المكائد
والمؤامرات لوأد الحكومة الفلسطينية الجديدة في المهد
منذ اليوم الاْول
لانتخاب حركة المقاومة الاسلامية حماس بالاْغلبية الساحقة للمجلس
التشريعي الفلسطيني ، ومحاولات احاكة المكائد والمؤامرات الدؤوبة
لانهاء تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة في المهد أو بعد ولادتها
بفترة قصيره ، وهذا ما يؤخر ويعيق اعلان الحكومة الجديدة من قبل حركة
حماس ، وهي على دراية كاملة لاْهمية تشكيل الحكومة وتحملها مسؤولياتها
بالكامل لادارة شؤون السلطة والشعب الفلسطيني من أجل الاستقرار الداخلي
للساحة الفلسطينية ، والعواقب والصعوبات المحلية والاقليمية والدولية
، تلعب دوراً هاماً ازاء تأخير تشكيل الحكومة الفلسطينية ، لذا يكثف
قادة حماس جولاتهم المكوكية الدبلوماسية خارج فلسطين ، ومحاولاتهم
الجادة والمسؤولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الاْحزاب والاْطراف
السياسية الاْخرى داخل فلسطين .
على المستوى المحلي يعلم
القاصي والداني بأن العائق الصعب مرتبط بتنظيم حركة فتح ، الذي أعلن
بعض المتنفذين فيه عن رغبتهم بأن يكونوا حزباً معارضاً داخل المجلس
التشريعي الفلسطيني ، والتخلي بأنانية مفرطة عن حركة حماس والشعب
الفلسطيني لوضعهم في مأزق حقيقي في ظل الظروف الراهنة والمعطيات الصعبة
التي يواجهها الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ،
وأثارة البلبلة وافتعال حالة من الفوضى الاْمنية ، وبعضهم تمادى بتدبير
واحاكة المكائد والمؤامرات للنيل من حركة حماس بالاشتراك والتواطؤ مع
خبراء اسرائيليين وأميريكيين في هيوستن – أميريكا ، والبعض الآخر
يحاول بث السموم وزرع فتيل الفتنة بالتصريحات المغرضة ، بأن هناك قواسم
مشتركة بين حركة حماس واسرائيل في عدم استقرار الوضع السياسي على
الساحة الفلسطينية وكل منهم حسب المعادلة الخاصة به .
نواب حركة فتح افتعلوا
أجواء مضطربة ومشحونة بالتوتر لتبرير اقدامهم على الانسحاب من الجلسة
الاْولى للمجلس التشريعي الفلسطيني تحت ذرائع واهية : استخدام
ديكتاتورية الاْغلبية من قبل نواب حركة حماس لتصويت على الغاء قرارات
أخذت في جلسة الوداع الاْخيرة للمجلس التشريعي الفلسطيني السابق .
تصريحات كبير المفاوضين
في السلطة الفلسطينية وتجنيه بالافتراءات والمزايدات بأن حركة حماس
قدمت تنازلات الى أولمرت فيما يخص الحقوق الوطنية والثوابت الفلسطينية
.
على حركة حماس عدم
الانجرار خلف المهاترات والخلافات داخل حركة فتح ، حيث أنها حركة آيلة
للسقوط ، وعدم المراهنة على اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح ، لاْن
أعضاءه يناقشون شؤون الحركة ومحاولة ايجاد حلول لخلافاتهم الداخلية
وكيفية المحافظة على مصالحهم الذاتية ولن يكترثوا بموضوع مناقشة
المشاركة بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، لاْن نهجهم وسياساتهم المتخمة
بالحلول السلمية والاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل ، وعودتهم الى فلسطين
كانت بناءاً على أتفاقية أوسلو وقبولهم التنازل عن الحقوق الوطنية
الفلسطينية ، واعترافهم بوجود دولة اسرائيل ، ورضوخهم للغة الاْملاءات
الاسرائيلية قبضوا الثمن بتبوئهم أرفع المناصب في السلطة الفلسطينية ،
أشدهم فساداً حصل على حقيبة وزارية وأقلهم سوءاً وظيفة مديرعام أو سفير
.
في حالة قبولهم الانخراط
بحكومة وحدة وطنية سوف يكونوا عبئاً ثقيلاً على حركة حماس فيما يخص
الحقوق الوطنية الفلسطينية وأسلوب التعامل مع اسرائيل مستقبلاً ،
والابقاء على الفساد المتفشي داخل السلطة الفلسطينية .
في الماضي القريب وضعت
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مأزق خطير ، من قبل
الاْميركان والاْوروبين ، اما اللحاق والصعود الى قطار السلام المتوجه
الى مدريد أو اعلان فشلهم لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، لذا
اختاروا التوقيع الذليل والمهين من أجل استمرار بقائهم في سلطة الحكم
والمحافظة على مصالحهم الذاتية اللا وطنية .
اليوم توضع اللجنة
المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح ، من قبل الشعب الفلسطيني نفسه أمام
خيارين اما المشاركة بحكومة وحدة وطنية بقيادة حركة حماس ، أو الجلوس
على قارعة الطريق للتسول بأسم حركة فتح وليس بأسم الشعب الفلسطيني ،
ومحاولة ايجاد صيغة لخلافاتهم واعادة بناء حركة فتح والخلاص من
الفاسدين والمنتفعين بداخلها ، والدعوة لعقد مؤتمر عام للحركة لانتخاب
أعضاء جدد للمجلس الثوري من الكفاءات الشابة ، ليتم لاحقاً انتخاب لجنة
مركزية جديدة لحركة فتح .
على حركة حماس عدم ربط
مستقبلها السياسي بالاضطرابات الحزبية والسياسية الاسرائيلية ، حيث
أنهم وجهان لعملة واحدة فيما يخص القضية الفلسطينية ، وموقف اسرائيل
الرافض التعامل مع السلطة الفلسطينية بقيادة حماس ، يعتبر واهياً
وهزيلاً لاْن اسرائيل لا ترغب بالسلام أصلاً .
كل الاتفاقيات التي
أبرمت ووقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية سابقاً والسلطة الفلسطينية
لآحقاً بقيادة حركة فتح على مدار 14 عاماً مع الاسرائيليين الذليلة
والمهينة والتنازلات وهدر الحقوق الوطنية الفلسطينية لم توصلنا الى
الحل النهائي السلمي والعادل .
أما فيما يخص العالمين
الاسلامي والعربي فقد تم الترحيب بوفد حماس على جميع الاْصعدة واستقبال
العالم العربي ومؤازرته لقيادة حماس واستعداده للدعم المعنوي والسياسي
والمادي وفشل زيارة وزيرة الخارجية الاْميريكية بالرغم من ممارسة
الضغوط السياسية على الرؤساء العرب الى المنطقة العربية ، فهو دليل
وبرهان قاطع على اعترافهم بالانتخابات الديمقراطية الفلسطينية .
كسر الحصار الدولي من
قبل روسيا وتركيا التي حاولت أميريكا جاهدة فرضه على حركة حماس قد أزال
الكثير من العراقيل التي حاولت اسرائيل وأميريكا وأوروبا فرضها حتى قبل
اجراء الانتخابات الفلسطينية ، وأستطيع الجزم بأن الاتحاد الاْوروبي
بدفع مبلغ 120 مليون يورو للسلطة والشعب الفلسطيني ، والتصريحات
الاْميريكية الاْخيرة بأن حركة حماس لم تعد تعتبر العقبة أمام تسوية
للصراع العربي الاسرائيلي ، والموافقة على جهد دولي لمساعدة السلطة
الفلسطينية ، بأمكاننا اعتباره خطوة أولى نحو اعتراف واشنطن والعالم
الغربي بالسلطة الفلسطينية بقيادة حركة حماس .
رغم تمسك حركة حماس
بثوابتها الاستراتيجية ، وعدم تخليها عن الحقوق الوطنية الفلسطينية
ومطالبتها بحق العودة
للاجئين والقدس الشريف ، وعدم اعترافها بدولة اسرائيل والرضوخ والخضوع
للتهديدات بقطع المساعدات المالية عنها لم يثنيها عن الصمود .
أثبتت حركة حماس أنها
تتمتع بدبلوماسية براغماتية واعتدال واضح في سياستها المستقبلية
واعلانها عن هدنة طويلة الاْمد مع اسرائيل ، والاْهم رغبتها بتشكيل
حكومة وحدة وطنية وحوارها بالذات مع حركة فتح ، يعطيها ويمنحها مصداقية
عالية وثقة كاملة من قبل الشعب الفلسطيني والعالمين الاسلامي والعربي
والعالم الغربي .
جمال حشمه
Piv48@yahoo.de |