حاجز حوارة يكشف عورة راس السلطة |
نضال حمد
www.safsaf.org
بينما كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس متوجها إلى مدينة نابلس وبرفقته مجموعة من مساعديه، بالإضافة لنائب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور ناصر الدين الشاعر. قامت دورية من الجنود الصهاينة بتوقيف موكب عباس ومنعه من مواصلة سيره إلى نابلس. حيث ابلغ الجنود الصهاينة عباس انه يستطيع دخول نابلس هو ومن معه باستثناء نائب رئيس الوزراء الدكتور الشاعر.
ما الذي حصل بعد ذلك ؟
سار موكب عباس نحو نابلس أما الشاعر فقد أرغم على مغادرة موكب عباس والتوجه سيرا على الأقدام إلى الحاجز مثله مثل كل الناس. في ذلك الوقت كان الطيب عبد الرحيم مدير مكتب الرئاسة في السلطة يقول لبعض الشبان الفلسطينيين الواقفين على الحاجز اتصلوا بحماس وبلغوهم ان الشاعر موجود هنا.. ألهذا الحد أفلس مكتب الرئيس؟ لحد أن لا يقوم مديره بنفسه الاتصال بحماس وإبلاغها بذلك. يجوز ان الخجل والحياء منعاه منذ لك.. فماذا عساه يقول لهم ...
نزل الدكتور الشاعر وبقي هناك مع أهله وناسه،هذا لا يعيبه، بل يزيده احتراما وشرف وكرامة وانتماء للذين منحوه أصواتهم في الانتخابات. أما الرئيس ومساعدوه في حال استمروا على هذا الحال، فالانتخابات القادمة سوف تنقلهم إلى التقاعد .
معروف انه لا يمكن لأحد الدخول إلى المدينة عبر حاجز حوارة المذكور ، فقلائل فقط هم الذين يبتسم له الحظ فيسمح لهم بعد ساعات من الإذلال والامتهان بعبور حاجز حوارة السيئ الصيت والسمعة. والمشكلة ليست في ترجل الدكتور الشاعر ووقوفه في الطابور مع أبناء شعبه ينتظر دوره لدخول مدينة جبل النار المحاصرة منذ بدء الانتفاضة الثانية. لكن في عدم اكتراث رئيس السلطة ومن معه من عتاريس سلام الشجعان. فعباس نفسه كان قبل أسابيع قليلة تعرض لحادثة مماثلة. فكيف يقبل هنا على حاجز حوارة ان تفرض عليه ثلة من الجنود ما تراه مناسباً وأن تجبره على التوقف وإنزال نائب رئيس الوزراء من موكبه دون ان يعترض على ذلك أو يحتج. وهو الذي رفض هناك وعلى حاجز آخر قبل فترة بسيطة مواصلة السير ما لم تسمح دورية مماثلة لمرافقه بمواصلة السفر معه. فهل مرافق فتحاوي مع أبي مازن أهم من نائب رئيس وزراء حمساوي انتخبه الناخب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع وبطريقة ديمقراطية؟ على كل حال نتمنى أن تتبع فتح في مؤتمرها العام القادم تلك الطريقة الديمقراطية الحقيقية في الانتخابات كي تتمكن من الخروج من مغارة أهل الكهف. فقد طالت الظلمة في فتح ولم يعد هناك من مسيرتها المنيرة سوى النفق المظلم الطويل الذي كان يراه الرئيس الراحل ياسر عرفات، ويقول ان الضوء في نهايته. يبدو ان الظلام سيد النفق ولا نهاية ولا ضوء يلوحان في الأفق. فمع هكذا رئيس يجبر نائب رئيس وزراءه على الترجل من موكبه وتركه عند حاجز احتلالي، ومواصلة السير، لا يمكن ان نرى بريق أمل بفلسطين محررة او مستعادة، بل سنراها مجزأة ومسلوبة ومنهوبة ومقطعة الأوصال وغابة من بنادق في رام الله وغيرها ، بنادق لا نراها عند وصول الاحتلال، بل تخرج بعد خروجه لتقتحم مقرات السلطة الفلسطينية وتعبث بها وتدمرها وتختطف نواب منتخبون. أين كان هؤلاء الأشاوس ؟ أين كانوا يوم وصل الصهاينة إلى بيت محمود عباس وقتلوا هناك مناضلين من كتائب شهداء الأقصى. ليس كل السلاح الفتحاوي سلاحا فلسطينياً يعمل لفلسطين، هناك جزء منه يعمل للذين يدفعون الثمن ومقابل الخدمات. وهذا السلاح هو الذي عبث في رام الله مؤخراً وهو الذي يعبث في غزة ليل نهار. وعلى الشعب الفلسطيني توجيه أصابع الاتهام للمسئولين عن ذلك. وعلى الشعب الفلسطيني سؤال الرئيس محمود عباس وكذلك فتح عن سر صفقة السلاح الأمريكي التي وصلت لقوات امن الرئاسة عبر الأردن وبموافقة إسرائيلية؟ وأين سيستعمل امن الرئاسة هذا السلاح.. وهل سيستعمله في الدفاع عن الشعب الفلسطيني والسيادة الفلسطينية ؟؟ نشك في ذلك ، فعباس في محاضرة له في معهد نوبل للسلام جرت قبل عدة أسابيع وكنت حاضرا فيها قال أنه يريد الدعم والأموال لبناء جهاز امن يستطيع حماية التزاماته الموقعة مع إسرائيل. وهذا السلاح المدفوع ثمنه من دول مثل النرويج والسويد وفرنسا وبلجيكا وغيرها لن يخدم الشعب الفلسطيني ولن يحميه بل قد يستعمل ضده في الأزمات والأوقات الجهنمية. على شعب فلسطين ان يفكر جيداً بمستقبله فالرئيس الذي يتخلى عن وزرائه ويسلح أجهزة أمنه لحماية الاتفاقيات مع المحتلين لا يمكنه صيانة ولا حماية الوطن والقضية والحقوق
والسيادة.
|