حكومة ظل فلسطينية خروج من المأزق أم خروج عن الديمقراطية ؟!
....ماذا بعد
هنية.......

بقلم / م . سميح خلف
منذ فوز حماس بانتخابات المجلس التشريعي ومن ثم تشكيلها للوزارة توالت الضغوط على حماس على المستوى الذاتي الفلسطيني والاقليمي والدولي واذا كانت تلك الضغوط تطمح لتطويع موقف حماس للأوراق الأمريكية الضاغطة سياسيا على الواقع الفلسطيني والطموح الوطني تلك الضغوط التي لا يقبلها فلسطيني وفي أي اطاركان
، لقد اتخذت تلك الحملة الشعواء على حماس بل هي في جوهرها على الشعب الفلسطينى وعلى خيار الشعب الفلسطينى وسائل عمليات العزل والتجويع والحصار .
منذ عدة أيام مضت صرح متحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن أميركا ليس في نيتها قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني بل ستختار القنوات اللازمة لايصال هذه المساعدات بل صرح ايضا متجدثا باسم البيت الابيض الامريكي بان واشنطن ستزيد من مساعداتها للشعب الفلسطيني الى 300مليون دولار ولتضع بهذا الخطاب الموجه لعملية الترغيب والترهيب مكانا وموقعا تفرض نفسها على اليات الممارسة الفلسطينية ولتكون قوة ضاغطة في ايدي دعاة التغيير في برنامج حماس والتحول لقضية الاعتراف باسرائيل في حين ان الجانب الفلسطيني على مدار 10 سنوات لم يتحصل على أي استحقاقات وطنية من الطرف الاخر بل هناك المزيد من حرق للاوراق الفلسطينية التي دخلت في عملية سلام الشجعان ومزيد من الخطوات احادية الجانب ونية الاحتفاظ 60 0/0 من اراضي الضفة مشروع السلام الذي انهته اسرائيل بقيامها بتصفية قائد الشعب الفلسطي ورئيس السلطة وقائد عملية سلام الشجعان
ومن شواهد الأحداث والمتغيرات السياسية على طبيعة تشكيل السلطة الوطنية وعملية التارجح في قواعد واسس الصلاحيات بين الرئاسة والوزارة منذ عهد الرئيس ابو عمار والتي خضعت لمعايير الاملاءات والضغوط الامريكية وما اتخذته الرئاسة من عدة قرارات بسحب بعض الصلاحيات من الوزارة الفلسطينية لصالح الرئاسة وآخرها تعيين الأخ أبو شباك مديرا للأمن الداخلي وتابع للرئاسة وما تم التصريح عنه من خلو الخزانة الفلسطينية من أي أموال كل هذه الاتجاهات تقول أن أميركا تتجه في سياستها لدعم مؤسسة الرئاسة على حساب الوزارة التي شكلتها حماس وهذا في منتهى الخطورة ومتجه نحو فلسطنة الصراع التي لم تستطيع اسرائيل تحقيقه .
وجميع الشواهد تدل على أن هناك حكومة ظل بدت تتشكل تابعة لمؤسسة الرئاسة أعتقد ومن جانب الاستقراء أنها ستكون بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية عمليا بل يمكن أن تتحدث باسمها أيضا وكل ما يقال عن تفعيل منظمة التحرير هي عبارة عن أقاويل لفك بعض الأزمات مرحليا فليس مطلوب أميركيا تفعيل منظمة التحرير الفلسطيني في هذه الآونة الا اذا نضجت الظروف لمناخ سياسي يقدم ورقة سياسية بأهواء النظرة الأمريكية والتي توازي زمنيا تشكيل الوزارة الاسرائيلية فكل ما تتعرض له الوزارة الفلسطينية الآن مقدمات لاسقاطها واحلال النموذج الرئاسي سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا .
تسمى تلك اللعبة لعبة الموت اذا لم يكن هناك انسجام برمجي بين مؤسسة الرئاسة والوزارة الذي يمكن أن يفرز موقف اختراق للمنظومة الدولية الامريكية وليصب لصالح الشعب الفلسطيني وأهدافه أما النوايا الأمريكية والاسرائيلية والأوروبية والتي لها نظرة العبث في الشأن الفلسطيني فأميركا لا تريد أي انجاز للشعب الفلسطيني وها هي أميركا تقوض مفهوم الديمقراطية بل تريدها ديمقراطية عراقية مليئة في طياتها بتوجهات الانقسام والتشرذم في الواقع الفلسطيني والدماء أيضا فأميركا تريد أن تفرض الورقة السياسية ولو على حساب بحر من الدماء الفلسطينية الفلسطينية وهذا ما يجب أن يتيقظ له كل من هو سائر في غوغاءه فالصلاحيات التي سحبت من أبو عمار رحمه الله بالضغط الأميركي والاقليمي والداخلي وتحت شعار نموذج الدمقرطة في الرئاسة ولصالح الوزارة في ذاك الوقت تعود مرة أخرى للرائسة .. يا للعجب الأمريكي الذي ينم عن عدم مصداقيية في الموقف الأميركي والنية الغير الحسنة تجاه الشعب الفلسطيني .
واذا كنا متفقين مع برنامج حماس ونهجها أو مختلفين معه فلا يمكن أن يناقض الشعب الفلسطيني نفسه أو تخضع مواقفه للابتزاز والتحايل فالخطة الأمريكية الاسرائيلية تهدف الى :
1/
اثارة الانقسام والبلبلة والفرقة في المجتمع الفلسطيني تحت ذريعة الصلاحيات والامكانيات للرئاسة واجهاظ نفوذ وصلاحيات الوزارة .
2/
تحويل القضية السياسية والاستحقاقات الوطنية الفلسطينية الى أوراق متناثرة يومية تحت البند الانساني وقضيية الرواتب ومن لديه من امكانيات أكثر لاستيعاب الشارع الفلسطيني .
لقد ارتضى الرئيس أبو مازن بالعمل الديمقراطي على الأرض وكان يعلم وجميع القوى تعلم بما فيها أطر حركة فتح بأن الأخيرة ستخسر في الانتخابات التشريعية بما أعطته من نتائج أولية عملية الانتخابات البلدية من مؤشر ولم يفاجأ أحد في اعتقادي ولو عمل المهتمين بالقضايا الفتحاوية سواء كانت قوى ذاتية أو اقليمية أو دولية بصدق وخيار الأمن للجميع وبناء على نظرة بوش الغير صادقة لحل الصراع لفازت حركة فتح في الانتخابات وكان لا يمكن أن تحدث الأزمة السياسية والتنفيذية في السلطة الوطنية ولكن دمروا أطر حركة فتح في أكثر من صوب واتجاه وفي اعتقادي الثابت بأن المطلوب هو تدمير أي كيانية سياسية أو نضالية في الشعب الفلسطيني أي تفريغ الشعب الفلسطيني من قواه الذتية المناضلة سواء في حركة فتح او حماس وأريد أن أوجه سؤال لكل من هم يساهمون في حصار حماس واسقاط وزارتها :
ماذا تتخيلون في الواقع الفلسطيني بعد اسقاط وزارة حماس جبريا أو طوعيا ؟ ..
انني لست متفائل باجابة ايجابية لهذا السؤال فاذا حدثت الواقعة هذه فانها لن تبقي وهذا ما تريده اسرائيل وأميركا للشعب الفلسيني والكيانية الفلسطينية على غرار التجربة العراقية الدموية فحماس فصيل لا يمكن تجاوزه على الأرض وباي حال من الأحوال وكذلك حركة فتح وبتجربتها الطويلة لا يمكن تجاوزها أيضا على الأرض ولا يجوز التصعيد والتحريض ليقف الفصيلين في واقع مواجهة تحت بند صلاحيات الرئاسة وصلاحيات الوزارة .
ومن الذي يقول أن الفتحاويين يعملوا على اسقاط حكومة حماس ؟
ومن الذي يقول أن فتح بعراقتها وأصالتها النضالية يمكن أن تقف أمام برنامج نضالي فلسطيني مقاوم ؟
فتح مازالت مغيبة ونشطائها مازالوا مغيبون ومؤتمرها الحركي مازال قرار انعقاده في الأدراج وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية وانني أستطيع القول من الخطورة أن تتحول القضية النضالية للشعب الفلسطيني الى نقطة خلافية بين الرئاسة والوزارة وتقحم فيها حركة فتح وكذلك الى نقطة استجداء لا تخلو من الاستجداء التسولي الانساني الذي يحكم فيه القوي قبضته على الضعيف .
وللذكرى عندما سألنا الاخوة في القيادة الفلسطينية الفتحاوية أين أموال حركة فتح وخزانتها التي أقصيت من فعاليتها لخدمة الأطر الفتحاوية المهلهلة الآن .. قالوا لنا أن رصيد حركة فتح بكاملة حول لخزانة السلطة ودعما للسطلة وها هو وزير المالية الآن يعلن أن خزانة السلطة فارغة .. اذا أين ذهبت اموال فتح واستثماراتها...... اموال حركة فنح ذهبت ؟؟!! .. وهل حولت وسحبت من أماكنها لصالح مؤسسة الرئاسة أما فتح تبقى عارية المنكبين .
مسار خطير تتجه فيه الامور ويتجه فيه العبث الأمريكي ليهدد التجربة الفلسطينية برمتها والاستحقاقات الفلسطينية بكاملها .. فهل يعي الشعب الفلسطيني خطورة هذه المرحلة وتداخلاتها وتفاعلاتها التي تنذر بالخطر .. بالتأكيد أن الشعب الفلسطيني صاحب التجربة العظيمة يعي كل الأمور وفي اعتقادي وفي مجال التنافس على حركة فتح أن تعيد حساباتها السياسية وعلاقتها مع الجماهير لتتبوء التجربة الفلسطينية بكل شرف وأمانة شرف البندقية والشهداء والرمز لتكون عملية التغيير مطلب شعبي وليس ناتج عن عمليات قيصرية وضغوط واملاءات خارجية هذه هي حركة فتح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتآمر على ذاتها ولا على أهدافها ومبادئها وتحت أي ذريعة .
 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع