تحية لإسرائيل!!

جميل حامد

صحافي وكاتب فلسطيني- مدير مكتب الحقائق(فلسطين(
17/9/2005

هذه المرة بلا رقعة بيضاء تغطي المخفي من شيبه المصبوغ بالأسود الأمريكي  ظهر نافلاً ريشه كعادته .. مرفوع  "الرأس" كعادته .. منتصباً كعادته عند كل مفصل  مدمر للأمة... محذراً ومحيياً ومرحباً ومهللاً ... وداعياً للركوع والسجود كعادته ...هذه المرة  هلَّ الخير علينا... وطلَّ البدر علينا من ثنيات الوداع.. ومن لحيته المحلوقة بشمع الأمريكيات الهاويات الغانيات الفاتنات....طلَّ علينا منتوفاً ... بقنبلته الفتاكة التي لا تقل عن "الفلاشط" المسمارية المرعبة ......!

تحية لإسرائيل فقد حررت المريض من مرضه وزوَّجت الجرذ لقردة  ..
تحية لإسرائيل .....!!

إنني أفهم لماذا هربوا مني عندما وجدوني  في  "الحقائق".. فأنا لا أصلح لثقافة السلام التي يروُّجون وأرضي مغتصبة على أيدي المبادرين والمهادنين والمرضى والمهووسين والمنبطحين والمعسكرين في لحيته المشموعة وصلعته المشموغة.... وماله الوفير وإعلامه..!
أفهم الآن بأن التحية يجب أن  تتلوها تحية وألف تحية من الكاظمين على غيظ الأمتين الراكعتين على بلاط الشريدتين....فبالأمس قصل واليوم بصل وغداً عسل على رأي أبناء عمومتنا....

ويرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لمنتصرون بحول الله على رأي الخالد ياسر عرفات ...

نعم أفهم الآن لماذا انسحب الليكود من غزة ولماذا تخلى شارون عن عزه....فها هي الحافلة الإسرائيلية تقترب رويداً رويداً من حلم صهيون .. وها هي أنقرة تنقر النقرة الأولى إيذاناً بانطلاق الحافلة..!

لا لن تكون غزة الشمّاعة الأولى ولا الأخيرة وسيصنعون  من غزة ألف غزة ..

يجب أن تكتمل الصورة ، يجب أن يقفوا على قبر الراحل عرفات بباقة ورد لتسميم الذاكرة ، يجب أن يعانقوا أرض الرباط  ليترحموا على القبلة الأولى  تحت قبة الهيكل .... يجب  أن يقصوا شريط الذاكرة العربية في متحف الكارثة والبطولة  ويدفنوا القضية في "ياد فاشيم" .... هم العبيد وعلى رأسهم العبد المهرج الذي كمشغليه باع القضية بالدولار وانحنى معقوفاً كالعقال الأخير ...فيجب ويجب ويجب أيها العبد السفير أن تظهر في اللحظة لتقرير المصير وتصب الزيت مع الشيخ الضرير فالباص قادم والنقرة الأولى من رحم الخيانة زفرت بعير...

انفروا خفافاً وثقالاً ، انفروا صليباً وعقالاً.. انفروا فهنا إسرائيل ..!!

يحق لكم أن تقولوا عن السجن الكبير واحة سلام ..  أن تعبروا عبر الجدران إلى دفئ الأعمام .. أن تحطموا أساطير الصمود في نيويورك الوئام ... أن تحلقوا في  فضاءات اللئام ..

يحق لكم أن تنتعلوا كل اللغات وأن تبتاعوا كل الدكاكين الفاسدة .. أن تنثروا آراؤكم عبر الأثير.. أن تعتمروا في نيويورك وتحجّوا إلى الهيكل المزعوم وأن تغتسلوا في لويزيانا وتدفعوا ثمن خطاياكم لربكم المعبود هناك... يحق لكم أن تشرعوا اللواط .. أن تصادروا الحرية .. أن تصدروها إلى أي مكان  ..

نعم يحق لكم الكثير....!!

لكن  ما لا يحق لكم أن تتلفظوا بالأرض الثكلى ... فهي غزة التي حولتموها إلى نصر مبين وربضتم على بواباتها  كما جنيّين ... لتعلنوا النصر من هناك وتبحروا في دموع الأمهات هناك وترسموا مؤامرة التحية هناك وتنقروا النقرة الأولى هناك....لا يحق لكم المتاجرة بالدماء وتبلعونا خنجركم في الماء .. فعتبي على  من يعبث هناك  ... كما العبد يبول في الرواق .. لا يحق لكم امتطاؤنا فقد اخترتم هناك فأنفروا إلى عزكم الذي ينتظركم هناك .. قولوا تحية إسرائيل  هناك... نحن سنقولها ألف مرة هنا لا هناك فقد فاحت روائح لا تزيلها جزرا ولا عناق .. تحية إسرائيل فالزمن القادم هنا لا هناك.....!

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع