هل (المصلحة العليا للشعب الفلسطينى) باتت كذبة؟؟
بدر
الدين حمدى مدوخ
*
الاثنين
11 تشرين الأول 2004
"من
أجل مصلحة الشعب الفلسطيني" مقولة تتردد من الأفواه، لكن مما
لاشك فيه أن النوايا تختلف ,وأصبح الكثيرون يتغنون بهذا الشعار، لكن لم
يوضح لنا
أحد من المتغنين به ماهية تلك المصالح , الى حد بات الشارع الفلسطينى
يتساءل هل
(
مصلحة
الشعب الفلسطينى العليا) كذبة انطلت لسنوات طوال على البسطاء والطيبين من
هذا
الشعب الصابر المرابط.. هناك شخصيات وطنية واعضاء فى المجلس التشريعي
الفلسطيني,
دعت المقاومة الفلسطينية لوقف اطلاق الصواريخ وصورا اخرى من المقاومة
واساليب
الانتفاضة , وزعموا ان ذلك مراعاة (لمصلحة الشعب الفلسطيني) , لكن اى من
هؤلاء
الأشاوس - الذين لم نسمع منهم منذ عشر سنوات اقوالا ولم نلمس لهم افعالا
لمصلحة
الشعب – لم يوضحوا ما هي مصالح هذا الشعب؟! نقول ان على كل من يتشدق بالحرص
على
مصلحة شعبنا الفلسطيني , أن يفسر لنا مفهومه لتلك المصلحة , خاصة ان بعضهم
يضيف
كلمة " العليا" و كأن مصالح الشعوب تقسم و تجزأ، فهناك مصالح دنيا و أخرى
عليا!
ومن
المعروف ان مصالح أي شعب , تكمن في الدفاع عن وجوده وكيانه
ومستقبله و الحفاظ على ثوابته وحريته وتحقيق آماله والقضاء على الآمه وايضا
النهوض
به فى شتى مجالات الحياة .. وغنى عن القول , ان مصالح الشعب تتجسد حينما
يسود العدل
وينزوى الظلم , ويتساوى الجميع فى الحقوق والواجبات , وينعم الناس بسيادة
القانون
,
واحترام
أدمية الانسان , وحقوقه الاساسية فى الامن والامان التى تحث عليها شريعة
الله والقوانين الوضعية -و حينما يحاكم المتاجرون بدم ومصير الشعب وكذلك
المفسدون
,
والساعون لهدم قيم المجتمع وهدر ! طاقاته , والجرى به الى الخلف قهقرا مهما
علا
شانهم - حينما لا تسرق الاموال العامة والخاصة - حينما يشعر المجتمع أن
الحاكم
وسلطته تعمل لحمايته ورفعة شأنه ,لا ان تتعقب مصلحيه و علمائه و قادته ,
ولا ان
تداس الكرامات و تهان الهامات و يعتقل المصلحون، هذه امثلة لما ينبغى
تحقيقه من
مصالح الشعب فى كل الازمان والاحوال
..
اما
شعبنا الفلسطينى ونظرا لخصوصيته التى تميزه عن غيره من الشعوب
,
حيث
يعانى سلب الارض ومحاولات الطمس والغاء الوجود من قبل العدو الصهيونى , فلة
على
ولى الامر حقوقا ومصالح اضافية يجب تحقيقها , فمصلحة الشعب تتأكد بالمحافظة
على
ثباته امام كل ما ينفذ ضده من حروب ومؤامرات لانتزاعة من الوطن والعقيدة ,
ومن آكد
هذه الحقوق تسهيل الخلاص من الاحتلال ونصرة المقاومة والمجاهدين بتسخير كل
الطاقات
، بتقديم النفس و النفيس . كذلك من مصلحة شعبنا الرجوع إلى درب الاسلام
وتطبيق منهج
الله بين العباد
..
ولعله
من المخزى والمؤسف اليوم -وبكل صراحة – ان اصبح و تحت عنوان
(
مصلحة
الشعب الفلسطيني) يسعى البعض الى هدم الثوابت و التخلى عن الحقوق الاساسية
لشعبنا , والعمل على هدر قدراتنا , وتحويل مجتمعنا من طريق الجهاد والعزة
والدفاع
عن الدين والوطن , الى طريق الاستسلام والخنوع , فيما يسميه البعض -على
اساس من
الصواب - بسياسة الانبطاح للمخططات والافكار الصهيونية الامريكية ..ومن هذا
البعض
نرى محاولات صد الناس عن درب الجهاد والمقاومة بشتى السبل , وإذكاء الطابور
الخامس
لتخريب حياة الناس , ونرى تعقب الصفوة فى المجتمع من المخلصين والابطال بل
ومطاردتهم واعتقالهم جسديا ومعنويا وغالبا ما يحصل ابعد من هذا و كله تحت
عنوان
(المصلحة
العليا للشعب), وهنا بالذات نتساءل كغيرنا من ابناء الشعب عن المصلحة أ
للشعب الفلسطيني أم الإسرائيلي؟!
ولا غرو
ان يقلب نهج الاستسلام والانبطاح سالف الذكر, الحقائق ويحول
الحالة (الوطنية) الى (خيانة) , والعكس صحيح , ويجعل (النضال) يتمثل فى
(العمل ضد
مصالح الشعب ) , وكم رأينا وسمعنا , وقرأنا , كيف تحول الانبطاحيون من
النضال فى
المعارك وخطوط المواجهة مع العدو الغاصب الى ما عرف ب(نضال المكاتب والغرف
)
و(البزنس)
...
