مقامرة أوسلو...أن يمضي
ويمضي
وإلا
...في ذمة
الله
مَنْ. وإلى اين بعد
عرفات؟
د.
عادل
سمارة
رام
الله
المحتلة
ليس
سهلاً الكتابة عن حدث يدور واستشراف ما يترتب
عليه، وخاصة إذا كان للحدث أطراف واسرار وتناقضات وحتى مؤامرات ...الخ.
ورغم أخذ
الكثيرين لمسألة "تسميم" عرفات بأنه من قبيل الايمان بنظرية المؤامرة، وهو
الى درجة
ما صحيحاً، التي يثيرها مناصروه، إلا ان المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة
مع د.
اشرف الكردي الطبيب الخاص لياسر عرفات حيث اشار الرجل بأن المحيطين بعرفات
قد أجلوا
إخباره ومعرفته ومن ثم استقدامه لمعاينة عرفات حتى 28 أكتوبر اي الى ان
اصبح وضع
عرفات الصحي شبه مستعصٍٍ على العلاج والأهم ان الاطباء الفرنسيين لم
يتواصلوا معه
قطعا (جرى هذا الحديث مساء يوم 11-11-2004 اي بعد وفاة عرفات)، وهذا امر
غريب في
عرف الطبابة كما قال الكردي ملمحا الى ان هناك مؤامرة ما! وإذا ما صح قول
الطبيب
اشرف الكردي، فإن هذا يعني بأن تصفية ما لياسر عرفات قد حصلت.
إما
أن يمضي أو يُمضى
به
بدأت
تحليلي بهذه الواقعة ارتكازاً على رأيي الموجز
بسياسة وشخصية ياسر عرفات التي ألخصها كما يلي:
لم يبدأ
عرفات كقائد منتخب ديمقراطياً لمنظمة التحرير
حيث استمد مركزه من علاقات المقاومة واستمر معتمدا هذه "الشرعية"، وهو امر
كان
ممكنا في علاقات حركة مقاومة من جهة ولأن عرفات كان قائد الحركة الاكبر في
المقاومة
من جهة ثانية ولأن هذه الحركة كانت مفضلة لدى الدول العربية من جهة ثالثة.
كانت هذه
هي الارضية التي سمحت لعرفات بأن يقول للجميع: "قولوا ما تريدون وأنا أعمل
ما
أريد". وهذا تعبير عن قوة عرفات في مركزه، وهي القوة نفسها التي أدت الى
نهايته.
يُروى أن عرفات اشتكى للملك حسين ذات مرة بأن رابين يضايقه الى حد كبير،
فكان رد
الملك حسين: "إن رابين ليس الملك حسين بحيث تتفق معه على أمر ما في الصباح
وتتخلى
عن الاتفاق في المساء"! على هذه الارضية تكونت لدى عرفات او تعززت نزعة
المغامرة
والمقامرة السياسية وهي التي أوصلته الى أوسلو اعتقادا منه ان بوسعه القبول
بأوسلو
والاعتراف باسرائيل وإقامة دولة في الضفة والقطاع دون التفريط بحق العودة
ليتم
تدبيراًً "ما" لهذا الحق. أو انه كان يفضل ان ينتهي حق العودة مع الزمن،
وهو الامر
الذي لا تريده امريكا والكيان الصهيوني. حيث لم يمهل هؤلاء عرفات كما رغب،
بغض
النظر عن هدفه، بل كانوا ولا زالوا يريدون تصفية سريعة وعلنية لهذا الحق
متعامين عن
كون هذا الحق أمر كامن في ذاكرة شعب وأمة.
كان للمعسكر الامبريالي
الصهيوني والكمبرادوري العربي فهمه المختلف للمسألة. كان موقفهم (كما
كتبتها عدة
مرات في السابق) هو ان على عرفات أن "يمضي
ويمضي" أن يوقع على شطب حق العودة ومن
ثم يتم التخلص منه. هذه عنجهية رأس المال والعنصرية، وهو الامر الذي يشكل
امتحانا
رهيباً ل "خلفاء" عرفات.
أما وأن
عرفات قد دخل مغامرة أوسلو، وحاول الاستمرار
بها دون شطب حق العودة، أو لشطبه بتقادم الزمن، وحيث ان الامور طالت
كثيراً فقد
كان المطلوب التخلص منه أي أن يُمضى به طالما لم "يمضي- يُوقّع".
على أية
حال، هذا يدخلنا الى
المسألة الاساسية وهي التطورات المقبلة.
سواء
كان رحيلاً مفاجئاً، أم كان الرجل مريضاً دون
علم أحد، وسواء كان مرضه طبيعياً أم كان هناك تآمراً لقتله، وكلها امور قد
تتضح
لاحقاُ ، فقد قضى الرجل الذي اثار من الخلاف حول سياساته وعلاقاته وقراراته
الكثير.
وليس هذا وقت تقييم هذه الامور حيث الدارج عند الوفاة أن يُكال المديح
للفقيد حتى
من أنداده. وهذا ينطبق على كل الخلق باستثناء العنصرية القبائلية في الكيان
الصهيوني حيث عبر أكثر قادتها عن سرورهم برحيل عرفات، في حين كانت العنصرية
الايفانجيلية الامريكية أكثر كياسة. وربما كان هذا هو الفارق الاساس بين
عنصرية
وحقد الدول الممأسسة وبين حقد قبيلة عبرية جرى تركيبها على تكنولوجيا العصر
وراس
المال!
وإذا كان لا بد من كلمة
محددة عن عرفات كزعيم سياسي فهو نموذج الزعيم الشرقي في هذه الحقبة حيث
يتخذ هو
القرارات ويخلق من أجلها مؤسسة تنفذها. ومن هنا كانت نتائج مقامرات أوسلو
التي
نعاني منها اليوم.
ولكن
ماهو
الآتي؟
ليس
سهلاً التكهن بالمستقبل، ولكن لا بد للمتابع
السياسي ان يحاول قراءة المستقبل لأنه مستقبل البشر. لقد تم توزيع مناصب
السيد
عرفات على أكثر من شخص. وهذا بحد ذاته مؤشر على الدور الذي كان يلعبه وعلى
كيفية
لعبه للدور. فتجميع المناصب العليا بيد شخص واحد أمر لا يستقيم مع أي نموذج
ديمقراطي، مهما كانت قدرات الفرد خارقة. هذا التجميع الذي واكبه مشروع فساد
اقتصادي
اجتماعي شامل وخاصة بعد التسوية. وعلى أية حال ليس هذا مجال التوسع في
اسباب ذلك.
إن قراءة لتعيين محمود
عباس رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية هو مؤشر على اتجاه مرونة من القيادة
الجديدة
تجاه الموقف الاميركي والصهيوني. وسواء كان هذا التعيين مؤقتاً أم لفترة
طويلة،
يبقى المؤشر الذي يحمله هو الذي اشرنا اليه. كما تؤكد المعرفة بتوجهات
عباس، بأنه
الاقرب الى الموقف الرسمي البرجوازي الغربي والعربي، مع "الاصلاح" الذي
يطلبه العدو
الاميركي! وهو الموقف الذي يطالب بالتعاطي مع الواقع القائم في المنطقة كما
هو، اي
في التحليل الاخير الالتفاف على حق العودة.
وفي هذا السياق، لم
يتريث دُعاة التسوية واستدخال الهزيمة حتى دفن عرفات ليبينوا بأنه كان
متطرفاً وأن
المطلوب الآن تواصل عملية التسوية. أوضح الدعوات جاءت من الامير حسن في
الاردن الذي
دعا بعد ساعات من وفاة عرفات الى ثلاثية فدرالية من (اسرائيل والاردن
والمناطق
المحتلة). وبغض النظر عن هذا التنكر للقومية العربية، وقناعات أمة بأكملها،
وعن
التوقيت، فإن دعوة الامير حسن (وهي ليست الاولى من نوعها، فهناك كثيرون
طرحوا صيغاً
مشابهة) لا تحمل اي معنى لأنها تتجاهل جوهر الهدف الصهيوني المتجلي في
سياسة العسف
في الارض المحتلة وشطب حق العودة وصولا الى ترحيل و/أو رحيل كل او معظم او
ما يمكن
رحيله من الفلسطينيين في الارض المحتلة. إن دعوة كهذه إما ناجمة عن عدم
معرفة هذا
العدو أو هي منسجمة مع رؤياه وأهدافه، على الأقل شطب حق العودة، وهو الحق
الذي لم
يتنازل عنه عرفات، رغم ان جوهر اتفاقات اوسلو يحمل مشروع تنازل عن هذا الحق
على
المدى البعيد، وإن كانت لعرفات ومؤيديه قراءة مختلفة للأمر.
