للمثقف الفلسطيني دور في مُساندة كفاح شعبه!

2005/01/15

سمحت التقنية الالكترونية لكتاب المهجر بالاطلاع والمساهمة اكثر في قضاياهم الوطنية، وإذا أخذنا بالحسبان ان اكثرية الشعب الفلسطيني مُشرد ويعيش في المهجر، فسيكون هنا من الطبيعي ان يكون من بين هؤلاء نسبة كبيرة من الكتاب والمُثقفين الذين يهتمون بشؤون وطنهُم من خلال ديناميكية وتسارع الاحداث في فلسطين، وبالتالي لا بُد من التفريق بين الاثراء الثقافي والوطني الذي يُساهم به العديد من هؤلاء الكتاب وبين هؤلاء المُحزَبُين او ما يُسمي بـ الليبراليين او كُتاب السلطة الذين يبثون وينشرون معلومات موجهة تهدف الي كسب الآخر او تشويه وجهة نظره، ناهيك عن المأجورين الذين ينشُر اصحاب المواقع الالكترونية والصحافية سمومهم تحت حجة حرية الرأي والتعبير . بِإعتقادنا ان حرية الرأي والتعبير تنتهي عندما ينشر موقع فلسطيني الكتروني سلسلة من المقالات لما يُسمي بكاتب ليبرالي يشتم فيها الشعب الفلسطيني وقيادته ويدعو الي الاستسلام ومُباركة الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال الامريكي، لا بل يتهم الفلسطينيين بزرع فرق موت وإغتيالات في العالم العربي. وأشير هنا الي مقالة تيسير مشارقة في القدس العربي تحت عنوان قصة البصل والتفاح .
والسؤال المطروح: هل تأكد صاحب الموقع من هذه المعلومات؟ وهل فعلا هذا ما يصله ويجب ان ينشره هل ان السيد مشارقة علي يقين ان هذا هو ما يصلهمُ ؟ او هذا ما يريدونه هُم ومُمولوهُم من وزارات خارجية وثقافية أجنبية؟
هُنا لا بد من التأكيد علي أن الدافع الرئيسي الذي جعلني أُعلق علي المقالة المذكورة اعلاه هو ليس بعض المُغالطات وتحميل الآخرين مسؤولية قصف الفلسطينيين بالقدح والمعلومات الخاطئة لا بل التأكيد علي ضرورة ضبط إيقاع الاعلام الفلسطيني ووقف فوضي المصطلحات في سوق عكاظ الاعلامي، وبالتالي نحن.. نعم نحن بحاجة الي إعادة الامور الي نصابها والخيل الي مرابطها وان نتوقف عن الحديث عن الف فلسطين وألف نوع من الفلسطينيين والف فتات نطلق عليه الشعب الفلسطيني ونتناسي عمدا الشعب الفلسطيني وهويته التاريخية وما جري له ككتلة واحدة تعيش أكثريتها مُهمشة قسرا في المهجر والمنافي القسرية!..هل يُعقَّل ان تُجري انتخابات باسم الشعب الفلسطيني يُشارك فيها أقل من ثُلث الشعب الفلسطيني بينما تُستثني الأكثرية الساحقة وتُهمش عمدا تحت مُسميات الواقع ، واللاجئين، وعرب الـ48 ، وعرب اسرائيل، وعرب اوروبا ولندن وباريس وبرلين ..الخ؟ من هو المسؤول عن كل هذا التزييف الاعلامي والسياسي والتشويه المُبرمج لصورة وتعريف الشعب الفلسطيني تاريخيا وجُغرافيا وديمغرافيا! بالطبع سيرمي الكثيرون من بيننا الكرة في ملعب الصهيونية والامبريالية لوحدها ويتناسون دور المُتصهينين من بين ظهرنا، والمُطبعين، وابواق الرُخص والمصالح الذين مارسوا التزييف السياسي والتاريخي من داخل الوطن وليس خارجه فقط، ولم يتركوا منبرا اعلاميا واحدا إلا ودأبوا علي تأكيد نهج إعلامي يُرسِخ أكذوبة الشعب الفلسطيني الجديد المُصغَّر والمُقزّم ديمغرافيا وجغرافيا.
د. شكري الهزَّيل
ألمانيا

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع