الهجوم الفتحاوي على حماس.. إلى أين؟

 

أيمن ياغي

صحيفة الوطن القطرية 29/3/2006

 

الفتحاويون «قياديين ونواباً» بدأوا هجومهم الجدي على حركة «حماس» بعد الزلزال الكبير والرمايات التمهيدية المكثفة. ويبدون أكثر تصميماً على خوض معركة «كسر العظم» إلى أبعد مدى. ولو استطاعوا لمنعوا الماء والهواء عن هذه الحكومة الجديدة المطلوب منها أن تعترف «أحادياً» بالقرارات الدولية.

لا أدري بالضبط ما معنى الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية إذا كان الطرف الآخر المعني بتنفيذها يمزقها ويضرب بها عرض الحائط. أليس هناك باب آخر غير هذا الباب ينفذ إليه المعارضون الفتحاويون «الشرسون» لحجب الثقة عن حكومة إسماعيل هنية. ولماذا يطالب «الحماسيون» أن يكونوا نسخة «فتحاوية» طبق الأصل تلتزم بالشرعية الدولية والشرعية العربية وتطلق ذات الشعارات القديمة الجديدة التي ملها الشارع الفلسطيني. واختار حماس لخطاب جديد يكسر حالة الجمود التي صنفتها سنوات التسوية الطويلة والتي لم تفد في شيء بل على العكس ساهمت في تمدد الدولة الإسرائيلية على حساب أراضي الفلسطينيين وحقوقهم.

ليس معقولاً أن «تورث» حركة فتح من يأتي بعدها كل هذه التبعات والالتزامات وإلا ما فائدة الاستحقاقات الدستورية الديمقراطية وما جدواها إذا كانت ستأتي بحركات وشخصيات تكرر ذات الكلام وتطلق نفس الشعارات وتكون امتداداً لفترة طويلة من الزمن أثبتت الأيام فشلها في إنجاز أي شيء وعجزها عن تحقيق أبسط الأماني التي يتوق إليها هذا الشعب المكافح الذي ضرب واستبيح في فترة التسوية والتهدئة أكثر من أي فترة أخرى في فترات الصراعات واختزلت أرضه ودولته تحت ستار العملية السلمية إلى أقصى الحدود حتى أصبح الآن مع «الخطوات الإسرائيلية الأحادية. وزيادة الاستيطان واستكمال بناء الجدار» يصارع أحلاماً بعيدة في الحصول على دولة مستقلة ذات سيادة تعيش جنباً إلى جنب مع "إسرائيل" كما تقول «رؤية بوش» وخريطة الطريق. وأيضاً مبادرة السلام العربية التي طويت منذ عام «2002» ولم يعد أحد يفكر فيها غير «الفتحاويين ومعهم بعض الفصائل الفلسطينية» وأيضاً القمم العربية.

الواقع أن لا شيء يلزم الفلسطينيين لينصاعوا «فرادى» لقرارات الشرعية الدولية. رغم كونهم الحلقة الأضعف في المعادلة الدولية القائمة. ولهم أن يعترضوا على ازدواجية المعايير المطبقة عليهم والتي تبيح لإسرائيل خرق هذه القرارات. والتأسيس منهجياً لواقع جديد يجعل من القرارات الدولية شيئاً من الماضي يستحيل تطبيقه.

قد تكون «حماس» أمام موقف دولي وربما عربي في غاية الحرج والصعوبة لكنها تملك «دينامية» واضحة في تغيير رؤاها ومواقفها وثوابتها إذا ما قدمت لها ضمانات معقولة. وتملك إرادة الصمود في وجه هذا «العداء الدولي» لكنها لم تكن تتوقع أن تأتيها هذه المعارضة وهذا التشدد من جانب أخوتها في حركة «فتح» الذين يعزفون على الوتر الخارجي من أجل حصر «حماس» في الزاوية ومنعها من إكمال مسيرتها ومشروعها الجديد الذي انتخبت على أساسه.

الاستفزازات الفتحاوية في داخل «التشريعي» وخارجه. وإصرار الرئيس عباس على امتلاك ناصية القرار في مفاوضة الإسرائيليين دون الرجوع إلى حكومة حماس. قد تنقل الصراع القائم بينهما في الكلام إلى السلاح وحينها سيخسر الفلسطينيون كل شيء. وتستطيع "إسرائيل" «بكل راحة» أن تطبق خطة رسم الحدود النهائية وإتمام الفصل الأخير من مشروعها على وقع الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع