قريع القاسم المشترك الأعظم

بقلم: حمدي فراج *

من كان يصدق أن أحمد قريع سيصبح في يوم من الأيام القاسم المشترك الأعظم لهذا الشعب ولقضيته التي تشكل جوهر صراع المنطقة على مدى العقود الماضية كلها؟

من كان يصدق انه سيصبح خشبة الخلاص للشعب الفلسطيني على صعيدي التحرر من نير الاحتلال ونير الفساد؟

من كان يصدق انه سيقفز الى كل هذا الضوء الساطع ويصبح في غمرة وقت قصير نسبيا على يسار القيادة بدءا بياسر عرفات، ومرورا بعباس زكي وانتهاء بغسان الخطيب وسمير غوشه؟

من كان يصدق انه سيصبح مطلب امريكا رقم (1) ومطلب مصر ومطلب الأردن ومطلب اسرائيل ايضا؟

من كان يصدق انه سيصبح في غمرة قصيرة نسبيا من الزمن، مثل كعك العيد، مطلوب على كل الأصعدة ليلا ونهارا، برا وبحرا، يسارا ويمينا، من الصالح و الطالح، من المستقيم والفاسد، من المناضل والمساوم، من العسكري والمدني، من فتح ابو عمار وفتح ابو مازن، من فتح القديمة وفتح الجديدة، من فتح الثورة وفتح الدولة، من فتح الداخل وفتح الخارج، من فتح الكهول وفتح الشباب، من فتح الأردنية وفتح المصرية، من فتح الضفة وفتح غزه ....؟؟

وأخيرا من كان يصدق، انه يقدم استقالته تمنعا وترفعا على هذه القيادة التي تقول عن نفسها تاريخية، فلا يسحبها الا بعد ان تنخ لكل طلباته، على مدار عشرة ايام، فتضع القيادة يدها على قلبها تخوفا وتوجسا من ان يظل مصرا عليها، فلا تهدأ نفسها ونفوس الحاشية كلها آنفة الذكر، الا عندما يسحبها، فيتنفسوا الصعداء.

ان الصعداء التي تنفسته القيادة وأركانها، ما هو الا صعداء التهيؤ بانتهاء غبار في معركة كانت داخل بيت الفساد، بدرجات متفاوته، بدءا بمن باعوا الاسمنت المصري للجدار العنصري، وانتهاء بالطامحين نحو منصب أفضل، أو على أقل تعديل بقاء ما تقسم وتيسر، ومن ضمنهم أعضاء التشريعي، ذلك ان هذا الشعب يعرف تماما من هو أحمد قريع وما هو تاريخه في الخارج والداخل، وقد يفهم الشعب انه رجل مرحلة سوداء، ولكن يفهم ان الرحم ليس الى هذا الحد من العقم والعقر، فحين يريدون رئيسا للمجلس التشريعي، لا يجدون الا أحمد قريع، وحين يريدون رئيسا للوزراء – وهي كذبة كبيرة، فلا وزراء ولا ما يحزنون – فلا يجدون الا احمد قريع، وحين يقدم استقالته، ترفض لأنه لا يوجد غيره، وحين يسحبها، نقيم الاحتفالات والأفراح والليالي الملاح، ونهنئ بعضنا بعضا تقبيلا وتبويسا امام كاميرات العالم، ثم نلحق به وزارة الداخلية، على اعتبار ان لا أحد في هذا الشعب العقيم أهل لها.

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع