منظمة التحرير واشكالية تمثيلها للشعب

بقلم عبد الناصر رابي-23/3/2006

 بسم الله الرحمن الرحيم

من الأسباب المركزية المعلنة التي حالت دون مشاركة الكتل البرلمانية في حكومة وحدة وطنية تقودها حماس هو عدم قبول الأخيرة بالإقرار بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .وضمن نظرة موضوعية سأتطرق لإشكالية التمثيل تلك . من المعلوم أن منظمة التحرير الفلسطينية شكلت بقرار من مؤتمر القمة العربي الأول المعقود بتاريخ 3\1\1964حيث تم تكليف احمد الشقيري بالقيام بهذه المهمة .والذي نجح بعقد المؤتمر الفلسطيني الأول بتاريخ 28\5\ 1964 في مدينة القدس حيث افتتح الملك حسين هذا المؤتمر والذي أعلن فيه عن تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وتعين الشقيري رئيسا لها. وتوالى بعد ذلك انضمام فصائل العمل الوطني لها.وفي مؤتمر القمة العربي والمعقود بتاريخ 1\8\1974 في الرباط قرر المؤتمر اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بناء على برنامجها لسياسي المرحلي والذي كان من أهم بنوده :
1- - تأكيد موقف منظمة التحرير السابق من قرار 242 الذي يطمس الحقوق الوطنية والقومية لشعبنا،والمتضمن رفض القرار
2- تناضل منظمة التحرير بكافة الوسائل وعلى رأسها الكفاح المسلح لتحرير الأرض الفلسطينية
3- تناضل منظمة التحرير ضد أي مشروع كيان فلسطيني ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة والتنازل عن الحق الوطني وحرمان شعبنا من حقوقه في العودة وحقه في تقرير مصيره فوق ترابه الوطني
وكان من ابرز بنود الميثاق في تلك المرحلة ما يلي :
1- المادة 2: فلسطين بحدودها التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني وحدة إقليمية لا تتجزأ.
2- المادة 9: الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك استراتيجية وليس تكتيكاً.
3- المادة 19: تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن.
4- المادة 21: الشعب العربي الفلسطيني، معبراً عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، أو تدويلها.
في ظل ما تقدم فبالاستطاعة القول بان المبررات التي أعطيَ للمنظمة بناء عليها حق التمثيل الوحيد للشعب الفلسطيني لم تعد قائمة, وذلك لتغير أسس البرنامج السياسي وإلغاء البنود الرئيسية للميثاق . إضافة إلى ظهور قوى أخرى في الشعب الفلسطيني لها ثقلها الكبير جماهيريا وعمليا كحركة حماس بالإضافة إلى الجهاد الإسلامي وحركات أخرى غير منضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية .
والسؤال المطروح من الأقدر والأجدر أن يمثل الشعب الفلسطيني ؟ هل هي منظمة التحرير أو غيرها ؟
إن من يمثل الشعب بحق هو من يكسب تأييده, ويعبر عن طموحاته ويتمسك بثوابتة. ولذلك فالطرح الداعم لتمثيل المنظمة طرح مقبول ولكن بشروط محددة . سبق أن تم طرحها أكثر من مرة وتم التوافق على إطارها العام في القاهرة واهم تلك الشروط أو المحددات هي :
1- إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على أساس العدل والإنصاف في تمثيل القوى بقدر ثقلها وأحجامها .
2- إعادة صياغة برنامجها السياسي الحالي بما يتوافق ورأي الأغلبية ويلتزم بالثوابت ويحقق المصالح للشعب الفلسطيني.
3- عدم إهمال أللاجئين في كل ذلك لأنهم الأغلبية,ولبروز توجهات كثيرة لتصفية قضيتهم .
ومن اجل تحقيق تلك الأهداف لا بد من إجراء انتخابات يتم فيها تحديد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الجديد وبعد ذلك هيكلة لجان المنظمة ومؤسساتها وإعطائها استقلاليتها وحجمها المستحق . والمناطق التي قد تتعذر فيها الانتخابات يتم التوافق على آليةٍ لفرز ممثليها . مع ضرورة عدم الاقتصار في ضخ الدماء الجديدة للمجلس الوطني من خلال الاقتصار على إلحاق أعضاء التشريعي بالمجلس الوطني وعدم مماثلتهم بممثلين من أللاجئين لان ذلك سينهي الوجود الخارجي ويقزم عضوية المجلس ويحصره بالضفة وغزة, وهذا شرك خطير, يجب الحذر منه, ومنزلق مهلك ينبغي عدم الولوج إليه .لأنه شكل من أشكال تصفية قضية ألاجئين وجعل القرارات الحاسمة الخاصة بالشعب الفلسطيني مرتبطة بمجلس جل أعضاءه من الضفة وغزة .
ولحين تحقيق ذلك لا ينبغي اتخاذ قضية التمثيل تلك, شماعة لرفض المشاركة في الحكومة المقبلة في ظل هذه المرحلة العصيبة ,التي ينبغي على الجميع تحمل تبعاتها . فلقد كان الأجدر والأنفع أن تقوم فصائل منظمة التحرير بالاستجابة لدعوات إحياء المنظمة وعادة هيكليتها وتطوير عملها الايجابي بدل ألامعان في إهلاكها وتحويلها إلى شماعة فقط .
 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع