مهلك يا.. (سيادة الرئيس)
وجيه
عمر مطر
(نحف /
1948)
21\7\2005
ليس
مفاجئا لمن يعرف تاريخ هذا الرجل ( أبو مازن ) وهو المعروف عنه التربص
وتحين الفرص، في تصريحه الذي نز منه بعد جولته العربية حول عدم ممانعته
تجنيس الفلسطينيين في الدول المقيمين فيها اذا ما قبلت هذه الدول بذلك.
نعم ليس مفاجئا وهو الذي تنصل من كل التزاماته ( الثورية )
عندما قال ذلك عند التحاقه بالثورة وأقسم يمين العهد أن يكون مخلصا لفلسطين
والشعب والقضية، وهو القسم الذي يتوجب على كل من يدخل ( فتح ) أن يقسمه
ويلتزم به. وكان قد تخلى عنه عند أول منعطف في معارك الكرامة وفي مذابح
أيلول الهاشمية، وصولا إلى لبنان إلى المنافي إلى أوسلو إلى واشنطن إلى
القاهرة إلى طابا إلى شرم الشيخ وخارطة الطريق إلى الرئاسة التي كان متربصا
بها منذ زمن طويل، وهو الذي كان على الدوام يعيش في ظل عرفات واللاعب
بامتياز خلف الكواليس إلى تصريحه اليوم الذي اعتبره البعض ومن فصائل العمل
الوطني مفاجئا ، بينما ليس كذلك لمن يتابع العمل السياسي ويؤمن بأبعاد
الفكر السياسي ، وليس اللعب السياسي.
ويعرف من يعرف من الضالعين بالأمر بأن عباس هذا لم يكن من
المحبين كما معلمه عرفات للظهور والأضواء ،كونه من الفئات أو من الاتجاه
الباطني ، فهو يظهر ما لا يبطن وهو المتمكن من تحين الفرص ، ويعرف ايضا
حدود دوره ( أنذاك ) وهو يعرفه اليوم، وهو الذي تقلد مناصب مختلفة في حركة
فتح وفي منظمة التحرير ، من الدور الأمني المبكر ويعرف ذلك تعاونه مع اجهزة
الأستخبارات العربية وغير العربية، وكان ذلك في مطلع السبعينات قبل أن يعين
مديرا لقسم العلاقات الوطنية والدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام
1980.
وعباس هذا كان وما زال من المعادين للتوجه القومي وللعرب
والعروبيين، وموقفه هذا ليس بالغريب على من يعرف عباس منذ شبابه وهو الذي
كان يعيش في سوريا منذ النكبة، ولم يجهر بموقفه الا بعد أن تمكن من حماية
نفسه في اطار الثورة وخرج به عاليا مع من خرجوا يبشرون بسقوط العروبة بعد
نكسة 1967، وقد خرج آنذاك العديد من الأبواق التي تنكرت للعرب والعروبة
وجنحت إلى مكانها الصحيح عندما أتيح لها ذلك كما اليوم ونحن امام مثقفي
المارينز الذين ينبرون بأصواتهم المبحوحة عداوة وتنكرا للشعب والأمة .
لا أريد
هنا الدخول في البحث عن تاريخ وطبيعة شخصية هذا الرجل الذي يتبوااليوم
الموقع الول في قيادة سلطة الحكم الذاتي المحدود ، والمحدود جدا. وانما
اريد الدخول فيما تجرأ عباس ونطق به مصرحا أنه لا يمانع اذا ما ارادت أي
دولة عربية وغير عربية اعطاء او منح الجنسية للفلسطينيين المقيمين على
أراضيها.
وهو
الموقف الذي لم يجرؤ على اتخاذه حتى عرفات نفسه بما كان يمتلكه من " شرعية
" رغم ما أعطى من مساحات لبعض المحيطين به من الأدعياء والساقطين امثال
ياسر عبد ربه واللاهثين وراء فتات القبول الأمريكي الصهيوني من اتخاذ
المواقف المزرية تجاه حقوق شعبنا التاريخية.
ان
تصريح عباس الأخير انما ينم عن التوجه الحقيقي للسلطة (العباسية) التي لم
تجد شيئا تتنازل عنه سوى الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في العودة إلى
الأرض والوطن والذي كفلته كل الشرائع بما في ذلك الأمم المتحدة حسب القرار
194. لأن وليه عرفات لم يترك له من شيء ليلعب به سوى ما قال عنه عرفات
مخاطبا رابين " لم يبق لدى سوى ورقة التوت ... ) وهي الورقة الوحيدة التي
يمكن لعباس أن يقدمها للعدو الصهيوني والبيت الأبيض كي يرضوا عنه،
باعتبارها ورقة حسن سير وسلوك.
