المخاض العسير... للحكومة الفلسطينية



نعم.... ويا له من مخاض ...ولم لا !!! فنحن امام مرحلة انتقالية ربما تكون استراتيجية للوضع الداخلي الفلسطيني الذي مل الانتظار على قارعة الطريق
للقطار او لاي واسطة تنقلهمن حالة اليأس والاحباط العقيمة التي بدات منذ اول يوم بداء فيه تنفيذ
اتفاق اوسلوا وظهور اول حكومة فلسطينية ,لم يكن لاحد من الناس اي رأي فيها
اللهم الا اذا اعتبرنا ان الممارسة الديمقراطية هي المسؤولة مباشرة عن كل ما آلت اليه الامور من تردي وفساد الوضع الداخلي ومن خلال مؤسسات قادها وزراء تم انتخابهم من قبل الشعب آنذاك ,وفي هذه الحالة نكون قد ظلمنا الديمقراطية ذاتها ,
ولكن يجب ان لا يغيب عن بالنا ان الانتخابات حينها كانت التجربة الاولى في تاريخ الشعب الذي بقي تحت الاحتلال طيلة ثلاثة عقود لم يذق خلالها طعم الحرية مما سهل نجاح الكثيرين من اعضاء المجلس من خلال استغلال الفرصة العظيمة والشعب في حالة الفرح بعد خروج الاحتلال
ولا نريد ان نسهب في ما آلت اليه الامور من خلال الحكومات المتعاقبة التي كان اغلب اعضائها من المجلس التشريعي الذين انتخبهم الناس ,وفقط نقول ان الناس ملت
ولعنت اليوم الذي انتخبت بعض الاسماء ممن علقوا عليهم الآمال في ان يكونواسندا وعونا لهم وللوطن بدل ان يكونوا فقط عونا لانفسهم ولاقاربهم ولمنافعهم الشخصية
ناهيك عن الضرر الذي الحقه البعض بالوطن واهلة
وها نحن نرى تداعيات الماضي تتجلى في كل أمر من الامور التي يتم معالجتها
ورغم انه هو المطلوب..(اي العلاج )والخروج من أزمات الماضي البغيض بما حمله من
تراكمات سوء الادارة والفساد... الا ان ما رأيناه خلال الاسبوع الماضي من تعسر ولادةحكومة جديدة يدل على الصحة والعافية التي بدأت تتجلى على وضعنا الداخلي
ولم لا ...!!فبعد كل الولادات القسرية التي توالت منذ اوسلوا الى الآن وما نتج عنها من حكومات في معظمها وكأنها كالمولود المريب الذي اسقط على البيت بفعل الحرام ويحاول الجميع مواراته او دفنه خجلا من كثر ما سمع الناس من تسميات لسلطته.
ولم لا ... الا يحق لاهل البيت ان يروا أبنا أو أبناء شرعيين ولو بالحد الادنى من الشرعية والحلال الطيب بعد كل هذا الكم الهائل من الذين تربعوا على معظم المؤسسات في ظل غياب الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
لا ادري كيف تنطلي الامور على من يدعون الذكاء الامحدود وهم لحد الآن لم يستطيعوا ان يقرأوا المزاج العام الفلسطيني بعد كل هذا العمر من الكر والفر واللعب على الحبال , كيف يتم التلاعب وجس النبض بتوليفة بعد توليفة لعل هذه تنطلي واذا لم تمر نجرب الاخرى ودواليك حتى يقعوا بالمحاذير التي كانت مستساغة في زمن الراحل ابا عمار ...ولا اقول مستساغة بمعنى القبول الشعبي وانما تمر وتمضى تحت عبائته الفضفاضة التي لمت وغطت كل شيء ...!
نعم رضخ السيد رئيس الوزراء للمزاج العام الذي عبر عنه معظم أعضاء المجلس التشريعي بمن فيهم من كان ضمن تشكيلة الحكومة والذي برأيي كان أذكى من الآخرين حيث كان من المحرضين على افشال الحكومة المرفوضة سلفا رغم انه كان عضوا رئيسيا فيه ان لم نقل من اهم اعضائها مما أعطى المعارضين قوة أكبر في التأثير وخاصة داخل حركة فتح وعزز اصرار البقية من الاعضاء
ورغم ان الامر في بدايته ورغم انها حكومة مؤقتة ان صح التعبير حيث انها ستواجه استحقاقا أكيدا في التغيير مع الانتخابات القادمة بعد أشهر قليلة ,الا انها وبرأيي المتواضع ستؤسس لمنهج ونموذج متطور للعمل المؤسساتي المستقبلي الذي نحن بحاجه اليه , ولا ننسى انها ستكون عاملا مؤثرا في طريقة تفكير المجتمع الفلسطيني الذي نضج تفكيره الديمقراطي بعد سنوات عجاف من التجارب المريرة والتي دفع ثمنها نتيجة تراخيه وتواكله والعمل القائل(طلعت نزلت... حادت عن ظهري... بسيطة )
ألآن ما عاد أحد خارج اللعبة الجميع تأثر وسيتأثر بالوضع العام ,وعرف الناس ان جزء كبير من معاناتهم كانوا هم انفسهم اسبابه , لانهم هم زكوا ... وهم أنفسهم شجعوا ...وهم أنفسهم تراخوا وسكتوا وهتفوا ...وهم بالنهاية من دفع الثمن
مهما تكن هذه الحكومة فانا أقول انها افضل من أي حكومة سابقة ,وعلى الاقل لانها لا تضم اي عضو من المجلس التشريعي مع ان هناك من هم على مستوى الوطن ولا نشك في نزاهتهم ,ولكن الا يكفي تسعة سنوات!!!!
ثم هي أفضل لانها تضم كفائات وشباب ذو سمعة طيبة وعلى الاقل وزارة العدل التي ارى انها أهم الوزارات والتي كانت مسرحا للهو والعبث لاكثر من مرة حيث ضاعت خلالها الحقوق والقضايا وكبرت الجريمة حتى شملت كل زاوية في الوطن ,واتمنى على الوزير الجديد الذي يعرف بحكم عمله كمحامي ونقيب كم عانى القضاء حتى كاد ان يقضى عليه ,

نتمنى ان نرى بالفعل .....حكومة رشيدة ... لعلنا نقول لشعبنا ......مبروك العهد الجديد.... مبروك المولود الجديد

العميد منذر ارشيد

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع