بسم الله الرحمن الرحيم

 في موضوع مروان جدل ودجل

 آه آه آه ياوطن  ..... اطلقت هذه العبارة قبل سنوات وبعد دخولنا الى الوطن

عام 94 ولكنها كانت آه واحدة ... اما اليوم فاقولها الف مرة

نعم ورغم اني متفائل وتفائلي نابع من ثقتي وايماني بالمولى الذي يرعى عباده وان فلسطين وشعب فلسطين في حماه  مهما يتعرض له 

من اهوال فالله تعالى يحفظ لكل مظلوم حقه وعدله ثابت مهما استفحل الظلم 

نهم آه آه آه يا وطن وكم انا مندهش لما يجري في الساحة  الفلسطينية حول الانتختبات ... ويا ليت حول الانتخابات بل على موضوع الاخ مروان

الذي اصبح حديث الساعة والدقيقة واليوم والشهر واخشى.... ان يصبح حديث الدهر

واذا كان الاخ مروان قد خطط وهو في زنزانته الصغيرة ان يخرج الى الحرية من خلال ما طرحه فانا اقول ان مروان قد نجح ورغم القيود والزنزانة واسوار السجن ان ينطلق الى ارجاء الوطن لا بل يخترق الحدود ليصل الى كل الدنيا وعبر الفضاء

نعم ان مروان البرغوثي قد حقق ما هو اكثر من الحرية ولو خير بين خروجه من السجن وبين ما جرى من صدى لاختار الصدى و البقاء في زنزانته

ولاقول اكثر من هذا ان ما تحقق لمروان لحد الآن هو اكثر من الاحتفالات التي كان يمكن ان تقام له في حال خروجه

وكيف لا والحديث يدور سواء فلسطينيا او عربيا او خارجيا واصبح عنوان الاحاديث   بعد ان كان مروان خارج الاذهان

فلا تفتح محطة فضائية الا وترى خبرا عن مروان او ندوة عنه او تقييما له واصبح يتصدر عناوين الاخبار في الصحف والمجلات

ولا ننسى الاستفتائات والحوارات وغيرها

فمروان اذا كان قد خطط في ترشيحه للانتخابات فانا اعتقد انه لم يكن يريد ان يكون رئيسا في هذه المرحلة , واي ذكي لا يقدم على هكذا عملية شبه  انتحارية  ولا اقول الترشيح بل اعني الوصول الى رئآسة السلطة , لانه يعرف تماما ان استحقاقات الرئآسة ليست كاستحقاقات الحركية العليا او اللجنة المركزية والتي اعتقد انه ضمن عضويتها    

وهو يدرك تماما ان ما طرحة من برنامج وطني يحظى بدعم وتأييد الناس ويمكنه من النجاح ولكن هل يعتقد انه سيحظى برعاية جيدة في سجنه الجديد في المقاطعة !!!  

فالرئيس الراحل ياسر عرفات ورغم ما كانت امريكا و اسرائيل تتهمانه من اتهامات وتسميانه من مسميات الا انه  كان يقول الثوابت .. الثوابت ولكننا لم نسمعه يقول : المقاومة المقاومة , ولم نسمعه يقول كتائب الاقصى هي الذراع العسكري لفتح والاكثر من ذلك كان يستنكر ويشجب بعض  العمليات و اصدر اوامر واكثر من مرة الى وقفها  , وكان مجمل لغته وخطابه  السلام والتفاوض ومباركة خارطة الطريق وحتى وثيقة جنيف لم يتطرق لها ولا للقائمين عليها , ورغم هذا فالراحل الكبير رحل وهو يحمل كل اغصان الزيتون ... فكيف لاخانا مروان ان يصدق او يعتقد انه سيكون على راس سلطة تتعامل مع الظروف الدولية والاقليمية وقد طرح شعار المقاومة كعنوان لبرنامجه ناهيك عن البنود الاخرى

فمروان وكما اسلفت   فتح بابا  كان شبه مغلقا  وهو يرى هذا الانجاز السريع في تسلم الصلاحيات وترتيب البيت الداخلي واتخاذ الاجرائات في المواضيع الكبيرة ودون الاخذ برايه او استشارته ولا حتى التلميح له  !!! قام بقرع الجرس  ودخل العالم من اوسع الابواب وكرس واقعا كان يحاول البعض اغفاله حسب اعتقاده ... ليقول للناس : انتبهوا جيدا  صحيح انا اسيرا وهناك الآلاف غيري من المناضلين ولكن فلسطين ان غاب عنها الرقم الصعب فهذا لا يعني ان الموضوع انتهى !!! فانا الرقم الصعب الجديد  ... هكذا تخيلت الامر لاني لا اجد اي تفسير الا هذا  واخونا مروان حر في اعتقاده وهو يسعى لتحقيق طموحه وهو طموح مشروع لاي انسان وخاصة في مكانته  

وكانت فرصة تاريخية لمروان ان يثبت نفسه على الخارطة السياسية الفتحاوية والفلسطينية لو لم يبالغ في اقتحام الاخطار وتوقف عند الخطوة الثانية حين اعلن عن عدم رغبته في ترشيح نفسه , ولكنه ولا ادري لحكمة منه او غير ذلك فتح معركته الاخيرة التي لم يكن لها برأيي صفة الاستعجال والتي كان بالامكان فتحها في مراحل اخرى في المستقبل وخاصة ان هناك مستجدات ممكن ان تطراء تستوجب له فتح معركة هنا وخرى هناك  ان صح التعبير , واعتقد ان الخطوة التي قام بها الاخ مروان في سحب ترشيحة لم تؤتي ثمارها كما يجب او كما كان يعتقد فاقدم على الخطوة الاخيرة والتي كما قلت احدثت  ضجة ضخمة وجدل كبير    

لقد عاش شعبنا الفلسطيني ازمة احدثتها مسألة ترشيح الاخ مروان وخاصة حركة فتح التي اجمعت لاول مرة على مرشحها , وبغض النظر عن رأي الناس

 وما قيل ويقال الا ان هدوئا نسبيا تجلت به الساحة الفلسطينية بعد مصابها الكبير في زعيمها الراحل , وقالت الناس لننتظر ونرى ما سيكون من امر هذه القيادة القادمة , فان قدمت شيء وتقدمت بنا الى بر الامان اهلا وسهلا وان كان عكس هذا فلكل حادث حديث فشعبنا لم يبداء مع شخص ولم ينتهي مع آخر وقضيتنا قضية تاريخ وحضارة ومستقبل لا يحددها راي شخص واحد مهما كان ولو نزل من المريخ

وان ما بدا من حوارات حول ترشيح الاخ مروان نفسه هو امر صحي وجيد اما ما سمعنا ورأينا من مهاترات وتصريحات  من اكثر من شخص كانت بمثابة   صب البنزين على النار , واذا كان لبعض الذين هاجموا الرجل لمئآرب أخرى وغير موضوعية  فبرأيي انهم عززوا مكانه  مروان اكثر وخاصة عندما يصدر الكلام من اشخاص نعرفهم جيدا ونعرف تاريخهم وحاضرهم وحتى مستقبلهم !!!! وعجبي على بعض  رفاق  مروان الذين كانوا يطلون علينا بطلعاتهم البهية ويصدحون وكانهم ينشدون النشيد الوطني  ذو الكلمات المعروفة المحددة ., وكان مروان بحاجة الى اسطوانة تردد اسمة وتعرف تاريخ نضاله وبطولاته , واقول لهؤلاء الاخوة والذين احبهم وهم ايضا وعلاقتي بهم ممتازة , لا يا اخوتنا ليس هكذا تدار الازمات وصدقوني انكم لم تقدموا لمروان ما يساعده على الخروج من هذه الازمة على الاطلاق بقدر ما( كبرتموها في رأسه)   حيث اجتمع الجدل والدجل في آن معا وكنت ارى في بعضها كاطفال يتشاكسون ويتجادلون في حديث لا يصل الى نتيجة , وجاء هذا في مقابلات على الفضائيات وانا ارى احد الاخوة يقول ان مروان وجد في ان هناك مؤآمرة بعد غياب ابا عمار... وان هناك صفقة وغير ذالك ,!!! هنا اجد نفسي أسال : وهل هذا الشعب العظيم مغفلا لهذه الدرجة حتى تمر عليه مثل هذه الامور؟ وهل الاطر الحركية انتهت وما عاد لها وجود !!! وهل فقط الاخ مروان هو الحريص على قضية فلسطين ؟ واذا لم يرشح نفسه ستنتهي القضية ويباع الوطن ؟ ومعظم الاحاديث التي جرت  كانت احاديث بيزنطية فارغة وكم اعجبني احد المسؤولين الذي ظهر في برنامج على الجزيرة وهو يتحدث بمسؤولية وقال ان مروان مناضل وله ما له وعليه ما عليه , وهو عضو اصيل في حركة فتح لا يفصل منها ورغم انه اخطاء وقال نعم مروان اخطاء  ...ولم يبالغ في كل ما قله وبعيدا عن الدجل الممجوج   وهنا وجدت فيه  من يحب مروان بحق  ( فالمثل يقول صديقك من صدقك وليس من صدقك )

