وزارة شئون اللاجئين خطوة بالاتجاه الصحيح 

خالد منصور

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

20/3/2006

    إن وضع قضية اللاجئين في صدارة برنامج الحكومة الذي قدمته حركة حماس ( البند الثاني على البرنامج )، هو مؤشر ايجابي على ما قد يحصل لهذا الملف في المرحلة المقبلة، ومن الممكن أن يساعد في إعادة الاعتبار لهذه القضية، ويعزز من مكانتها على أجندات كافة القوى والمؤسسات القيادية الفلسطينية.. ولكن ذلك يتطلب من الحكومة الجديدة الشروع بوضع الآليات المناسبة للنهوض بهذا الملف من تحت الركام، وتفعيل كل أدوات النضال كي تبقى قضية اللاجئين قضية سياسية إنسانية حية- ليس في أوساط الشعب الفلسطيني وحده-- بل وعلى صعيد المجتمع الدولي-- الذي يتحمل المسئولية الكاملة عن هذه المأساة المتواصلة منذ أكثر من نصف قرن.

    إن الاهتمام بقضية اللاجئين التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية، يتطلب الاهتمام بأحوال اللاجئين وسكان المخيمات، بهدف تعزيز صمودهم وتعظيم تعلقهم بحقهم المقدس بالعودة،وتصليب جبهتهم الداخلية لمواجهة كافة المؤامرات والسيناريوهات المشبوهة، التي طفت على السطح خلال السنوات القريبة الماضية ( كمبادرة جنيف وخطة الهدف ) والتي تهدف إلى زراعة اليأس في قلوب جماهير اللاجئين وعموم الشعب الفلسطيني، لدفن حق العودة والتنازل عنه إلى الأبد.

    إن مصداقية برنامج الحكومة الجديدة تجاه موضوعة اللاجئين  تتعزز أكثر  مع استحداث حركة حماس وزارة جديدة خاصة بشئون اللاجئين، وهو الأمر الذي يستحق التثمين عاليا، والذي يشكل أملا إضافيا وكبيرا لدى جماهير اللاجئين ( داخل الوطن وخارجه )، ويزيد من شعورهم بان هناك تغير ملموس قد يحصل على صعيد قضيتهم بمختلف جوانبها-- السياسية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.. فأوضاع اللاجئين صعبة جدا، ومشاكلهم تزداد تعقيدا، واحتياجاتهم المختلفة تتنامى باضطراد.. وهم بحاجة ماسة لوجود جهة رسمية تقوم برعاية شئونهم، وتلتزم بالعمل على تخفيف معاناتهم، وتنسق من اجل تحقيق ذلك مع وكالة الغوث أولا ومع كافة الوزارات والدوائر الرسمية الأخرى، لتوجيه مزيد من الأموال والخدمات للنهوض بأوضاعهم البائسة – نظرا لتزايد الاحتياجات الطبيعية لهم بتزايد أعدادهم ( التي فاقت الستة ملايين في الداخل والخارج )—ونظرا لسياسة تقليص الخدمات التي تتبعها وكالة الغوث—ونظرا للإجحاف الكبير الذي لحق باللاجئين من قبل وزارات السلطة الماضية، التي لم تقدم للمخيمات إلا الشيء القليل من احتياجاتها، وظلت تتكئ على مقولة-- أن تطوير المخيمات وتحسين ظروفها هو مهمة وكالة الغوث الدولية.

    إن وجود وزارة خاصة في الحكومة الجديدة لشئون اللاجئين أمر ايجابي في غاية الأهمية، كون هذا الملف من أهم ملفات القضية الفلسطينية العالقة، والذي قد يكون الأصعب من بينها، وآخر الملفات التي سيتم التوصل إلى حلول لها-- وهذه الوزارة لا يجب أن تكون بأي حال من الأحوال بديلا عن دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية- كون منظمة التحرير ودائرة شئون اللاجئين التابعة لها تعنيان بالجوانب السياسية والنضالية والتعبوية لقضية اللاجئين.. بينما وزارة خاصة باللاجئين سيكون دورها في العمل على تحسين مستوى الخدمات وتطوير المخيمات وتحسين سبل العيش فيها والتخفيف من حدة الأزمات المتفاقمة، كأزمة السكن ونقص الخدمات الصحية والتعليمية، ومواجهة الفقر والبطالة، والعناية بفئات الشباب والنساء والأطفال وكبار السن.. على أن يتم ذلك بالتعاون والتنسيق الوثيق مع وكالة الغوث-- بما لا يتعدى صلاحياتها وبما لا يسمح لها بالتملص من التزاماتها الأساسية.


 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع