مهزلة الانتخابات التمهيدية ليست مفاجأة!!!انتكاسة أخرى |
بقلم / سعيد موسى
مابني على باطل فهو باطل ولا يصح إلا الصحيح....فابتداع مايسمى
بالبرايمرز كان هروبا من وضع طبيعي تعقد فيه المؤتمرات العامة للحركة
خاصة مؤتمر الحركة السادس المغيب عمدا وتفعيل مالهذا المؤتمر من اثر
وصلاحيات ونمو طبيعي للتداول القيادي الفتحاوي!!! فقد خرج علينا عباقرة
الوراثة لتصدير أزمة داخل الأطر العليا لحركة فتح وإسقاط الأزمة بشكل
استثنائي طارئ ومستحدث على حركة فتح إلى المربع الجماهيري الأول
وبالتأكيد كان متوقعا وتحصيل حاصل حدوث الأزمة وانفجارها في الأطر الصغرى
أهون بلاءا من انفجار الأطر القيادية العليا تفاديا لانطلاق فجر جديد
ليؤمن به المستورثين.
وما حدث من مظاهر مسلحة أعاقت العملية الانتخابية والتعدي على قدسية
وحرمة صناديق الاقتراع كان لها مايبررها واقصد كان لها مسبباتها وأسبابها
وهذا لايعني أن نجيز تلك المظاهر وعلاج الأزمة المصدرة بهذا الشكل ورغم
ذلك فهي مهزلة أضافت إلى صفحة انتكاسة جديدة في سجل الأزمات المتعاقبة
التي تعصف بحركة فتح!!!!
فبادئ الأمر تم تعبئة نماذج العضوية بمحافظات القطاع على مستوى المكاتب
الفرعية وكل محور حاول تقديم وتسجيل اكبر عدد ممكن من الذاتيات لتصب في
معيته وتوجهه الانتخابي لدعم مرشحة في الانتخابات التمهيدية وصولا
لترشيحه على قائمة الذين ربما يحالفهم النصيب ونيل شرف دخول معترك
البرلمانية وصولا للمجلس التشريعي.
وهذا يعني أن المشكلة أصبحت مزدوجة ومعقدة فأول الأمر كانت المشكلة تكمن
في العدد الضخم الذي رشح نفسه للعبة التمهيدية وهذا في حد ذاته شكل
ديمقراطي رائع لو كانت باقي عناصر المعادلة سليمة!!!ولكن انعدام المعايير
الموضوعية التنظيمية المجردة جعلت من هذا الكم وألوانه مشكلة تتداو لها
الجماهير وأحيانا تتداول التناقضات ومحورة المحاور وتزاوج الأحلاف
وتوقعات الغدر وما إلى ذلك من حديث تعج به المجالس والتجمعات الشبابية
وأحيانا تختلط الجدية بالطرفة التنظيمية ودخول أشخاص بشكل عارض لايعلمون
عن المسؤولية التشريعية غير المقعد والمزايا الشكلية والمادية للعضو
التشريعي الفائز!!!فدار معترك المزايدات وحرب التناقضات والقناعات ولا
احد يستطيع توقع النتائج بناء على معايير قديمة تقليدية بالية!!!
والذي زاد الامور تعقيدا هو المفاجأة في بعض المناطق حيث نشرت الكشوف
بأسماء الأعضاء ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم صبيحة نفس يوم الاقتراع مع
وضع الصناديق...ففوجئ عشرات الأعضاء إن لم يكن المئات والاهم هو منهم من
يعتبر من ركائز وناشطي العمل التنظيمي الجماهيري لم يجدوا أسمائهم مدرجة
على الكشوف والأمر الذي زاد الطين بله إن أعداد الذاتيات التي قدمتها
المحاور للاعتماد تم تقليصها بشكل أربك الساحة الانتخابية فحدثت ردات
الفعل واختلط الحابل بالنابل وتم السيطرة على مراكز الاقتراع من قبل
مسلحي المحاور التي شعرت بوقوعها في شرك مؤامرة ما...
وتحول العرس الديمقراطي الحركي بفعل فاعل مجهول أو معلوم إلى مهزلة
حقيقية وتعددت واختلفت أسبابها من منطقة لأخرى!!!
على أي حال توقعنا تلك الأحداث من منطلق تصدير الأزمة من أيدي عابثة
مجهولة أو معلومة بمصير الحركة تختفي بين أروقة قيادة المؤسسة الفتحاوية
العليا من اجل فرض واقع معين على جماهير فتح التي عزمت على إسقاط ثوابت
الوراثة ورفض منهجية وسياسة الفرض والتعيين !!!
وبالتأكيد من افرز للحركة قانون الطوارئ المقيت يتحمل مسئولية الأحداث
والأزمة المصدرة من قمة الهرم لقاعدته من اجل الحفاظ على رموز وهياكل أكل
الدهر عليها وشرب!!!!
وما هو أهم وبحاجة لوقفة مسئولة عنده وإدراك خطرة هو أن الانتخابات
التمهيدية وارتباطها العضوي بهدف واحد معلن وهو التوجه للمجلس التشريعي
كان قفزة غير طبيعية تزيد السيئ سؤا والمدمر تدميرا!!!!
فكان من الأجدى في متسع من الوقت أن يتم انتخاب الكادر القيادي ضمن إطار
الانتخابات الحركي الطبيعي من اجل إصلاح البيت الداخلي لفتح أولا بعملية
مصارحة ومصالحة مع الجماهير لتدارك الأسباب التي أدت إلى التدهور الذي
طفا على السطح وتجلط في طريق الديمومة...كان ذلك هو الأولوية لكي تنتقل
الحركة بعد علاج جسدها المثخن بالجراح إلى الخطوة التالية في أجواء
طبيعية من اجل الانتقال بمرشح الحركة للبرلمان بسفينة غير آيلة للسقوط
والغرق!!!!