ان الحديث الذي دار حول موضوع ترشيح مروان من بعض الاخوة تطرق الى موضوع العمل السياسي حيث نوه البعض على قدسية الثوابت الفلسطينية واستمرارالمقاومة وحق العودة وغيره من الامور ,  بدر الى ذهني عدة اسألة منها : اولا: اقول ايها الغيورين على الثوابت هل وثيقة جنيف تحدثت عن الثوابت ام انها عكس ذلك ؟ الم يكن هناك قيادات فتحاوية ومن المقربين منكم في الوفد ؟ لماذا لم نسمع صرخاتكم حينها ؟  ام ان هناك ما هو محلل لمن تروق لهم الامور

ثانيا: بالنسبة لخطاب العقبة الذي جميعنا استهجناه هل سمعتم اي ادانه من الرئيس الراحل حوله ؟ وهل كان لابو مازن ان يتصرف بشيء خارج عبائة المرحوم ابا عمار ؟ او حتى وثيقة جنيف من هو ياسر عبد ربه حتى يتفرد بموضوع خطير مثل هذا ؟

ايها الاخوة : دعونا من الدجل المغلف بالجدل  وآن الاوان ان نسمي الاشياء بمسمياتها وما عدت احتمل كلمة خائن التي هي سهلة على اللسان وما اثقلها في الميزان ,واذا كانت هذه الصفة تنطبق على اي شخص سواء في اللجنة المركزية او في اي اطار ومازال يحكم ويرسم  فنحن حركة وهمية لا نستحق البقاء

والامور تقاس بما يقع على الارض وليس بما يقال , فما جرى ويجري ما هو الا ظروف طارئة استوجبتها غياب من كان يمسك بكل الخيوط ,

اليس الاولى لمروان وهو في سجنه وهو يحمل كل صفات الطهر والنبل ان يبقي على هذه الحالة وينتظر كبقية شعبه ولا يدخل في لعبة خطيرة كهذه ويستفيد من سجنه ويتأمل ويفكر ويخطط للمستقبل حتى ياتي الله بفرج قريب ان شاء الله ... ويكون لكل حادث حديث !!!!

ملاحظة : قرات تعليقات كثيرة على مقالتي الاولى ومنها من قال لماذا ركزت على الاخ مروان ولم تشر الى البلاوي والمفاسد في اجهزة السلطة , وفقط للتوضيح اقول لكل من تسائل : لقد كتبت اكثر من هذا وانا على رأس عملي في السلطة وتحدثت عن رشوات وعمولات وبيع وشراء وتزوير وذكرت اشخاص باسمائهم كانوا وزراء , وقد تم فصلي من عملي !!! ان ما كتبته في مقالتي السابقة تحت عنوان رسالة الى مروان البرغوثي ما كانت الا من اجل ايضاح ما يمكن من امور واخطاء ليضعها الاخ مروان في حساباته ولا يهملها وجل من لا يخطيء  وهي من اجل الاستفادة من بعض  الاخطاء التي ربما كان يعتقد انها صوابا , ورحم الله الخليفة عمر بن الخطاب لذي قال من رأى في اعوجاجا, وليعذرني الاخوة على صراحتي  فهذه رسالتي التي لن اتخاذل او اتراجع عنها  ما دمت حيا !!!!

 

العميد منذر ارشيد  10-12-2004   

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع