لا لنزع السلاح بأي حال من الأحوال
قبل نزع الفاسدين والمفسدين
الكبار من
مناصبهم وأماكن عملهم |
الدكتور محمد سعدي الأشقر
:
فلسطين ــ قطاع غزة المحتل ــ بيت حانون
لا لنزع السلاح من يد الشعب !!!!
ما من أحد في فلسطين ولا في العالم يؤيد فوضى السلاح !! ولكن هناك أولوية
أهم وأقدس بدرجات كبيرة من جمع السلاح الذي تم الاصطلاح بأنه السلاح الغير
قانوني .
وهذه الأولوية هي إزاحة رموز الفساد الكبار كمقدمة أولى لنزع السلاح وليس
قبل ذلك بأي حال من الأحوال .
فإذا كان الفساد مستشرياً ومستفحلاً وقوياً ومتنفذاً في كل النقاط الحيوية
والمهمة من جسم السلطة رغم وجود الآلاف من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة
والشحنات الناسفة والقنابل في أيدي أبناء الشعب ، فكيف سيكون حال الشعب لو
تم تجريده من هذا السلاح ، وبقيت أيادي الشعب خالية من السلاح .
ما هو الضمان للشعب على كرامته وحياته إن ترك نفسه هكذا عارياً ورأسه
وكرامته مكشوفات تماماً في مواجهة أعداد كبيرة من المفسدين المتنفذين
الكبار .
لا حل إلا بالبدء أولاً بإزاحة أعداد كبيرة من الفاسدين والمفسدين الكبار
من صفوف السلطة ، وإجلاسهم في بيوتهم التي سرقوها هي والمواد التي بنيت بها
من الابتزاز والإتاوات والرشاوى ، مع التأكيد على إمكانية عدم محاكمتهم
والتأكيد على عدم تطبيق قانون"من أين لك هذا "عليهم رغم استحقاقه عليهم ،
بل أن يطبق عليهم قانون "عفا الله عما سلف " ، وذلك ليس حباً بهم بكل تأكيد
ولكن انصياعاً لطبيعة شعبنا السمحاء ، يجب أن يجلسوا في بيوتهم ويتنازلون
طواعية أو مكرهين عن مواقعهم في السلطة .
وأي حديث عن نزع السلاح من يد الشعب بما فيهم المارقين والمنفلتين يكون
حديثاً خطيراً وحديث يحمل في طياته نوايا الغدر بصورة واضحة ، ويكون كلمة
الحق التي نؤيدها جميعنا ولكن يراد بها باطل ، وإلا فان الحديث عن جمع
السلاح من أيدي أبناء فلسطين بما فيهم المارقين والمجرمين الصغار يكون
المقصود منه تجريد الشعب الفلسطيني من أعز ما يملكه وهو السلاح كي يتسنى
للمفسدين الكبار السيطرة على الشعب من جديد بشكل محمي بالقانون .
حتى لو قمنا بجمع السلاح من الجميع قبل إزاحة المفسدين فسوف يكون ذلك
تسهيلاً منا ومساعدة مجانية للمفسدين لأنهم سيبدؤون في انتقاء المنفلتين
والمارقين الذين جردناهم من السلاح أسوة بالجميع وسيعيدون تسليحهم ولفهم
حولهم من جديد .
نعم لبقاء السلاح وبكثرة في أيدي الشعب ولا لنزع أي سلاح حتى السلاح
المنفلت والمتجاوز ، لأن السلاح المنفلت والمتجاوز يكون خطره متمثلاً في
قتل إنسان برئ هنا وآخر هناك " وهو جريمة بشعة ونكراء وعمل دنيء ومدان بكل
المقاييس " أما المفسدين فهم يقتلون الشعب كله ويصادرون حريته وكرامته
ويتجاوزون على حرماته في اليوم ألف مرة .
وكل عاقل يؤيد
وبكل قوة نزع السلاح المنفلت والمتجاوز ، ولكن الأمر يكون مشبوهاً وبصورة
واضحة إن كان الحديث يدور حول نزع السلاح من يد الناس وإبقاء الفاسدين
الكبار في أماكنهم المهمة في هيكلية السلطة .
والحديث عن إن إزاحة المفسدين ستتم بعد انتخابات التشريعي القادم فهو لا
يعدو كونه استهبالا ً وضحكاً على العقول والذقون ويصبح نكتة سمجة ، لأن
الفاسدين الكبار الذين يمتلكون الجاه والسلطان والمال والسلاح والنفوذ لا
يمكن أن يسلموا بكل بساطة لمائة من أعضاء مجلس تشريعي ينادون بالإصلاح
مدعومين بشعب مجرد من أداة القوة وهي السلاح .
إن أمر نزع السلاح من يد الناس يصبح بسيطاً وسيتم بكل سلاسة ويسر وسهولة
بعد إزاحة المفسدين والمتنفذين ، وسيكون الأمر صعباً وشاقاً وعسيراً لو
بدأت محاولات جمعه قبل إزاحة المفسدين ، بل سيتسبب في نزيف قد يطول وقد لن
نتمكن من جمعه ونكون قد خسرنا دماءاً كثيرة دون أن نتمكن من تحقيق الهدف .
لا لنزع السلاح بأي حال من الأحوال قبل نزع الفاسدين والمفسدين الكبار من
مناصبهم وأماكن عملهم .
|