مبارك الدكتوراه يا فخامة الرئيس...؟؟ لماذا تركت نائب رئيس الوزراء وحيداً ...؟؟ |
د. موسى أبو دقة
مبارك الدكتوراه يا فخامة الرئيس...؟؟ لماذا تركت نائب رئيس الوزراء وحيداً ...؟؟
الفعل الذي يفقد قيمته الأخلاقية يفقد فاعله قيمة وتراثه وهويته، والناجون من هذا الفعل كثرة، والواقعون فيه قلة. ومن البلية المضحكة أن يفرق الإنسان بين قيمة الفعل الأخلاقية وممارسة السياسية، فهذا ضرب من الضلالة المضلة...ولا ينبغي أن نأخذ الأمور ببساطة؛ خاصة حين يقصد الأعداء إهانة سيادتنا ورموز دولتنا، في وقت الشدة والمحنة التي نعيشها، وإن تذرع منكئو الجراح بالسياسة تارة أو بالضعف، وما باليد حيلة، وشو طالع بيدنا نسوي، وما سواها من المظان التي تتوغل في اقتراف الاعتذارات، لتحقق للتشفي شهوته بطريقه فعل اليهود بنا.
وإذا كانت الصحافة قد سكتت عن الطريقة التي أهان بها اليهود بواسطة استخباراتهم الرئيس عباس حين لم يسمح له بمرور موكبه حاجز"حواره" للدخول إلى نابلس؛ لتكريمه بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة النجاح، إلا بعد أن يترجل من موكب الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء، كونه الرجل الثاني في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس، فإني أرى أن هذا السكوت في غير محله، على الرغم بأننا نعيش المجزرة كل يوم، والحصار، والتجويع... وقل ما شئت، فهي من فعل اليهود وأخلاقهم، فهم الأعداء الذين لا يشك في عدائهم إلا خائن عميل.
فالصحافة الحرة لا تعالج المعلن من الأخبار فقط، وتسكت عن المسكوت، فالأصل أن تنبش المسكوت عنه، خاصة إن صدر عن أعدائنا، ولا أقصد هنا أن أكون أحد الذين يتعشقون نبش المسكوتات، وتجاهل المعلومات، ولا أتصور أن عاقلاُ يذهب إلى ذلك.....فمجزرة هدى غالية مثلاً جففت الأقلام و أسكبت العبرات وأرهقت النفوس، ونقشت على جدراية الذاكرة الفردية والجمعية صورة عميقة، دون أن يكون للصحافة من فضل سوى نقلها، فكانت صورة هدى الدرامية الأبلغ في تاريخ الصحافة العربية المعاصرة. وقولي وقول غيري في وصفها وعنها مهما كان بليغاً قول يتلاشى حين تردد الذاكرة صدى صوت هدى. يابا......يابا......يابا...
وإذا كان مشهدنا الصحفي يعاني من أزمة التحزب أو المصلحة أو البحث من المشاهد والملفات الساخنة، فإني أحسب أن حادثة الموكب من أكثرها سخونة وإثارة، إذ ما كان ينبغي لفخامة الرئيس أن يصمت على طلب اليهود أن يترجل الدكتور ناصر من الموكب ولا ينتصر له ولم يدافع عنه، في حين أنه رفض المرور عبر معبر في غزة قبل مدة عندما احتجز الصهاينة أحد مرافقيه، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
كيف يقبل فخامة الرئيس أن يصل إلى الجامعة قبل وصول د.ناصر،أما كان من الأجدر أن ينتظره؛ ليطمئن عليه؟!
ويظهر في نفس المشهد السيد الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، الذي طلب من مجموعة من الشبان كانت تقف قريباً من الحاجز أن يتصلوا بحركة المقاومة الإسلامية حماس ويبلغوهم أن الشاعر نزل من الموكب... وهذا التصرف يثير الاستهجان للأمرين،أولهما: لماذا لم يبادر هو فيتصل بالجهة التي يريد؟ والآخر:لماذا لم يرافق نائب رئيس الوزراء طالما أنه ترجل، فينتصر له ولنفسه،وتسجل له في مفاخر الأفعال؟
ترى أكان يجب على د. ناصر أن يواصل الطريق لحضور حفل التكريم؟؟
أم كان يجدر به أن يذهب إلى عمله أو لأمره؟!
وعلى الرغم من هذا كله نقول:ألف مبارك الدكتوراه فخامة الرئيس و عقبال الأستاذية..
|