والورقة
الثانية هي ورقة تصفية المقاومة الفلسطينية ، وهي أيضا من الأوراق التي لم
يستطع عرفات بكل ما لديه من رصيد وقدرات على اللعب بها أو الإقدام عليها .
ولكن هذا القادم المتنكر فانه صريح إلى حد القباحة فأوعز إلى أزلامه
والمرتزقة الملتفين من حوله لجس النبض، فكان أن ووجه بما لم يكن ليتوقعه
بهذه السرعة. ومع ذلك فهو لم يتراجع عن غيه بل ما زال يوغل في مجاهل
البلاهة السياسية والحماقة بل والمراهقة السياسية، وهو يعلم أو لا يعلم ،
أو ان من هم حواليه من الدهاقنة يعلمون ولا يريدون وضعه بصورة ما يمكن ان
يقع، وذلك لايقاعه في شر أعماله ، لأنهم يريدون منه أن يغطس في مطب معاداة
الشعب ليخسر كل شيء بما في ذلك حياته، تمهيدا لمرحلة أخرى أكثر سوء وسوءة.
وهناك من يتهيأ ويتعلم الدروس بسرعة فائقة حتى انها فاقت تقديرات أسياده
ومعلميه من خبراء الرياسة والكياسة والسياسة .
وهنا
نعيد للتأكيد على ما كنا قلناه في مؤتمر الحوار العربي الثوري الديمقراطي
في مؤتمره الأخير ، بأني ومعي على أقل تقدير الآلاف المؤلفة من الفلسطينيين
في المهاجر والشتات يرفضون بشدة وعناد ما نز عن عباس من تصريحات مزرية بشأن
العودة والتجنيس.
ولا بد
أن يعلم انه ليس هناك من لاجيء فلسطيني واحد من المخيمات أو في المهاجر
يقبل بغير حق العودة أو أن يستبدل كل العالم بفلسطين أو حتى بقرية من قرانا
الممتدة على مساحة الوطن الفلسطيني التاريخي.
فنحن لم
نكلف احدا في التحدث باسمنا ولا حتى هذا العباس المتنكر، فليس من حق أحد
التفاوض على حقوقنا صغرت أم كبرت فكلها حقوق وكلها عزيزة على كل منا كما
القدس ونحف وغزة والخليل ويعبد والناصرة وصفد التي تنكرت له وهو الخارج
منها وقد لعنته.
ان قرية
نحف التي أنا منها انما هي أقدس من كل معتقداتهم البلهاء، ولا يحق لأي منهم
من التنازل عنها أو عن مزبلتها. وعمي وأبناء عمومتي وأهل بلدي وكل الشاغور
ما زالو ينتظرون العودة لمن هم خارج الوطن ، فلماذا يقتلون الحلم ويغتالون
الأمل ؟ ولصالح من .. لغير امتيازاتهم الرخيصة وأرباب نعمهم وسلطانهم
الوهمي؟
الاقتتال المفتعل من السلطة انما هو بداية المشوار الذي لن تتنازل عنه هذه
السلطة وأي كان على رأسها عباس او دحلان أو أي من المسميات المصنعة في
مطابخ الأخرين.وأما هذا ( مهزوم يوسف ) فأنه كما كل أجهزة القمع فلا يبنون
أمجادهم الا على دماء شعوبهم، فلم نعرف له مفخرة واحدة في التصدي للعدو
الصهيوني، وما هو الا برغي في الة المؤامرة الكبيرة على المقاومة وشعبنا
وقضيتنا.
لنواجه
كل هذه المخططات ولنحرص على وحدة المقاومة ولنعد العدة ليوم قادم لن ينفع
به أنذاك سوى ما أعددنا.انهم يتربصون وما بعض الأصوات التي خرجت من فتح
السلطة وليس فتح المقاومة الا للتحييد ولاعداد جولة قادمة ، كونهم لم
يحققوا ما كانوا يهدفون اليه ، ولكنهم لن يتراجعوا عن غيهم فانه المخطط
الذي لا بد لهم من تنفيذه حسب المرسوم لهم من أسيادهم والا ما نفع وجودهم
في السلطة، ولما بالأصل هذه السلطة ان لم يكن هذا هو دورها المرسوم لها في
غياهب أوسلو وخارطة الطريق.
فمهلك
يا ( سيادة الرئيس ) فالوهم أول ما يقتل صاحبه.
|