ولم تنحصر مناشدة
الفلسطينيين بالاستسلام على عرب التسوية واستدخال الهزيمة، بل تنادى لذلك
العديد من
المبنى الرسمي العالمي في حقبة العولمة، وهو مبنى قائم على النفاق
والاعتداء
العلني على حقوق الامم الضعيفة. وامتد هذا التنادي من إيطاليا وحتى البيت
الابيض.
وعليه، لا يمكن النظر الى تعيين عباس رئيساً للمنظمة إلا بحذر وترقب.
وعلى افتراض ان تعيين
عباس جاء من أجل الهدف الذي ذكرنا، فإن هذا الامر مرتبط بدرجة كبيرة
بالتطورات داخل
الساحة الفلسطينية نفسها. فهل ستقوم فصائل المنظمة بمبايعة سياسة محمود
عباس ؟
وماذا عن الفصائل التي ليست ضمن منظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل ستبايع
سياسته بشكل
خاص حركة فتح التي هو عضو فيها؟
ليس
الامر بهذه السهولة. فليس من المتوقع ان تمنح
كتائب الاقصى ولائها لأبي مازن وقد تتجه هذه الكتائب للارتباط بفاروق
القدومي الذي
لم يدخل الاراضي المحتلة بموجب أوسلو والذي اصبح رئيسا لمركزية فتح.
وبالتالي ربما
يحاول القدومي إجراء استقلال ما لمنظمة التحرير عن السلطة الفلسطينية. وإذا
ما أخذ
هذا الاتجاه، فإنه يكون قد حاول العودة بالمنظمة لما قبل اوسلو لكي يُحيل
تبعات
أوسلو على السلطة محرراً منظمة التحرير من هذه الالتزامات. وهذا قد يعني
تشدداً ما
في الساحة الفلسطينية، تشددا متركزا في منظمة التحرير الفلسطينية التي قد
يحاول
القدومي إعادتها الى الخارج. والحقيقة انه إذا لم يأخذ القدومي هذا المنحى،
فإنه لا
معنى لمركزه ودوره!. أما هل يمكن العودة بالمنظمة الى الماضي بدرجة ما؟
فهذا امر
لا يحسمه النسخ والتكرار، وإنما يحسمه الموقف الشعبي وروح المقاومة والتي
لن تكرر
الماضي تماماً.
إذا ما اخذ ونجح القدومي
في هذا التوجه، فربما يلعب دوراً في تقريب حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى
المنظمة
بدل ان يتقربا من السلطة، اي كي يُبقيا على نأيهما بنفسيهما عن أوسلو. وهذا
يعني
تراجع دور السلطة وتقوية دور المنظمة، وهذا بحد ذاته أمر في غاية الاهمية
لتعود
المنظمة كممثل للشعب الفلسطيني اينما كان بينما تظل السلطة حاكمة بموجب
أسلو
لفلسطينيي الارض المحتلة وبرضى الكيان الصهيوني. وقد يكون الصراع على كيفية
إخضاع
السلطة للمنظمة وليس العكس كما كان قد فعل عرفات حيث جمع ما بين الاثنتين
داخل
الارض المحتلة!
وهذا ينقلنا الى موضوعة
القيادة الوطنية الموحدة التي جرى التحدث عنها منذ زمن وينشط حالياً. إن
القيادة
الموحدة مسألة خلافية ومليئة بألغام قد تفجر توحدها. كيف يمكن للسلطة
الفلسطينية
التي مرجعيتها أوسلو ان تقبل بقيادة موحدة مع حركات ترفض الاعتراف بالكيان
الصهيوني؟ باختصار هناك مرجعية للسلطة هي اوسلو ومرجعية للمقاومة هي
التحرير.