ونتجرأ
, فنجأر ونقول , أليس من العار والعيب عليكم أن تتصدروا نهج
الانبطاح , وان تحرصوا على مصلحة العدو الصهيوني الغاصب وشعاركم هو ( مصلحة
الشعب
العليا) , والتي باتت كذبة واضحة لن تنطلي على شعبنا المجاهد المرابط
.....
وهل
علينا ان نفتش لكم عن اعذار ومبررات لدعواتكم تلك وهنا المفاجأة
بان وجدناكم لا تميزون بين مصلحة الشعب الفلسطيني ومن مصلحة العدو الصهيوني
..عليكم
ايها المنبطحون ان تعوا فلسفات حركات التحرر، وأن تدرسوا تاريخ هذه الارض
المقدسة
ارض الرباط , وان تستوعبوا مشوار شعبنا الكفاحى
..
ان حديث
الساعة اليوم , وفى ذروة الجهاد والتضحيات الجسام المقدمة من
شعبنا على طريق الانتفاضة المنتصرة باذن اله تعالى , وفى ذروة تدفق الدم
الفلسطينى
المجاهد فى قطاع غزة والضفة الغربية , الحديث اليوم عن صواريخ المقاومة
التى تزلزل
العدو وكل كيانه , حيث يشكك بعض اصحاب منهج اوسلو المشين فى جدواها، ويهزأ
من
ضرورتها فى صد العدو عن تغوله ومجازره التى لم تتوقف يوما واحدا , والتشكيك
يمثل
صورة من تثبيط همم وروح الجهاد والنيل من المقاومة ورجالها الافذاذ.
و نقول
لهؤلاء عليكم قراءة الاحداث بعين ولسان وعقل فلسطينى خالص
,
لا
يشوبه شوائب غريبة صهيونية او امريكية او غيرها ....ويجدر التذكير هنا انه
وقبل
الاعتراض على (ا لصواريخ) كانت الاعتراضات على (العمليات الاستشهادية) اذ
كالوا من
خلالها الاتهامات , لهذا الاسلوب الجهادى , ولكن سرعان ما لبثوا ان عادوا
الى
الصواب والحق , وكما يعلم الجميع فانه , مؤخرا , ارتفعت الاصوات المؤيدة بل
والمطالبة بالمزيد من العمليات الاستشهادية لانها تحقق توازن الرعب مع
العدو الغاشم
..
ان
الذرائع التى يحاول الانبطاحيين تسويقها , لدعم انتقاداتهم لاطلاق
صواريخ المقاومة على العدو داخل وخارج قطاع غزة , هى جميعها ساقطة ولا تقوى
على
الصمود
..
وببساطة
فان حسابات الربح و الخسارة في درب االجهاد والاستشهاد على
ارض الرباط وايضا فى فكر الثورات و حروب التحرر, لا تقاس كما يقيسها التجار
و
النفعيين، لأن روح شهيد واحد لا تقدر بكل أرواح العدو و ممتلكاته , وان
مشوار
التضحيات طويل طويل يحتاج الى الرجال الرجال
..
وبدون
الدخول فى تفاصيل الرد على ذرائع الانبطاحيين , نتساءل ماذا
فعلت الشرعية الدولية لاسترجاع حقوقنا الاساسية والثابتة , منذ تاريخ نكبة
فلسطين
والى اليوم ؟؟ وماذا فعلت القوى الدولية ومن سموهم بالاصدقاء والاشقاء لوقف
المجازر
و العدوان الصهيوني الامريكي المتواصل على شعبنا منذ سنوات ؟؟
اعود
هنا لاقول لكم , إن صواريخ المقاومة مع باقى اسلحتها ووسائلها
,
هي التي
ستوقف المحتل عن الغى والعنجهية , والتمادي في مجازره ضد شعبنا
.
وبالمناسبة نحن نعتقد ان خطة شارون للهروب من قطاع غزة ما طرحت الا
بعد تعاظم قوة وتصدى المقاومة للاحتلال الصهيونى .ولا مفاجأة ان اوقفت
صواريخ
المقاومة جدار الفصل العنصرى , الذى يرسمة الارهابى اريل شارون على ارضنا
التاريخية
.
ومع ان
الصواريخ محلية الصنع وبدائية تقريبا , لكننا نامل ان! تتطور اكثر واكثر,
لتصل الى قلب الكيان لتقض مضاجع الصهاينة , فى تل ابيب و القدس واسدود و
المجدل , و
باقى فلسطيننا الحبيبة
.
ان ما
تحقق حتى الان بفعل المقاومة والجهاد محل افتخار لنا , وبنظرة
خاطفة على الاحصائيات الرسمية المعلنة للكيان - وما خفى كان اعظم - يتضح
مدى فداحة
خسائرهم , وقد فاقت خلال الانتفاضة المباركة مجموع خسائرهم فى كل حروبهم مع
العرب
منذ انشاء كيانهم المسخ ..هنا حق لنا أن نفتخر بما حققنا رغم قلة إمكاناتنا
وهذه
الانتصارات على الكيان الصهيونى التى لم تحققها الدول العربية و الإسلامية
مجتمعة.
* -
غزة -
فلسطين
|