فلسطينيو لبنان مجمعون على المقاومة وحق العودة
ورفض الاعتراف بإسرائيل |
عبدو سعد/
رئيس مركز بيروت للأبحاث والمعلومات.
أجرى مركز بيروت للأبحاث والمعلومات
استطلاعاً للرأي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لتبين آثار فوز
حركة حماس
في الانتخابات التشريعية وتشكيلها الحكومة على اللاجئين ومدى تفاعلهم مع
التطورات
الأخيرة اضافة الى أسئلة حول القضايا والهموم الفلسطينية. وأجري
الاستطلاع بين 20
مارس الماضي و24 منه، وشمل عيِّنة من 500 مستطَلع.
وتضمنتَّ الاستمارة الأسئلة الآتية:
1)
هل تؤيد موقف
حماس بعدم الإعتراف بإسرائيل؟
2)
هل تؤيد إستمرار العمليات الفدائية في أراضي
الـ48 رداً على عمليات الإغتيال والقتل الإسرائيلية؟
3)
هل تعتقد بأن المقاومة
في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستستمر أم تتوقف بعد نتائج الإنتخابات؟
4)
هل ما
زلت تؤمن بحق العودة بعد مرور نحو 59 سنة على النكبة؟
5)
هل تعتقد أن وضع
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيكون أفضل بعد فوز حماس؟
6)
هل تعتقد بأن تحسين
ظروف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعزز حق العودة أم يهدده؟
7)
ما هي
الأولويات التي يجب على حماس الإهتمام بها؟، 8) لو أعطيت حق التصويت في
الإنتخابات،
لأية قائمة كنت صوّتت؟
وفي ما يأتي نتائج الاستطلاع:
أيد 83.5 في
المئة من المستطلعين (السؤال الأول) موقف حماس بعدم الاعتراف بإسرائيل،
فيما رفض
ذلك 16.5 في المئة.
ووافق 85.7 في المئة استمرار العمليات الفدائية في أراضي
الـ48 رداً على عمليات الاغتيال الإسرائيلية (السؤال الثاني) في مقابل
14.3 في
المئة رفضوا استمرار العمليات.
ورأى 86.7 في المئة أن المقاومة ستتواصل في
الأراضي الفلسطينية المحتلة (السؤال الثالث) في مقابل 13.3 في المئة.
وعلى رغم
مرور نحو 59 سنة على النكبة وخروج الفلسطينيين من ديارهم، إلا أن الأمل
بالعودة لا
يزال كبيراً، فأعرب 84.7 في المئة عن اعتقادهم بأنهم سيعودون إلى ديارهم
(السؤال
الرابع) فيما قال 15.3 في المئة انهم يئسوا من إمكان تحقق حلم العودة.
واعتبر
45.3
في المئة (السؤال الخامس) أن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيتحسن
بعد
فوز حماس، في مقابل 54.7 في المئة رأوا عكس ذلك.
ووافق 63.6 في المئة من
المستطلعين على أن تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعزز حق
العودة
(السؤال
السادس) في مقابل 36.4 في المئة رأوا أن عدم تحسين الأوضاع يهدد هذا الحق.
ورداً على (السؤال السابع) عن الأولويات التي يطالب بها اللاجئون حركة
حماس،
فقد توزعت كالآتي: 46.9 في المئة من المستطلعين يعتبرون أن الإصلاح
ومحاربة الفساد
في الداخل هما الأولوية الأولى، وحل في المرتبة الثانية تحسين أوضاع
اللاجئين
الفلسطينيين بنسبة 23.9 في المئة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية
في المرتبة
الثالثة (17.5 في المئة)، ورأى 11.7 في المئة بأن كل هذه الأولويات يقتضي
أن تتحقق
جميعاً في الوقت والوتيرة نفسهما.
ورداً على
(السؤال
الثامن) لمصلحة أي قائمة يصوت فلسطينيو الشتات لو أعطوا حق الاقتراع في
الانتخابات الفلسطينية، حلت حركة حماس في المرتبة الأولى بنسبة 48.3 في
المئة،
تلتها فتح (23.7 في المئة)، وقائمة أبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية) في
المرتبة
الثالثة (11.5 في المئة). وجاء مؤيدو اللوائح الأخرى في المرتبة الرابعة
بنسبة خمسة
في المئة، وقال 11.5 في المئة انهم لا يؤيدون أيّاً من
اللوائح.
يؤكد الاستطلاع، هو الأول من نوعه، أن المزاج
السياسي العام للشعب الفلسطيني يكاد يكون متطابقاً بين الداخل و الخارج،
وأن النظرة
الى الملفات والقضايا السياسية تستند أساساً الى الولاء أو الخلفية
السياسية ولا
تتأثر كثيرا بأماكن الوجود الجغرافي. غير أن المهم، ربما، هو أن الصيرورة
التي بدأت
في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد الانتخابات التشريعية والمتمثلة في
الارتفاع
المستمر في شعبية حماس على حساب فتح التي تعاني من تآكل مستمر في شعبيتها
تنطبق
أيضاً على فلسطينيي الخارج. كما أظهر الاستطلاع احتلال الجبهة الشعبية
لتحرير
فلسطين المركز الثالث، كما هي الحال في الداخل الفلسطيني. واللافت أن ثمة
تقاربا
واضحا في المواقف والرؤى بين جمهوري حماس والجبهة.
وأظهر الاستطلاع تفاوتاً في
الشعبية بين القوائم الرئيسية في المناطق اللبنانية الثلاث التي يوجد
الفلسطينيون
فيها في شكل رئيسي، وهي الشمال وبيروت والجنوب. اذ بدا أن
ثمة
اكتساحاً كبيراً لـ حماس في الجنوب بنسبة 57.5 في المئة في مقابل 20.42
في المئة لـ
فتح و 7.33 في المئة لـ الجبهة الشعبية.
وتكرر الأمر نفسه في بيروت مع بعض
الاختلاف،
اذ حازت حماس على 47.24 في المئة من أصوات
المستطلعين في مقابل 28.14 في المئة لـ فتح و9.05 في المئة لـالجبهة.
واللافت أن شعبية حماس تتزايد مع الاتجاه جنوبا وهو ما يتساوق مع المفهوم
التنظيمي
الفلسطيني في لبنان، اذ تزداد وتيرة العمل التنظيمي والسياسي جنوبا حيث
المخيمات
الفلسطينية الأكبر لجهة عدد السكان، فيما يحدث العكس مع الجبهة الشعبية
التي تتدرج
في القوة من الجنوب الى الشمال حيث حققت نتيجة لافتة (23.6 في المئة)
متجاوزة فتح
(21.50
في المئة)، فيما حافظت حماس على تقدمها (34 في المئة). اللافت أيضا، على
عكس
الشائع، أن ثقل فتح يتركز في بيروت وليس في الجنوب حيث نالت الحركة 28.14
في المئة
في مخيمات العاصمة في مقابل 20.42 في المئة في مخيمات الجنوب. ومع الأخذ
في
الاعتبار أن النشاط التنظيمي والسياسي لـ فتح استؤنف في منطقة بيروت قبل
نحو خمس
سنوات بعد توقيف دام 15 سنة، يمكن الحديث عن تحسن تدريجي في هذه المنطقة،
في مقابل
انخفاض كبير في الجنوب على رغم تمركز قيادات الحركة ورموزها في هذه
المنطقة. ولكي
تكتمل صورة المشهد السياسي الفلسطيني، في الداخل والخارج، لا بد من
التذكير بنتائج
الانتخابات التشريعية التي نالت فيها قائمة الاصلاح والتغيير (حماس) نسبة
44.4 في
المئة من أصوات الناخبين في نظام القوائم أو النظام النسبي في مقابل 41.4
في المئة
لـفتح و4.3 في المئة لـالجبهة الشعبية. غير أن استطلاعات عدة جرت بعد
الانتخابات
تحدثت عن ارتفاع مستمر في شعبية حماس في مقابل انخفاض في شعبية فتح. اذ
اشار
استطلاع
للرأي أجرته جامعة النجاح بين التاسع
من آذار
الماضي و11 منه ان حماس تتمتع
بتأييد 34 في المئة من الفلسطينيين في مقابل 28 في المئة لـفتح و3.5 في
المئة
لـالجبهة الشعبية. كما أشار استطلاع آخر أجراه مركز القدس للاعلام
والاتصال أن 38.7
في المئة من الفلسطينيين يثقون بـحماس مقارنة بـ18.5 في المئة في كانون
الأول
(ديسمبر)
الماضي في مقابل 30.6 في المئة يثقون بـفتح مقارنة مع 38.9 في المئة في
كانون الأول الماضي.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز بيروت للأبحاث تقاربا
ملحوظا بين الغالبية العظمى من مؤيدي حماس والجبهة الشعبية وفتح (بين
70-80 في
المئة) في قضايا وطنية رئيسية مثل اعتراف حماس باسرائيل واستمرار
العمليات الفدائية
في الأراضي المحتلة عام 1948 والمقاومة في الأراضي المحتلة عام 1967
والتمسك بحق
العودة. وهذه القضايا يمكن وصفها بثوابت الاجماع الوطني الفلسطيني كما
تبين من
اجابات الأسئلة من الأول الى الرابع. و اللافت أنه ثمة نسبة معتبرة في
صفوف فتح
تراوح بين 20 و30 في المئة تتبنى مواقف معارضة لتلك القضايا. اذ أيد 31.4
في المئة
من أنصار فتح اعتراف حماس باسرائيل ورفض 25.5 في المئة تأييد العمليات
الفدائية في
الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقال 26.3 في المئة انهم لا يؤمنون
بحق
العودة.
وظهر الانقسام في القضايا التفصيلية التي تخص اللاجئين الفلسطينين في
لبنان. فمثلا اعتبر 45.3 في المئة من المستطلعين أن وضع اللاجئين
الفلسطينين في
لبنان سيكون أفضل بعد فوز حماس في مقابل 54.7 في المئة اعتقدوا العكس.
وهنا ايضا
يلاحظ تقارب واضح بين مؤيدي حماس والجبهة الشعبية، فيما انحازت أقلية من
مؤيدي فتح
(17.8
في المئة) الى جانبهم، في مقابل أكثرية معارضة (82.2 في المئة)، وهو عكس
ما
حصل في الأسئلة الأربعة الأولى.
وبحسب الاستطلاع، رتبت غالبية اللاجئين في لبنان
الأولويات التي ينبغي على حماس الاهتمام بها على النحو الآتي: الاصلاح
ومحاربة
الفساد، ثم تحسين أوضاع اللاجئين، تليهما اعادة بناء منظمة التحرير.
واللافت أن
مؤيدي فتح قدموا تحسين أوضاع اللاجئين على محاربة الفساد في الداخل والذي
تتهم
الحركة بالمسؤولية السياسية عنه. كما أظهر الاستطلاع أن أكثر من ثلث
المستطلعين (36
في المئة) يعتقدون بأن تحسين أوضاع اللاجئين في لبنان يهدد حق العودة،
فيما يميل
الثلثان الى العكس تقريبا. وهنا الاختلاف في المواقف بين مؤيدي حماس
والجبهة
الشعبية وفتح ليس كبيراً.
|