وبناء علية وفي بعض المناطق كان الاتجاه العام للانتخابات غير مرضي لبعض
المحاور مما حدا بهم إلى تخريب العملية الانتخابية قبل حلول الكارثة
وخاصة أن نموذج الضفة الغربية قلب الموازين واسقط كثيرا من المعتقدات
والقناعات البديهية وبرزت نتائج لم يتوقعها البعض.
فعلق على تلك التطورات مابين محلل سياسي وقطب مركزي فمنهم من عزى ذلك
التحول إلى التطور الطبيعي ومنهم من حاول تصدير النتائج كأزمة وعزاها
للأبواق والتدخلات الإسرائيلية الأمريكية وصورها بالمؤامرة عبثا لان
ثقافة هؤلاء تكلست عند قدسية الرموز المركزية الغير قابلة للهبوط أو
الصعود على سلم نظرية التداول التاريخي للقيادة وضخ دماء جديدة في
الهياكل الثورية والمركزية!! وبالتالي فنجاح الدفع والطرد السفلي يؤدي
إلى حراك وطرد ودفع علوي!!! من تأهيل قاعدة الهرم وتكليف وسطيتة القيادية
إلى تشريف وتكريم قمته العائدة إلى قاعدة تتولى الرمزية ومد الأجيال
بالنصح والخبرة((وقد تحدثت بذلك بالتفصيل في مقالة معادلة تيار الوسط
ونظرية التداول التاريخي للقيادة)).
وحتى المناطق التي اكتملت أو كادت تكتمل بها العملية الانتخابية من
القطاع دون عسكرة صناديق الاقتراع أو عرقلة العملية وكانت النتائج تشير
إلى انقلاب وتوقعات كارثية على من صورت لهم الدوائر النضالية الضيقة أنهم
أقطاب تستعص على احتمالات السقوط. كان نصيبها هي الأخرى إلغاء العملية
الانتخابية!!!!
وفي المقدمة اشرنا إلى عسكرة مراكز الاقتراع كان له مايبرره من أسباب
دفعتهم لذلك السلوك كطريق قصير وحتى لايفرض أمر واقع ما أو يعتمد بقرار
مركزي!!! فربما كانت الأسباب التي دفعت إلى تلك المهزلة مؤامرة في الظلام
استشعرها البعض لان الوصف كان ليس سقوط لأرقام والأسماء سهوا بل بشكل
مقصود!!!!
والسؤال هنا من يقف خلف تدبير بذور الفوضى التي أدت إلى عسكرة وإقفال
مراكز الاقتراع؟؟؟!!!
ولماذا لم تسلم كشوف الأسماء للمناطق قبل أيام من انطلاق ماراتون
الاقتراع حتى يتم علاج الخطأ الغير متعمد ضمن التوجه للمرجعية العليا
وعلاج المشاكل الناجمة بهدوء وموضوعية؟؟؟!!!
والسؤال الأهم هل سيتم تحديد موعد جديد لإعادة الانتخابات بعد وقفها
بالكامل في جميع أرجاء القطاع وحتى إلغاء ماتم منها؟؟؟!!!
ومتى ستتم الإعادة والعد التنازلي أصبح يتجه بسرعة البرق تجاه المعركة
الديمقراطية الكبرى للمجلس التشريعي أمام منافسين وطنيين لهم ثقلهم
المتزايد بين الجماهير الفلسطينية ولهم مؤسساتهم التي تدير خططهم على
أكمل وجه وبصمت يدل على إجماع ولهم جاهز يتهم ورموزهم ينتقونها بدقة حسب
المتطلبات والمعايير التي باتت تؤمن بها الجماهير الغير مؤطرة حزبيا؟؟؟
وأضيف على ذلك لهم سهم من الفوضى العارمة والارتباك الحركي في فتح تحت
سقف ((مصائب قوم عند قوم فوائد))
وفي نهاية الأمر أقول إرضاء المحاور غاية لاتدرك لأنني ولا غيري يصعب
عليهم التنبؤ بالتعديلات التي قد ترضي ولا ترضي البعض المحتج والمعترض
!!! وإلا من يضمن عدم تكرار المهزلة وربما بشكل أسوء مما حدث وقد يخرج عن
المألوف لكي يقفل الملف ويبقى الوضع كما هو عليه لحين صدور الحكم المركزي
طبعا!!!
وهنا تعود الأنظار شاخصة إلى الأيدي العابثة المجهولة أو المعلومة للبعض
التي صدرت أزمة البرايمرز إلى الجماهير والى القاعدة حتى يتعقد المعقد
وهذا هو المطلوب لكي يقبل الجميع فرض واقع معين بسبب إدراك الوقت وصولا
إلى نقطة الصفر والتوجه بهذا الواقع المأساوي الهزيل إلى مواجهة خصم عنيد
ومنافس له رصيد
والنتيجة المفترضة في حال إتباع لي اذرع الجماهير ستكون النتيجة تحصيل
حاصل مأساوية رغم إنني من المؤمنين بأهمية حضور قوي للمنافس في المجلس من
اجل إستراتيجية الإصلاح الاقتصادي والسياسي واحتواء الانفلات العام من
اجل مجتمع فلسطيني يخرج من محنته الداخلية ليخط بشكل مشرف مستقبل اجيالة
ويقود المعركة بشتى اتجاهاتها...ولكن أمل ذلك بمنافسة فتحاوية تكون
بمستوى حجم وتاريخ الحركة والترفع على المصالح الضيقة
هذا وبالله التوفيق
|