رئيس وزراء فلسطين يسكن مخيم !

حسام جحجوح                 

كاتب وصحفي – فلسطين

اذا كنت يوما تسير في شوارع الوطن ورأيت طفلا عيونه فيها الحزن ووجهه فيه الاصرار والتحدي وقامته مرفوعة اكثر من قامة الزعماء العرب وشاهدته يهتف بالشهداء وينادي للمقاومة والابتسامة ملكه الوحيد التي يمكن أن يحييك بها فاعلم أنك تسير في احدى مخيمات اللاجئين.

 أهلا بكم في مخيم الشاطئ "نموذج من العذاب"حيث يسكن رئيس الوزراء الفلسطيني الشيخ اسماعيل هنية مع زوجته وأبنائه في بناية متواضعة من طابقين على بعد مئة متر من بحر مخيم الشاطئ ، ويسكن هنية المخيم منذ ولادته عام 1963 وينحدر هنية من أسرة فلسطينية لاجئة من قرية الجورة في مدينة عسقلان المحتلة.                                   

 فهذه بارقة أمل للشعب وأهل المخيمات بأن من يحكم اليوم جاء من وسط معاناتهم ومشاكلهم ويعلم علم اليقين احتياجات الشعب فهو من الشعب ولم يسقط عليه من سماء الولايات المتحدة.

وستبقى عيون المواطنين بارقة متأملة أن تُحسن الحكومة أحوالهم خاصة أن معظم وزرائها وأركانها خرجوا من المخيمات ولامسوا واقع المجتمع وعايشوه وليسوا بحاجة لشرح أو التذكير بمعاناة شعبهم ، فالحكومات التسع السابقة لا أظن أنها تعرف شيئا عن المخيمات أو ساكنيها فطوال فترة وجودي في المخيم الذي ما زلت اعيش فيه  لم أر ولم أسمع عن وزير زار مخيمي ليعرف همومي  فهم يسكنون الأبراج العاجية وأبنائهم ينعمون في البلاد الغربية والاوربية.

وكوني لاجئاً أسكن مخيم الشاطئ أستطيع أن أصف هذا المخيم القائم غرب مدينة غزة وتبلغ مساحته أقل من واحد كيلو متر مربع، يعيش فيه أكثر من 78000. سمته الأزقة الضيقة والبيوت المكونة من الاسبست والطوب الاحمر وشوارعه الضيقة. تعرفه من جريان المياه العادمة في فصل الشاء والتي لا تسير فقط في شوارع المخيم بل في معظم البيوت باعتبار أن مستوى انخفاضها عال جدا بالنسبة للشوارع خاصة في منطقة الشمالي منه.

ويسكن أغلب أهل المخيم في بيوت ضيقة وليس غريبا أن تجد في كل غرفة داخل منازل المخيم ما يزيد عن الثلاث أشقاء، علما بأن حجم الغرفة لا يزيد عن 3 متر مربع في أغلب الأحيان.

إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها أهل المخيم انعكست على كل شيء في الحياة حتى العمل والأكل .ويبق مخيم الشاطئ نموذج لثمانية مخيمات منتشرة في قطاع غزة، على سوء حالها تبقى أفضل من مخيمات الشتات.

ظن اليهود بعد هجرة أهل فلسطين عام 1948 أن الآباء حين يموتون فإن الأبناء سينسون، فإذا بالآباء يحفرون في ذاكرة أبنائهم قصة تهجيرهم وكذلك حقهم في العودة، وفي محاولة صهيونية بائسة لمحو آثار الهجرة قامت قوات الاحتلال بنقل المهجرين عام 1948 من الخيم التي كانوا يسكنوها- والتي هي علامة من علامات الهجرة- إلى أربع مخيمات أقامتها دولة الاحتلال، وهي مخيم الشاطئ ومخيم الشيخ رضوان ومخيم رفح ومخيم خانيونس.

المخيم حسب تعريف الأونروا، عبارة عن رقعة أرض خصصتها السلطات المضيفة للأونروا من أجل توفير الإقامة للاجئي فلسطين وإقامة المرافق التي تلبي احتياجاتهم. والمناطق التي لا تخصص بهذه الصورة لا تعد خياما.

وتعد الرقع الأرضية التي أقيمت عليها المخيمات هي أرض حكومية أو في أغلب الحالات أرض تؤجرها الحكومة المضيفة من المالكين المحليين. وهذا يعني أن اللاجئين في المخيمات لا "يمتلكون" الأرض التي بنيت عليها منازلهم.

إن أغلبية سكان قطاع من اللاجئين الذين يعيش أكثر من نصفهم في ثمانية مخيمات. وكان معظم المهاجرين إلى قطاع غزة نتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 من يافا، ومدن وقرى جنوبي يافا،عسقلان وحمامة، ومن منطقة بئر السبع بالنقب. ووصل حوالي 200000 لاجئ إلى غزة التي كان يقطنها آنذاك 80000 نسمة فقط. وكان هذا الطوفان عبئا ثقيلا على هذا القطاع ذو المساحة الضيقة حيث تبلغ مساحته360 كم مربع فقط. وأكثر من ثلاثة أرباع التعداد السكاني الحالي المقدر بحوالي
 1.4
مليون نسمة من اللاجئين المسجلين الذين يمثلون 22.24% من إجمالي لاجئي فلسطين المسجلين لدى الأونروا.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع