علي
العمل الفلسطيني في بلد مهم جدا مثل المانيا , نحن
لا نقصد المساس ب(يخلف)
,
فالرجل له تاريخ ابداعي طويل في كتابة القصة القصيرة
والرواية، والمقالات، وهو
مشارك نشط في الحياة الثقافية العربية، ويعمل منذ
سنوات عديدة في مجال الحركة
الثقافية الفلسطينية سواء كان في دمشق أو بيروت
أوالجزائر أو تونس وأخيرا في
فلسطين، و كان أيضا ولسنوات عديدة نقابيا ومناضلا
وسياسيا في صفوف اتحاد الكتاب
الفلسطينيين ، الا انه بعد ان اصبح وزيرا , تغير
كثيرا , ونسي انه كان في
صفوف الكتاب الفقراء ومناصري القضية الفلسطينية لدرجة
انه ترفع عليهم ورفض ان
يصطحب أي مثقف فلسطيني معه الي فرانكفورت , ولولا
الالمان وبعض المؤسسات
الاكاديمية العربية والاوروبية التي دعت عدد من مثقفي
فلسطين لما نجحوا في
ايصال الصوت الفلسطيني شعرا وفنا ولحنا واداء ولقاء وكلمة
وصورة الي الجمهور
الالماني الذي يحب العرب اكثر من غيرهم ! ولولا طلبة الجامعات
المتطوعين من
ابناء الجالية الفلسطينية في المانيا , امثال نيكول زرينة ومجموعة
فرقة القدس
الفلسطينية للفنون الشعبية الذين قدموا التراث الفلسطيني امام الزوار
بجهودهم
ومبادراتهم الفردية وبمصروف ذويهم المادي عليهم , لما سمع احد
بالتراث
الفلسطيني في اهم حدث ثقافي في العالم ؟
د. جمال
المجايدة
jmajaida@hotmail.com |