معبر رفح وطنياً وعربياً لأول مرة... ولكن!!!
د. حسن أبو حشيش
في مهرجان بروتوكولي وإعلامي تم افتتاح معبر رفح الذي يربط قطاع غزة
بالعالم الخارجي عبر مصر في ظل وجود رسمي وفصائلي وعربي ودولي، ومن
المفترض بذلك أن يتنفس الشعب في قطاع غزة نسائم الحرية ولو نسبياً، وحرية
الحركة والتجارة، وسيراقب الشعب مدى التواجد المباشر وغير المباشر
للاحتلال، ومدى صلاحيات الطرف الثالث الأوروبي في منع وتوقيف المسافرين،
وسيراقب الشعب الأداء الفلسطيني في إدارة المعبر حيث الرغبة جامحة في
إلغاء المعارف والامتيازات واستغلال النفوذ. يريد المواطن أن يدرك فعلاً
أن التنقل في المعبر حراً ومنضبطاً دون فوضى ومحسوبية، بل والعالم كله
يراقب ذلك.
إن ذاكرة المواطن محفور فيها معالم الذل والإهانة والخناق واللا إنسانية
التي رسمتها سياسة الاحتلال، لذا من الواجب أن تتغير الإجراءات ويشعر
المواطن بالتغيير حتى في الأماكن والحواجز والمعاملة والنظام والترتيب.
كذلك على المواطن مسئولية كبيرة في احترام السيادة الوطنية والقانون
والمحافظة على السمعة العامة والأخلاقية وعدم الاستهتار وعليهم أن
يتحلّوا بخشية ومهابة الإدارة الوطنية بعد أن تقدم هذه الإدارة النموذج
المسئول والحي والقدوة الحسنة والتعامل الموحد مع كافة شرائح المجتمع.
وإنهائها لكافة المظاهر السلبية التي سادت المعبر على مدار السنوات
الماضية.
إننا ننظر بأهمية بالغة، وبرمزية كبيرة إلى هذا الحدث رغم ضآلته في ميزان
الحق الفلسطيني العام، وهذه النظرة تأتي من كون تضحيات الشعب وصموده
ومقاومته والشهداء والأسرى والمبعدين واللاجئين هم السبب المباشر
والأساسي والرئيسي، وكل ما دون ذلك يأتي نتيجة طبيعية لهذا الصمود بما
فيها الدور الدولي في ذلك، وإلاّ لماذا لم يتحرك العالم لإنهاء هذه
المشكلة والضغط على الاحتلال من قبل ذلك.
وعلى نفس الصعيد فإننا نحذر من كون هذا الاحتفال الدولي الضخم هو ذر
الرماد في العيون، ونكون أوضحنا للعالم أننا بتنا أحرارا في التنقل
والواقع يكون عكس ذلك، وهنا أحذر،
على غير رغبة،
حيث رغبتي كمواطن أن يكون الأمر سلساً على المواطن وتحقق حرية حقيقة لكل
المواطنين بدون "تمييز" ضد أحد لانتمائه السياسي أو سلوكه النضالي.
وفي ثنايا تشديده على مجموعة من المفاصل في الهم العام شدد الرئيس محمود
عباس على إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها ونضم صوتنا إلى صوته ليس
في تثبيت الموعد فحسب بل عليه التدخل الفوري لحسم رغبات البعض المتنفذ
الذي يحاول التلاعب في قوانين الانتخابات.
وليسمح لي سيادة الرئيس القول بأنه يتحمل مسئولية شخصية في إرباك الساحة
السياسية في الخليل وفي توزيع مقاعد رام الله وفي ترحيل موعد الترشيح
للانتخابات التشريعية إلى تاريخ 3/12 دون مبرر، وفي عدم تدخله لحزم
انتخابات الإعادة لبلديات رفح والبريج وبيت لاهيا، وفي ربط موضوع
الانتخابات البلدية والتشريعية بأوضاع حركة فتح غير المستقرة.
أشدد عليك يا سيادة الرئيس أن تعاملك مع ملف الانتخابات غير كافٍ ولا يحل
المشكلة فإننا ما زلنا كمراقبين نشعر بقلق وخوف من إمكانية إجراء
الانتخابات في موعدها رغم تأكيدك على الموعد... لأننا ندرك أن مجموعة من
المتنفذين لديك غير مستوعبين التغير في الخارطة السياسية، وغير راغبين في
قبول الآخر لأن الأمر مرتبط بنفوذ ومصالح شخصية.
إن الاحتكام إلى الانتخابات في ظل تنافس حر ونزيه ونظيف لا يقل في
الإنجاز والتقدم عن فتح معبر رفح.
إننا اليوم في امتحان صعب سواء في أدائنا على المعبر أو الانتخابات أو
سيادة القانون أو وقف التغول الأمني على المواطن وحقوقه أو في إدارة
الأراضي المحررة... فهل نحقق النجاح أم سنعيد نسخاً كربونية من السنوات
العشر الماضية؟!.
|