وعليه، إذا ما حصل ان تكونت هذه القيادة فهذا يعني تخلي المقاومة عن
مرجعيتها. ففي
حقبة ما بعد عرفات، لم يعد هناك وجود لشخص يمسك بمجموعة عصي من الوسط!
ومنها عصا
العلاقة بين المقاومة والسلطة. وهكذا، إذا ما دخلت المقاومة في القيادة
الموحدة،
تكون قد حاولت الحفاظ على راسها أمام عواصف هوجاء، وبالتالي سيكون حمل جذوة
المقاومة بانتظار فريق فلسطيني آخر. نقول حمل الجذوة لإبقاء القضية حية الى
ان
يتغير الواقع العربي ولا نقول القدرة على التحرير في هذه الحقبة وما بها من
معايير
القوة. وبالتالي فإن تساوق المقاومة مع السلطة سوف يضعف معسكر القدومي إذا
ما اختار
الرجل موقفاً جذرياً.
ولكن،
هل يمكن تشكيل القيادة الموحدة في الخارج؟ أي
في إطار منظمة التحرير؟ هذا هو فقط ما يعطي معنى لقيادة موحدة، تدخلها حركة
فتح
وليس السلطة الفلسطينية، ومختلف الفصائل التي تصر على حق العودة ورفض
الاعتراف
بالكيان الصهيوني وهذا سيعيدنا الى ما يشه جبهتي الرفض والقبول قبل عقدين.
ولكن القدومي إذا أخذ
هذا الموقف، فإنه لا بد ان يكون قد رتب الامور مع دمشق بحيث يكون هناك دعما
متبادلا
بين الطرفين. فمن جهة يمكن لدمشق الاستفادة من تشدد القدومي لتقوية موقفها
امام
الضغط الاميركي عليها في لبنان وهو ضغط لا يريد خروج سوريا من لبنان بل
يريد رأس
القطر السوري بأكمله. ويمكن ان يستفيد القدومي من الموقف السوري بحيث تتشكل
جبهة ما
لمعارضة السياسة الاميركية في المنطقة بما يسمح لدور افضل لمنظمة التحرير
الفلسطينية المجددة.
إذا ما تبلور هذا
المعسكر، تكون المقاومة الفلسطينية قد حاولت الحفاظ على جذوة المقاومة في
حقبة
العولمة وهي مقاومة لن تكون بمستوى القدرة على التحرير ولكنها في الوقت
نفسه تُبقي
على المقاومة مشتعلة إلى ان تتغير امور الوطن العربي. ولا شك ان هذا ينسجم
مع
ويتزود بالثقة من حرب الشعب الدائرة في العراق.
وهكذا ، قد يكون ما
نرسمه صورة رغائبية تقوم على مشهد مقاوم يشتد عنفا في العراق ويحصل على دعم
غير
مباشر من سوريا (التي قد يكون موقفها جذريا نتيجة للخوف على نفسها لأن
العدو يريد
لها ما أراده للعراق وليس فقط ما ارده للرئيس العراقي صدام حسين)، الى جانب
مقاومة
سرية قدر الامكان في فلسطين التي تحصل على تأييد أوضح من سوريا. وقد يكون
لإيران
دور في هذا السيناريو.
حكومة "فلسطينيي
اميركا"
قد لا يكون استباقا
للحوادث اذا ما قلنا ان محمود عباس، وهو من الحرس القديم في منظمة التحرير
الفلسطينية، هو اقرب للتسوية بمفهوم اوسلو، اقرب حتى من ياسر عرفات نفسه.
ومن هنا
فإن عباس أقرب الى الموقف الاميركي والاسرائيلي. لا بل تمت محاولة فرض
محمود عباس
على عرفات عندما عين رئيسا للوزراء.
أما وقد اصبح عباس رئيسا
لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن هذا تعزيز للاتجاه الأقرب الى أمريكا
وتسوية أوسلو
عموما. وهذا يعني ان جناحا من حركة فتح سوف يؤيد عباس كما ستدعمه الاتجاهات
اللبرالية من منظمات غير حكومية وأكاديميين ومتأمركين ...الخ. وسيصروا على
بقاء
منظمة التحرير داخل الارض المحتلة في مسلك لتقويض اي تجديد جذري لها.
وقد يكون هذا بداية
للنقل الفعلي هذه المرة نقل السلطة من حكومة منظمة التحرير الفلسطينية الى
حكومة
فلسطينيي اميركا (وهو ما عالجناه كثيرا على صفحات هذه النشرة). وفي هذا
السياق، سوف
يحصل عباس على تاييد جناح من فتح، ومنهم دحلان مثلاً، وقد لا يحصل عباس على
دعم
كامل حركة فتح التي يمكن ان يحظى فاروق القدومي بجزء كبير منها، ويقف جزء
منها
موقفاً وسطياً مع احمد قريع. وبالطبع يمكن لأمريكا ان تعوض الضعف لدى عباس
بتشكيل
قوة أمنية فاشية لتمرير مشروع التسوية المجدد. كما يمكن لها تزيين ذلك
بانتخابات
تصاغ على المقاس لتعطي "مشروعية" للتسوية المجددة.
وإذا ما حصل هذا، اي
مواصلة التسوية بطبعة جديدة من أوسلو يكون مضمونها شطب حق العودة، وتكون
البرجوازيات العربية حاملات الطيب لها، يكون تحليلنا لخطورة أوسلو الذي
عقده عرفات
تحليلاً صحيحا بمعنى ان العبور من بوابة اوسلو كان مغامرة لا بد ان تنتهي
الى شطب
حق العودة حتى لو لم يكن هذا ما أراده او اقتنع به عرفات.
وربما يمكننا الربط في
هذا الصدد بين المؤتمر المشؤوم الثاني في شرم الشيخ الذي سيعقد في نهاية
هذا الشهر
والذي هو مثابة إعلان رسمي عربي عن تأييد احتلال العراق والاعتراف بالنظام
العميل
هناك. فالمؤتمر سيبحث الوضع الفلسطيني ايضا، وعليه يكون غياب عرفات من
الافضل.
ولكن حتى لو حصل هذا،
فلن يكون إلا تدهور انتقالي في المقاومة الفلسطينية والعربية للهجمة. فحتى
مع شطب
حق العودة لن يسمح الاحتلال بكيان فلسطيني مستقل مهما كان وضيعاً جغرافياً.
ولن
يعيش الكيان الصهيوني في المنطقة إلا كقاعدة عدوانية وخاصة في حقبة
العولمة. كما
لن تبقى الطبقات الشعبية العربية مسلوبة الارادة الى الابد. وقد يكون
الانفجار
الهائل لطاقة المقاومة في العراق مقدمة لانفجار الثورة في الوطن العربي،
وهذا قد
يكون مقدمة لتغيير ما في وجه المقاومة الشعبية لهجمة العولمة.
يعيدنا هذا للحقيقة
الصعبة، وهي ان إقامة دولة في الضفة والقطاع، حتى لو دولة مستقلة تماماً،
لن تحل
المشكلة لأنها ستقوم على شطب حق العودة. وهذا يعني وجوب التأكيد على
أمرين:
الأول:
ان لا مكان ابداً لحل
دون تغير في الواقع القومي العربي.
والثاني: ان لا مجال لدولتين
في فلسطين بل دولة واحدة مرتبطة وحدويا مع المشروع القومي العربي الاشتراكي
تأكيدا
وليس الرأسمالي أبداَ.
هذا مشروع طويل المدى،
صعب الانجاز. نعم، ولكن تطورات ما يجري تؤكد ان الخيار التاريخي في الوقوف
مع هذا
المشروع التحريري والاشتراكي مهما طال الزمن لأنه خيار الامة.
___________
نشرة
"كنعان"
الالكترونية عمل مشترك لمركز المشرق/ العامل للدراسات الثقافية والتنموية
في رام الله – فلسطين المحتلة ومؤسسة فلسطين للابحاث والنشر في الولايات
المتحدة
الاميركية.
تتكون
هيئة ادارية من: ابراهيم
مكّاوي وعادل سمارة ومسعد عربيد.
يرجى ارسال كافة المراسلات
والمقالات الى عنوان "كنعان" الالكتروني |