إكرام الرئيس دفنه
بقلم:عبد الله عيسى
كتب الزميل حافظ البرغوثي مقالا يروي فيه قصة لطش حقيبة الرئيس الراحل أبو
عمار من قبل أحد مساعديه .وانشغل زميلنا في تحليل طويل عريض يتحدث فيه عن
مصير الحقيبة التي كان بها نحو مليون دولار .
ولكن مقال البرغوثي يجعلنا نتساءل:أين اختفى مساعد الرئيس الراحل أبو عمار
بما لطشه من أموال في الشنطة ومن قبل الشنطة رغم أننا سمعنا بأنه عين وكيلا
لوزارة في السلطة وتم التراجع عن قرار التعيين .
والسؤال الثاني:أين مليارات الدولارات وليس الملايين التي اختلست باعتراف
تقرير هيئة الرقابة العامة وتقرير المجلس التشريعي منذ إقامة السلطة وحتى
الآن ؟!.
وهل المشكلة الوحيدة ووجه الفساد الوحيد هو سرقة حقيبة بها مليون دولار؟!.
والسؤال الأهم:أين انتهى التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل أبو عمار ولماذا
جعل زميلنا حافظ حكاية المليون دولار اكثر أهمية من حياة الرئيس الراحل .
وأين التحقيق الذي قامت به أجهزة الأمن الفلسطينية في ظروف اغتيال أبو
عمار؟
ولماذا حملنا فرنسا المسؤولية ولم نحمل المسؤولية لمن كان بالمقاطعة مع
الرئيس أبو عمار ليل نهار و لماذا لم يتم التحقيق مع كل من تواجد هناك سواء
أكان كبيرا أم صغيرا؟!.
ولماذا رفعت السلطة شعار:"إكرام الرئيس دفنه"بعد أن طالب وألح د.الكردي
بتشريح الجثة وقال علنا في فضائية العربية والجزيرة يستصرخ السلطة:"يا ناس
دعوكم من فرنسا الآن.. جثة الرئيس تحت تصرفنا فلنشرحها لمعرفة أسباب
الوفاة".ولم تفعل السلطة شيئا سوى استبعاد د.الكرد ي.
ولماذا تقوم السلطة الآن بإلقاء قرارات الرئيس الراحل في سلة المهملات بعد
أن أعلنت بان كل قرارات أبو عمار مقدسة؟!.
أسئلة مشروعة ومن حقنا معرفة الإجابة عليها ولا سيما أننا نرى قراراته ترمى
في سلة المهملات وفي وزارة المالية تحديدا .
فما هي الحكمة من وقف قرارات الرئيس الراحل بدعم الجمعيات الخيرية وبأثر
رجعي والإبقاء على دعم الفصائل كشاهد زور في الحوارات.
الجمعيات الضعيفة تصرخ نتيجة هذه القرارات التعسفية رغم أن هذه المعونات
البسيطة التي تتلقاها الجمعيات لاتعادل منحة مالية تقدمها السلطة لمرافق
مسؤول كي يتزوج حضرته من حضرتها .
أي أن الفساد انحصر في حقيبة أبو عمار والجمعيات التي لاحول لها ولا قوة
فاستأسدت السلطة عليها وحملتها أوزار الفساد والمواطن يرى بالعين المجردة
الأموال المنهوبة والشركات الضخمة والسيارات والفلل والسفريات والكذب
والدجل والاونطة والتهليب .
ولماذا لم تفعل السلطة كما فعلت أجهزة الأمن المصرية بعد اغتيال السادات
عندما جرجرت كل من له علاقة من قريب أو من بعيد بعملية الاغتيال حتى انحصرت
الشبهات ولم نسمع عن اعتقال أي مواطن بشبهة اغتيال عرفات .
ولماذا لم تفعل السلطة كما فعلت أي دولة في العالم تعرضت لجريمة اغتيال
فجرجرت كل من يشتبه بعلاقته بالحادث كما حصل في لبنان بعد اغتيال الحريري .
ولماذا يستقيل كبار مسؤولين في لبنان على خلفية اغتيال الحريري " رغم انه
رئيس وزراء سابق" ولا يستقيل مسؤول فلسطيني واحد .. بينما خرجت فتاوي عن
أناس مقربين من عرفات تقول بان السم الذي تعرض له الرئيس الراحل بالإشعاع
عن طريق أجانب زاروا المقاطعة وعن بعد ..محاولات مكشوفة ومضحكة مبكية
وأفلام كوداك لابعاد الاتهام عن المتهمين الحقيقيين .
وعندما تقوم السلطة بفتح تحقيق جدي في ملف اغتيال أبو عمار وتبدأ اعتقالات
فعلية وليست إعلامية تشمل المشتبه بتورطهم بعملية الاغتيال وباعتقال
الفاسدين ومحاسبتهم وبإنصاف الشرفاء والاستئساد على البلطجية وليس على
الضعفاء ..عندها فقط نشعر بان أبو عمار غاب ولم يمت وأننا دولة تحترم تاريخ
شعبها ونضاله وتكرم هذا النضال بدل لعبة توزيع المناصب على من لا يستحق . |