فلسطينيو العراق يواجهون خطر الترانسفير

نضال حمد

تتواصل حلقات التآمر على أبناء الشعب الفلسطيني من اللاجئين في العراق العربي المحتل، فلا يكاد يخلو يوم واحد من ابتزاز واعتداء وخروقات لحقوق الإنسان ولعادات العرب وأهل العراق خصوصا في حماية الضيف والضعيف. فبعد الإعدامات العشوائية والتلبيسات التي تم تلبيسها للفلسطينيين في بغداد واتهامهم بالوقوف وراء بعض العمليات التفجيرية في بغداد وغيرها أصبح واضحا للجميع ان الخطر الحقيقي يحدق باللاجئين الفلسطينيين  في العراق. والمأساة الكبيرة ان لا احد يدافع عن هؤلاء لا في الشرق ولا في الغرب. وكأنهم بلا سند أو معين،إذ تركوا للعلوج المحليين من لواء بدر في عصابة الحكيم ومطايا الاحتلال الأجنبي. وقد عرف العالم كله ورأى كيف تعامل علوج الحكيم مع المدنيين الفلسطينيين في بغداد،وشاهد من على الشاشة التلفزة المتهمون الفلسطينيين وهم يدلون باعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب وبالقوة ،وقد بدا عليهم الإرهاق والتعب وآثار التنكيل،والكدمات على عين احدهم. لقد تم تلبيسهم التهمة كي تلبس للفلسطينيين في العراق لتكون بداية او إشارة لبدء مسلسل العذاب والإرهاب بحقهم.

  يقوم لواء علوج الذئب في قوات بدر الطائفية الشعوبية العنصرية بتوجيه الاتهامات للفلسطينيين بغية إرهابهم ونشر الرعب في صفوفهم وبث الكراهية بينهم وبين إخوانهم العراقيين الذين عاشوا وإياهم طوال السنوات الستين السابقة بدون مشاكل وبلا خلافات. ومحاولة تحميل كل الفلسطينيين وزر ما قد يكون بعض الفلسطينيين قاموا به من عمليات او تفجيرات مع ان هذا غير مؤكد وغير صحيح يعتبر عملا اخرقا او عملا عنصريا وطائفيا يراد به الانتقام من الفلسطينيين في العراق. وتقوم جهات عراقية معروفة بعدائها الشديد للفلسطينيين بنشر الدعايات المغرضة والتحريض ضدهم بمناسبة وبدون مناسبة،وقد أصبح هذا الأمر عنوانا لسياسة هؤلاء العلوج والقتلة الذين لم يتوانوا عن خدمة الأعداء الذين كانوا يجوعون ويحاصرون شعب العراق لسنوات طويلة أدت لمصرع مئات آلاف العراقيين خاصة من الأطفال والعجزة. وكل ذلك تم بقرار دولي أجبرت أمريكا دول العالم على القبول به،فكان لها ما كان وكان للعراق وبالا. وهؤلاء الذين يعادون اللاجئين الفلسطينيين في العراق هم جزء من القرار الدولي الأمريكي،وجزء من غزو واحتلال العراق،وكانوا يعملون مع الاحتلال ويزودونه بالمعلومات قبل ان يسقط العراق في قبضة الصهاينة والأمريكان. ومنهم من عرض تقديم خدماته وعمل مع الكيان الصهيوني وضد أمته العربية سراً وعلانية.

 حافظ الفلسطينيون في بلاد الرشيد على العيش بوئام وسلام وأخوة مع إخوتهم العراقيين خاصة ان ما يجمعهم اكبر مما يفرقهم، إذ تجمعهم أواصر القربى والدين والمصير المشترك. وكان الذي يصيب العراقي يصيب الفلسطيني لأنهم كالجسد الواحد في بلد واحد عاش فترات عرف فيها حروبا وأزمات وانقلابات ومعارك صعبة. وقد عاش الفلسطيني في العراق كالعراقي مخلصا للمكان الذي لجأ إليه منذ ضاعت بلاده فلسطين وأصبحت محتلة. وقد عرف عن الموقف العراقي الرسمي والشعبي الترحيب باللاجئين الفلسطينيين الذين وصفهم الإمام الخوئي بالشعب الحسيني.. كما ان الإمام موسى الصدر حرم التعامل مع إسرائيل من اجلهم ومن اجل مساندتهم ومساعدتهم حتى ينالوا حريتهم. وعلى نفس النهج تواصل القيادة الإيرانية دعم نضالهم الوطني. وقبل ذلك وبعده حرص النظام العراقي على تقديم الدعم للفلسطينيين والاستمرار به حتى في أحلك أيامه وفي اشد أوقاته حرجا وصعوبة. فمهما كان الهدف من مواقف النظام السابقة حسب التأويلات والتحليلات فانه كان يدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بصدق وبجدية. لذا فقد وجد الفلسطينيون في العراق مأوى آمنا وممرا عربيا للكفاح في سبيل العودة الى بلدهم المغتصب بعد ان يتم تحريره من رجس الاحتلال. وظل الفلسطينيون  يعيشون مع إخوتهم العراقيين في بلاد الرافدين بوئام وكأهل وعائلة واحدة.إذ لم يحصل طيلة سنوات إقامتهم هناك ان حدث ما جعلهم يواجهون متاعب ومصاعب في حياتهم اليومية كجماعة. لكن وبعد احتلال العراق من قبل الصهاينة والأمريكان ومن معهم بدأت أصوات التصهين العديدة في معسكر الحكم الطائفي والعنصري تتعالى مطالبة بتحقيق ما وعدت به قبل سقوط بغداد، وذلك من خلال أبواقها المنتشرة في كل العالم. لذا لا يمكن للمرء ان يفاجأ بما قالته المستوزرة  في حكومة عملاء الاحتلال  والمسئولة عن وزارة المهجرين والمهاجرين ،التي قامت بتفريغ ما عندها من أحقاد على الفلسطينيين وذلك عبر طلب ترحيلهم من العراق بحجة ان قطاع غزة أصبح محرراً . ونفس هذه الوزيرة لا تعارض ترحيلهم اليوم قبل الغد. وكلامها يدل على حقد دفين وعداء وعنصرية ضدهم مع أنهم هناك لاجئين يحميهم القانون الدولي واتفاقيات عالمية فهم لاجئين في العراق منذ نكبة 1948. ولا يمكن فصل قضيتهم عن قضية ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في الشتات وخارج وكنهم المحتل. فتلك القضية جماعية وتشمل شعب بكامله هجر وانتزع من أرضه بالقوة والإرهاب. وإذا كان العراق المحتل بحكومته التابعة للاحتلال قبل عضوا في جامعة الدول العربية العتيدة فعلى الجامعة أن تلجم مثل تلك التصريحات لبعض القادة العراقيين وتضع حدا لها لأنها تخالف إجماع الجامعة وقراراتها بخصوص اللاجئين الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بشكل عام. والجامعة تعلم بان هناك تيارا كبيرا في أوساط حكومة الاحتلال وفي أوساط القوى الطائفية والعنصرية التي تعمل في تلك الحكومة،حيث أنهم يدعون علانية إلى سلخ العراق عن محيطه العربي وتلبيسه ثوب  أزرق وابيض أو أثوابا أخرى متعددة. لذا فهم يستعينون بالصهاينة والأمريكان والأجانب وكل أعداء العروبة بغض النظر عن جنسهم ولونهم ودينهم.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع