عشرة تحفظات على آلية البرايمرز

عكرمة ثابت

ان كانت "فتح" قد ارست جماهيرها على قاعدة حرية الاختيار والانتخاب، فإنها ومن اول ممارسة لها للديمقراطية قد دفعت هذه الجماهير للتفكير طويلا في الطريقة والآلية التي جرت فيها الانتخابات الحركية "الداخلية" "البرايمرز" يوم الجمعة الماضي. وقد بات واضحا منذ فتح باب التصويت في اصغر مركز انتخابي وحتى اغلاقه في اكبر مركز، ان هذه الانتخابات قد تمت رغم الفوضى والتجاوزات القانونية والانتخابية وسلم بنتائجها من باب الضرورة لترسيخ مبدأ الانتخاب والتصويت التنظيمي ولقناعة كادر لا يستهان به بضرورة ان تجدد "فتح" نفسها وتعيد هيكلة مؤسساتها وشخوصها بطريقة ديمقراطية بحته، وبغض النظر عن بعض المظاهر السلبية والارتجالية التي حدثت هنا وهناك نستطيع القول ان فتح قد نجت بشكل جزئي من خطر يهددها وعليها ان تنجو بشكل مدروس وممنهج من معركتها المقبلة للانتخابات التشريعية، فمعركة البرايمرز في فتح تعنيها وحدها فقط بينما معركتها الانتخابية التشريعية تعني الشعب الفلسطيني بكل اطيافه ومشاربه السياسية والتنظيمية والاجتماعية.
وقبل ان ابدأ بسرد تحفظاتي الشخصية التالية على الآلية التي جرت بها هذه الانتخابات اتوجه باسمى التبريكات لكل الاخوة والاخوات الذين حالفهم حظ النجاح واعرب عن تضامني الفتحاوي الاصيل مع كل من لم يحالفه الحظ متمنيا للفتحاويين جميعا النجاح المكلل في ترتيب بيتهم الفتحاوي والنهوض بفتح واحدة موحدة قادرة على تجاوز المراحل المقبلة في مصير قضيتنا الوطنية الفلسطينية:

1-
تم اجراء الانتخابات في الوقت الذي لم يكن الجميع جاهزا لها، وكان هناك اكثر من خلل وخطأ في الكشوفات وآلية التجهيز والاعداد والتحضير والدليل ان هناك مواقع عديدة فضلت ان تؤجل عقد المؤتمر لحين استكمال التجهيزات والانتهاء من انجاز النواقص ومحافظات الخليل وقلقيلية وطولكرم وسلفيت وقطاع غزة اكبر دليل على ذلك.

2-
تعدد الآراء والمواقف وعدم القدرة على عقد المؤتمر بوقت واحد متناسق في الآلية والزمان في كل اقاليم الضفة وغزة احدث حالة ارباك وفوضى الامر الذي قسم الجمهور الفتحاوي الى قسمين احدهما اصر على عقد المؤتمر بموعده المحدد وهذا ما حصل في خمس محافظات والآخر سعى الى تأجيل انعقاده وما زال الغموض دائرا ان كان بالامكان عقده ام لا؟!

3-
تم تغييب الجانب القانوني في الاشراف على هذه الانتخابات وكان من الافضل والاصح ان تكون هناك هيئة قانونية تواكب وتراقب عملية الاقتراع وتسجل آراءها وملاحظاتها ولو وجدت هذه الهيئة لكان بالامكان ضبط حالة الفوضى والتجاوز في طريقة التصويت والسماح لمن يرغب بالطعن في خروقاتها واخطائها الانتخابية ان يقدم طعوناته واثباتاته.

4-
كان من الافضل ايضا ان تمارس هيئة الرقابة الحركية لفتح دورها في تنظيم وتقنين ومراقبة عملية الاقتراع والاشراف على سجلات الاسماء والتأكد من سلامتها وخلوها من اية اخطاء وزيادات وتجاوزات والتأكد من هوية المقترعين.

5-
كان من الواجب الهيئات الفتحاوية القيادية كاللجنة المركزية والمجلس الثوري ان تبادر في افتتاح هذا العرس الديمقراطي وتنخرط في صفوف الناخبين وتقترب منهم اكثر لتعيش معهم حالة الترتيب وحق الاختيار مهما بلغ حجم الفوضى والخلل فيه.

6-
فتح باب الاقتراع على مصراعيه ودون ضوابط وتحديد خلق حالة من المشاركة الفوضوية وخلط الحابل بالنابل وبالجانب الآخر فتح المجال امام الغالبية لتنتقد وبشدة العملية الانتخابية متسلحا بعدم وجود تحديد وتنظيم لكشوفات الاسماء التي من حقها الاقتراع والتصويت.

7-
لوحظ قيام الشخص الواحد بالانتخاب عن اكثر من شخص دون توكيل او انابة او حتى ابراز اية اثباتات شخصية كالهوية او جواز السفر وفي الوقت نفسه تمكن اكثر من ناخب من الانتخاب اكثر من مرة وفي اكثر من مركز اقتراع.

8-
تم اعتماد السجل المدني للناخبين في عدد من المراكز مما فسح المجال لتدفق اعدادا كبيرة من الناخبين والعسكريين للدخول الى هذه المراكز والانتخاب فيها وهناك حالات انتخبت ولم تكن اسماؤها واردة في الكشوفات الحركية والتنظيمية.

9-
طغت على العملية الانتخابية العشائرية والقبلية والمحورية ما سيترك آثارا سيئة وصعبة في العلاقات الحركية الداخلية بعد الانتخابات وسيتولد ردود فعل عكسية بين المرشحين الذين تحالفوا مع بعض ولم يلتزموا بقواعد واخلاق التحالفات ما سيضعف مرشحي الحركة لانتخابات المجلس التشريعي امام منافسيهم من التنظيمات والقوائم الاخرى.

01-
نتائج هذه الانتخابات وافرازاتها ستعمل على زيادة الهوة والفجوة ما بين الجيل الجديد والقديم في حركة فتح وما بين القيادة واطر الحركة القيادية والقاعدة الجماهيرية الفتحاوية وهذا سيزيد الصعوبات في امكانية الاتفاق الفتحاوي المستقبلي على مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية المقبلة.

وباعتقادي فإن هناك عددا لا يستهان به من كوادر فتح وقادتها قد سجل عشرات التحفظات والانتقادات على هذه الانتخابات وهناك ضعف هذه الاعداد ممن عبروا عن تخوفهم وقلقهم من مستقبل الحركة وقدرتها على الاستمرار والتواصل الفعال والقوي، وبين هذين الموقفين يبقى مصير فتح رهنا في مدى نجاح ابنائها في انجاز انتخاباتهم التمهيدية بطريقة ديمقراطية نزيهة وعلمية وفي قدرة الحركة على تحقيق النجاح والفوز لمرشحيها لانتخابات المجلس التشريعي.

حركة فتح - اقليم طولكرم

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع