لقد أسمعت لو ناديت نزيها ونظيفا، لا
مستوزرا
بقلم:
حمدي فراج *
يعود
النائب الجريح نبيل عمرو للكتابة من جديد في (صحيفته) الحياة الجديدة، بعد
ان برأ جرحه من رصاصات الدمدم، الاثبات الوحيد واليتيم من أن الاحتلال هو
الذي اطلقها عليه، فلا أحد من ابناء الشعب، الذي يكتوي بنار هذا الاحتلال
يصدق الفرية، التي صدقها فقط أولئك الذين صادقوا الاحتلال وصفقوا معه صفقات
لها اول وليس لها آخر، بما في ذلك صفقة الاسمنت رحمها الله.
النائب
الجريح برأ من رصاصات الدمدم، لكن لا أحد يعرف ان كان يستطيع أن يبرأ من
التقارير التي أطلقتها عليه لجنة ما يسمى بالرقابة، والتي تزامنت مع اطلاق
رصاصات الدمدم، من اختلاسات وصفقات ومحسوبيات لأولاده ومطبعة جريدة الحياة
... الخ، فتتزامن رصاصات الاحتلال مع تقارير لجنة الرقابة.
النائب
يكتب مقاله الأول في الصفحة الثالثة، بعد أن كان يكتبه في الصفحة الأولى،
ولا أحد يعرف متى سيكون المقال في الصفحة الرابعة، ثم بعد ذلك ولا في أي
صفحة، فالجريدة كما هو معروف جريدتهم، وهم (أحرار) في تحديد من هو المسموح
له ان يكتب، ومن هو الممنوع ان يكتب، وبالطبع ماذا يكتب وكيف يكتب.
وبالمناسبة فكل وسائل الاعلام وسائلهم، أليست هي السلطة الوطنية التي حررت
البلاد من نير الاحتلال؟ وهي التي منحت التراخيص، وهي التي تمول وتشتري
وتوظف وتقبّض؟ أما الذي لا يلتزم فمصيره معروف ...
المقال
ألاول للنائب جاء تحت عنوان (دعوة الى يقظة جديدة لمؤسساتنا) رغم انني لا
أشك في نباهة النائب، من ان ليس هناك يقظة جديدة ويقظة قديمة، هناك يقظة،
او نوم، يدعو فيها المجلس التشريعي للقيام بدوره وواجبه، وهو لا ينسى طبعا
انه احد اعضائه، ووزيرا سابقا في حكومتي ياسر عرفات عندما كان وزيرا لما
يسمى بالشؤون البرلمانية الخاربة حيث موضوع مقالته تدلل على صحة ذلك ،
ووزيرا للاعلام في حكومة ابو مازن، وحال الاعلام (حدّث ولا حرج) كما
أسلفنا.
يقول
الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي، الحالة التي
تنطبق على مجلسنا التشريعي الذي حكم ضعف فترته المفترضة، ينطبق عليه: لقد
أسمعت لو ناديت نزيها نظيفا، وسأقول كيف:
من بين
88 عضوا في هذه المؤسسة اليكم فيما يلي السادة الوزراء، عفوا معالي السادة
الوزراء: احمد قريع، حنان عشراوي، زياد ابو زياد، أميل جرجوعي عضو لجنة
تنفيذية، وصائب عريقات ومتري ابو عيطة وصلاح التعمري واحمد الديك وحكم
بلعاوي والطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، وماهر المصري وغسان الشكعة عضو
لجنة تنفيذية، وفايززيدان وزير الطيران السابق، لكنه ظل برتبة وزير، وجمال
الشوبكي ونبيل عمرو ورفيق النتشة وعلي القواسمي عدا عن عباس زكي وعبد
الجواد صالح وقدورة فارس وجميل الطريفي و حكمت زيد وعزام الاحمد.
اما من
قطاع غزة: يوسف ابو صفية، هشام عبد الرازق، عبد الرحمن حمد، كمال الشرافي،
عماد الفالوجي، نبيل شعث، جواد الطيبي، حسن عصفور، عبد الكريم ابو صلاح،
فريح ابو مدين، سعدي الكرنز، روحي فتوح (رئيسا للمجلس)، عبد العزيز شاهين،
ناهض الريس، انتصار الوزير، رياض الزعنون، زياد ابو عمرو.
يكون
العدد الاجمالي من وزراء تشريعيين 40 عضوا من اصل 84، لأن أربعة توفاهم
الله.
وآمل ان
لا يفهم أحد أن الفساد حكر على الوزراء، بل هناك تشريعيون ليس لهم من هم
الا تشريع الفساد، تماما كما ان هناك وزراء ناهضوا الفساد دون نجاح.
* كاتب
صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم.
(أمين) |