لماذا لم يكن هناك قطايف؟؟
بقلم: حمدي فراج *
لم ألحظ في صور اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي عقد الأحد 17
تشرين الأول، بعد الإفطار، والتي تنشرها عادة صحفنا اليومية على صدر
صفحاتها الأولى للقطايف وجود.
لا أعرف لماذا وكيف خطر ببالي اجتماعات السامر التي كان يتنادى اليها أهل
كل حارة في ليالي رمضان ايام زمان قبل اختراع التلفزيون والكهرباء، صحيح
انني لم أحضر اي من تلك اللقاءات للاسف الشديد، لكن كبار السن كانوا يسهبون
في الحديث عنها لنسائهم اللواتي لم يكن بامكانهم الانضمام للسامر الليلي.
بالمناسبة، في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لا تحضر النساء
ايضا، ليس فقط منذ اتفاقية اوسلو فحسب، بل منذ أن تأسست.
المواظبة على حضور سامر زمان ، كان سببه الافتقار الكلي لأية وسيلة تسلية،
الا التقاء الناس بعضهم ببعض، وعندما بدأت وسائل الترفيه تتسلل الى حياة
الناس، غادروا السامر والديوان شيئا فشيئا الى ان تم الغائه نهائيا من كل
الحارات .... في الماضي، كان التئام اجتماع لجنة تنفيذية لا يتم الا بشق
الأنفس، وبعد حصار الرئيس عرفات في المقاطعة، أصبحت اجتماعات اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير، او ما تبقى منها تعقد لقاءات شبه أسبوعية،
وأحيانا أكثر من لقاء في الأسبوع الواحد، البعض يقول ان كل هذا العز الذي
حظيت به المنظمة قد انهال عليها بعد تعيين منصب رئيس وزراء في السلطة.
أعضاء المنظمة من الفصائل الأخرى التي تقاطع اوسلو ، تواظب على
اللقاءات وتحضرها وتكتب فيها محضرا وتوزعه على القواعد، تماما كما كان يتم
(توزيع) محضر السامر على النساء في البيوت. وهي لربما تدرك او لا تدرك ان
لقاءات المنظمة ـ أتعمد ان لا أسميها اجتماعات ـ هي عبارة عن جمعة مشمشية،
حتى ولو طالت.
لم تكن لقاءات السامر الرمضاني في الماضي تقتصر على اشخاص محددين، كان
بامكان الضيوف والغرباء ممن انقطعت بهم السبل أن يحضرونها، وكان بامكان
جميع أهل الحارة بما في ذلك الأطفال حضورها، شريطة أن لا يتعدوا على مقاعد
الكبار، .... لقاءات اللجنة التنفيذية لا تقتصر على ألاعضاء، بل يحضرها
اعضاء مجلس وطني ومجلس تشريعي ومجلس مركزي ومجلس ثوري ومجلس وزراء ومجلس
أمن قومي، ومن يتواجد، ولهذا نراهم في الصور أكثر من عدد اعضاء اللجنة
التنفيذية، ولهذا يتم تعويم اللقاء بتسميته (اجتماع قيادة).
لقاءات السامر لم تكن لتتعدى القيل والقال، وكذا الحال لقاءات اللجنة
التنفيذية، لكنا في اللغة السياسية لا نطلق عليها القيل والقال، بل الشكر
والاستنكار، ولكل مفردة عدة مرادفات، يتم استخدامها من أجل الوجاهة وبلاغة
التحرير، أليس اسمها منظمة تحرير، فمثلا اذا صدر القرار الأول انها
استنكرت، يكون القرار الثاني شجبت أو نددت، او دانت، أو حملت المسؤولية،
واذا كان القرار شكرت، يليه ثمنت أوأشادت، أو أهابت أو رحبت.
اللقاء الذي عقد الأحد، بعد الإفطار، ولم يكن فيه قطايف، صدر ما يلي
بالحرف: رحبت القيادة بخطة سولانا، أشادت القيادة بموقف الأمين العام للأمم
المتحدة، هنأت بحلول رمضان، أشادت بموقف حسني مبارك في ايطاليا وفرنسا،
ثمنت جهود زين العابدين رئيس القمة العربية، أشادت القيادة بجهود لجنة
الانتخابات الممتازة ، حذرت القيادة اسرائيل من مغبة استمرار سياستها،
أدانت القيادة الاجراءات الاسرائيلية ضد المقدسات، أشادت القيادة بالكنيسة
البروتسطنتينية المشيخانية، أشادت القيادة بموقف المفوض العام للأنروا.
انتهى السامر، عفوا اجتماع القيادة.
* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم.
(أمين) |