هل ثمة علاقة بين خطاب قريع امام التشريعي واعتقال الشبان في بيت لحم

العميد يوسف الشرقاوي

الخميس 8 نيسان2004 
 

اصبت بصدمة شديدة وانا استمع الى الخطاب السيء الذي القاه رئيس الورزاء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء)امام المجلس التشريعي الفلسطيني يوم الثلاثاء الماضي ليس لانني لم اكن اتوقع من ابي علاء طرح مثل تلك الاراء المدمرة والخطيرة والضارة بالمصالح العليا لشعبنا بل ولانني لم اجد نائباً واحد من نواب الشعب يقف ليقول لهذا الرجل الذي ساهم في توريطنا في كارثة اوسلو كفاك انحداراً اذهب الى الجحيم ولا تكمل .

فهذا الرجل اثبت بالملموس وبما لا يدع مجالاً للشك بانه (مقاول (بالفكر والممارسة واعدى على شعبنا من شارون نفسه عندما وصف بدون حياء نضال شعبنا ضد قطعان المستوطنين بانه ارهاب موجه ضد المدنين وبانه مدان ومرفوض اخلاقيا ضارب عرض الحائط بحقيقة ان من يسميهم بالمدنيين هم مستوطنون كولنياليون وبانهم جميعا رجالاً ونساءاً اما جنوداً في الجيش او جنوداً في الاحتياط يمكن ان يلتحقوا بوحداتهم ويحملوا السلاح خلال لحظات .

ان احمد قريع واضرابه باتوا يشكلون خطراً حقيقي على المصالح العليا لشعبنا ليس لان لهم قوة على الارض او تاييد يذكر في اوساط شعبنا بل لانهم ، وهذا الاخطر، ما زالوا يتحدثون باسم الشعب ويعتبرون انفسهم ممثلين حقيقين له في حين ان عدونا يستفيد جداً من المواقف التي يعلنونها ويستخدم هذه المواقف ومنها اعتبار النضال المشروع الذي يخوضه شعبنا ضد الاحتلال ارهاباً كذرائع لتصعيد الجرائم التي يرتكبونها ضد الشعب الفسطيني معتبرين ذلك جزءاً من المعركة والحرب التي يخوضها ما يسمى بالعالم الحر ضد ما يسمى بالارهاب .

ولا يغير من هذه الحقيقة محاولات البعض الايحاء بان الافكار السيئة التي عبر عنها قريع في الخطاب كانت عبارة عن موقف تكتيكي لاختراق الحصار الاسرائيلي المفروض على القيادة الفلسطينية والوصول الى الادارة الامريكية عشية اللقاء مع المبعوث بيرنز في اريحا .

فهكذا موقف حتى لو كان تكتيكياً فانه في غاية السوء لانه يقدم هدية مجانية للاعداء الذين يجدون في تفريط من يفترض انهم يشكلون قيادة للشعب الفلسطيني ضالتهم لتبرير الجرائم البشعة التي يرتكبونها ضده من ناحية ولان من لا يحترم نضال شعبه وتضحية الشهداء على مذبح النضال من اجل الحرية يفقدون كل اهليتهم ولا يصلحوا البتة بان يكونوا قادة له من ناحية اخرى .

فهذه المواقف التي عبر عنها قريع في خطابه امام التشريعي هي تعبير عن مكنون الرجل وطريقة تفكير قيادة تتعاطى مع شعبها باستهتار شديد وبطريقة تنازلية تزداد انحدار وسوءاً بشكل متدحرج ولذلك فان اي مراقب سياسي لديه الحد الادنى من الفراسة لا يستبعد من مثل هؤلاء ان يقدموا على فعل اي شيء من المبيقات اذا رأوا في ذلك خدمة لمصالحهم .

انسجاما مع ما تقدم فان المرء لا يستبعد بان قريع وحكومته متورطان بصورة او بأخرى في عملية الاعتقال التي قامت بهاالقوات الاسرائيلية فجر يوم الخميس الماضي لاكثر من اثنى عشر مقاتلاً من ابناء كتائب شهداء الاقصى في بيت لحم فربما ارادا من ذلك ارسال رسالة اخرى للامريكين والاسرائيلين بانهم قادرون على الاستمرار في اداء وظيفتهم الامنية المنوطة بهم خدمة لامريكا واسرائيل .

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع