المؤتمر الحركي القادم: من ومتى ولماذا؟

بقلم: احمد قنديل*

ذكرني تصريح الاخ هاني الحسن (عضو اللجنة المركزية مفوض التعبئة والتنظيم للداخل)، لإحدى الفضائيات العربية امس (6 آذار) من انه: لا يكفي للمرشح في الانتخابات الحركية النجاح في الانتخابات الداخلية بل يحتاج للقبول والتأييد من الجماهير.

هذا الكلام يذكرني بما قاله الاخ الشهيد ابو عمار عند اول اجتماع للمركزية بعد المؤتمر الحركي الاخير عندما اجتمعت المركزية لاختيار الإضافات من أعضاء المركزية. (وكانت وقتها الأمور تجري باتجاه علاقات حسنة مع الإدارة الامريكية، ووقتها رشح الاخ الشهيد ابو عمار الاخ  نبيل شعث ولعدة مرات ولم يستطع ان يأخذ له الأصوات الكافية لإدخاله للمركزية، عندها وقف الاخ ابو عمار مع بعض الغضب وقليل من الصمت وقال كلمته الشهيرة: (ده مش انا اللي عايزه هنا ]في المركزية[ ده هم اللي عايزينه هنا)، وفهم المجتمعون ان الأمريكيين هم الذين يرغبون به عضوا في المركزية، وكان ان وافقت المركزية على إدخاله لعضويتها وصار يقال: الاخ نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

اسألوا من كان بها عليما؟؟!!

هل هذا ما يقصده الاخ هاني الحسن بضرورة ان يكون مقبولا من أصحاب القرار اولا، ثم تأتي التغطية التجميلية من اعضاء المؤتمر. اذا كان هذا ما تقصدونه (فبلا مسخرة)، فإما انتخابات تؤدي لخيارات حقيقية وبالتالي لنتائج حقيقية تعبر عن طموحات المناضلين ووعيهم، وتعمل لدعم القيادة السياسية، او لا داعي لهذه الهمروجة والاستعراضات وما يترتب عليها. ودعوا الامور تأخذ مساراتها المفروضة بدون خسائر ومعاناة اضافية.

ان ما يتوفر بين ابناء الحركة ورجالها من الوعي والادراك لكل معنى يجري تداوله هو الذي يحصن الحركة، ويمنع تلك العبارات المتداولة منذ زمن بعيد في عمليات التصنيف المرتبطة بالرغبات الذاتية، لمن اعتادوا أن يجدوا من يطرق أبوابهم متزلفا او واشيا او مداهنا او موفرا خدمات لا يليق بالقادة ممارستها.

والقصص معروفة ولا تحتاج لأكثر من النشر. وشبكة الانترنت جاهزة  لكي تقول ما لم نكن نستطيع قوله قبل توفر هذه التقنية.

كانت القصص تتداول في الغرف المغلقة او في الاقبية. (الاعلام الموحد بالمزرعة في دمشق نموذج نتذكره) اما الان فعلى رؤوس الاشهاد يجري عرض القصص، وكم من المحرمات ارتكبت خلال السنوات الماضية، ومن لا يستطيع حماية صورته وافعاله فليرحل لأن القصص قد تختفي قليلا ولكنها لن تختفي الى الابد، وسندفع فواتيركم من سمعتنا التى عملنا طيلة حياتنا على حمايتها من التلوث بتلك الأطراف التي ما اخفت فسادها واعتبرته احد مميزاتها في السلطة.

قد تكون الكوادر الشابة لم تعايش التجربة خارج الوطن. لكن ما جرى اثناء وجود السلطة في الداخل طيلة السنوات الماضية عرفها بتلك النوعية التي استندت على عضويتها في المراتب التنظيمية العليا والرتب الاعلى، لتتمتع بالامتيازات والحماية ولممارسة كل ما يوصف بالموبقات ....

اخواني: وفاء للشهداء من الداخل والشتات، ووفاء للإخوة المعتقلين في كل السجون اينما كانوا ووصولا للتعبير عن وجهة نظر المناضلين في هذه الحركة وجماهيرها وحتى نسترد ثقة اهل الشهداء، واهل المعتقلين بنا وثقة الجماهير لنا كونوا صادقين مع انفسكم اولا ولا تتساهلوا الان..  منذ اللحظة التي جرى بها الحديث عن عقد المؤتمر..

لا تتركوا فاسدا مهما كانت الصورة والدعم الذي يتلقاه يدخل المؤتمر..

لا تتركوا من اغتنى على حساب الحركة والجماهير والثورة والانتفاضة يمر  الى المؤتمر..

لا تتركوا من تعدى واستنزف اموال المؤسسات وانتشرت قصصه وقصص اولاده واقريائه يمر الى المؤتمر..

ولنا بكم كامل الثقة ولتكن الحقيقة مرة، لكي لا تتكرر كوارثنا وهزائمنا امام انفسنا اولا وامام جماهيرنا ثانية..

واسقطوا تلك القاعدة التي اعتمدت منذ زمن بعيد (الاستخدام المؤقت للآخرين) من جماهير وكوادر وابناء الحركة.

رواية اخيرة: للتذكير كلنا يعرف الاخ "ابو شاكر" (رفيق النتشة) عضو اللجنة المركزية السابق وعضو المجلس التشريعي الحالي، هو من اظن انه يتمتع بسمعة قوية لدى رجال الحركة وقوته جاءت من انه كان دائما جريئا لا يخشى خسارة ولا يفكر بربح عندما يحاسب الآخرين هكذا تبنى السمعة.

 قد اختلف مع ابو شاكر، وقد اتخاصم معه، ولكني اظل احترمه لوضوحه وقوته.

 نريد رجالا وليس امعات او ادوات انتهازية في مواجهة الأحداث، وهذا ليس تسويقا له، فهو بغنى عنا، ولكن كمثال ونموذج، والقصص بين ابناء شعبنا كثيرة، فهل بينكم من يسمع؟

 

* الكاتب ناشط فلسطيني يقيم في مخيم اليرموك – دمشق، وعضو "فتح" إقليم سوريا. aa.kandil@mail.sy

  

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع