نداء أخير ... فهل من يكترث؟!!

ندى الحايك خزمو*

بعد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين، وبعد النشر حول الموضوع لعددين متتالين، وبعد أن لم نجد أي اذن صاغية للمناشدة لانقاذ قطعة أرض في القدس من التسريب، أصبحت الآن لدينا قناعة تامة من غير أي مجال للشك وبالدليل القاطع وعلى رؤوس الأشهاد (فكل قارئ للبيادر وللمواقع التي نشرت الموضوع هو شاهد) بأن لا أحد يكترث للقدس وما يحدث فيها.. الا نفر قليل ليس بيدهم حيلة ولا يستطيعون لوحدهم أن "يصفقوا "!!.

ما الذي يحدث يا أخوتنا ؟!! ماذا جرى لنا ؟!! ألهذه الدرجة وصل بنا الاستهتار والاهمال والغطرشة عما يحدث .. قلت لكم "بالقلم العريض" كما يقول المثل : قطعة أرض كبيرة في القدس ستسرب.. ولا حياة لمن تنادي .!! وضعتها "مانشيت " عريض، ولا حياة لمن تنادي .. وجهت خطابي للسيد الرئيس والمسؤولين.. ولا حياة لمن تنادي!! فالشمع الأحمر الذي ظننت أن الآذان أغلقت به تبين أنه ليس شمعاً بل فولاذاً قوياً لا تخترقه "رصاصات"  النداءات والمناشدات..

هل هذا معقول يا أخوتنا ؟!! والله بت لا أصدق نفسي وأنا انتظر ردة فعل قوية،  وقد توقعت أن تنهال علينا المكالمات الهاتفية ويؤم الزوار الى مقرنا سعياً لانقاذ الأرض من التسرب ، عملاً بالواجب الذي يحتم على كل فرد أن يهرع لانقاذ هذه الأرض قبل فوات الأوان .. ولكن لا حياة لمن تنادي!!

نعم تلقينا مكالمات هاتفية كثيرة تشدّ على أيدينا وتحيي كلماتنا وتطالبنا بالمواصلة في الصمود.. ولكن لم نتلق ولا حتى أي مكالمة واحدة يعرض صاحبها حل لهذا الموضوع أو حتى محاولة صغيرة ولو بالكلام لانقاذ هذه الأرض.

أقمتم الدنيا ولم تقعدوها على اليوناني الذي باع أملاك الكنيسة للاسرئيليين، وأدت هذه القضية الى الاطاحة بالبطريرك ايرينيوس لأنه تواطأ معه.. فلماذا نلوم اليونانيين عندما يبيعون للاسرائيليين ولا نلوم أنفسنا ونحن نقف موقف المتفرج أمام هذه الأرض التي ستسرب من غير أن نجد من يقف معنا في محاولاتنا لمنع تسريبها .. لا سلطة ولا أفراد ولا جمعيات ولا لجان القدس ولا غير القدس ولا...

جمعني لقاء في احدى المناسبات بعدد من المسؤولين الفلسطينيين والوزراء وأعضاء من المجلس التشريعي، تصوروا بعضهم حتى لم يشيروا لا من قريب أو من بعيد لموضوع الأرض وكأنهم لا يعلمون شيئاً،  رغم يقيننا التام بأنهم يعلمون ويعلمون ويعلمون....

أليس هذا بالمضحك المبكي ؟!! فأين كل الأصوات التي طالبت بالاطاحة بالبطريرك لأنه تواطأ في قضية بيع الأرض، أين هذه الأصوات الآن ولماذا لا نجد ولا حتى أي أذن واحدة صاغية من أصحابها لما يحدث؟!

والله عيب .. عيب هذا الذي يحدث !! لم نتوقع بأي يوم من الأيام أن نصل الى هذه المرحلة المخزية من الاستهتار والاهمال المتعمد- فلا مجال لدينا الآن للشك بأنه غير متعمد- بل هو متعمد ومتعمد ومتعمد...

هل تم بيع القدس يا سادة؟!

هل فرطنا بها ؟!

لماذا اذن ما زلتم تتغنون بالقدس عاصمة لدولتنا العتيدة بشعاراتكم الرنانة؟!

يا جماعة، أي قدس بقيت لنا.. وأية دولة لنا.. وأي عتيدة ؟!! فنحن لم نحصل بعد الا على سجن كبير وضع فيه شعبنا مثل السردين في العلبة وأغلق عليه.. لا حركة ولا خروج ولا دخول الا بأوامر منهم وبتصاريح منهم، اذا حتى أعطيت هذه التصاريح!!.. 

لماذا تطالبون الآخرين بالوقوف معكم للدفاع عن القدس ما دمتم أنتم لا تدافعون عنها، ولا حتى تكترثون لها ولا لمواطنيها ولا لمقدساتها ولا لأي شيء يتعلق بهذه المدينة المقدسة..

مرة أخيرة أناشد المسؤولين ، فلن أعيد هذه المناشدة مرة أخرى  : قطعة أرض كبيرة في القدس ستسرب !! أنقذوها يا سادة قبل فوات الأوان، وقد قرب جداً ولم يعد باستطاعتنا حمايتها أكثر من ذلك !! والا فلتصمت جميع الأفواه التي ستفتح فاها عندما تحدث الكارثة، وأية كارثة أكبر من أن نكون علمنا وفرطنا باهمالنا واستهتارنا وعدم اكتراثنا .

وصدق المثل القائل "  ومن رعى غنماً فى أرض مسبعةٍ ونام عنها تولى رعيها الأسدُ".. فالأسود تتربص بنا وبأرضنا وبمقدساتنا وبكل شيء ونحن ماذا نفعل سوى النوم والتغاضي .. بل لقد سلمناها للأسود لتنهش بها وتقضي على كل قطعة فيها!!

هذا ندائي الأخير أوجهه لمن يكترث.. وآمل أن أجد من يكترث.. والا فعلى القدس السلام..

اللهم اشهد أني قد بلغت ..

* كاتبة ومحررة في مجلة البيادر السياسي

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع