هل تخوضها فتح موحدة أم منقسمة؟؟


وبدأت معركة انتخابات الرئاسة
 الفلسطينية..!

كتب محمد إبراهيم
بدأت التحضيرات الجدية لانتخابات الرئاسة المقرر إجراءها في التاسع من كانون ثاني المقبل: مشاورات واسعة داخل حركة فتح. تحركات ولقاءات لعدد من المستقلين. مناورات مرشحين ومعسكرات وقوى، بما فيها الحركة الإسلامية.

ففي حركة فتح تجري التحركات والمشاورات على أكثر من مستوى، من اللجنة المركزية وحتى القواعد مروراً بالمجلس الثوري وأمناء الأقاليم والنواب. وفي أوساط المستقلين ثمة تحركات جدية أبرزها ما يدور في بيت رجل الأعمال النابلسي البارز منيب المصري الذي يشهد هذه الأيام حركة نشطة لشخصيات وتيارات سياسية عديدة تسعى لإقناعه بخوض السباق الرئاسي ممثلاً للمستقلين والراغبين بكسر احتكار حركة فتح للسلطة.

أما الجبهة الإسلامية، التي لا تبدي حتى اليوم اهتماماً بخوض الانتخابات الرئاسية بمرشح منها، فثمة أفكار عديدة تلتقي جميعها عند دعم مرشح مستقل في مواجهة مرشح أو مرشحي حركة فتح لتحقيق جملة من الأهداف أهمها إضعاف الحركة قبيل الدخول في تفاصيل الشراكة السياسية للمرحلة القادمة، والتمهيد لانتخابات المجلس التشريعي المتوقعة في الربع الأول من العام المقبل.

وتواجه حركة فتح التحدي الأكبر في هذه الانتخابات. فجميع المؤشرات ترجع فوز مرشح الحركة في حال توحدها وراءه، واحتمال فشله في حال انقسامها وخوض الانتخابات بأكثر من مرشح.

ويقول مسؤولون في الحركة بأن اللجنة المركزية والمجلس الثوري بدأت التحضير لاجتماعات رسمية تجرى في الساعات القادمة لبحث اختيار مرشح الحركة وهو ما يثير حفيظة الجيل الجديد في الحركة الذي يرى في ذلك محاولة لإبعاده عن القرار.

وقال قدورة فارس أحد أبرز الوجوه الشابة في الحركة: "إذا تم حصر اختيار مرشح حركة فتح في اللجنة المركزية والمجلس الثوري فإننا لن نقبل بنتيجتها، وسنتجه لتقديم مرشحنا وهو مروان الرغوثي، فنحن –يقصد الجيل الشاب أو الجديد كما يفضل هو تسميته- لسنا ممثلين لا في المركزية ولا في الثوري وبالتالي سنكون خارج القرار".

ويقترح فارس من أجل وحدة فتح أن يتم اختيار مرشح الحركة بواسطة مؤتمرات الأقاليم التي يبلغ عدد أعضاءها بين 60-70 ألفاً.

وقال: "لدينا قوائم بأسماء جميع أعضاء الأقاليم، وهي أسماء من شاركوا في مؤتمرات وانتخابات الأقاليم ولا يستطيع أحد التشكيك بهم، وبالتالي من السهل جمعهم، كل في منطقته، وانتخاب مرشح الحركة".

وكان مروان البرغوثي أعلن مؤخراً عن نيته الترشح للانتخابات الداخلية في فتح. ويقول مقربون منه بأنه سيخوض الانتخابات مرشحاً مستقلاً يمثل الجيل الشاب في فتح إذا لم يتم اختيار مرشح فتح وفق آلية تسمح للجيل الجديد في الحركة بالمشاركة.

وتوفر الانتخابات الرئاسية فرصة لمروان البرغوثي وزملاءه من "معسكر الشباب" في فتح لتحسين مواقعهم. ويعتقد أن مروان قد يحصل في مساومة مع قادة الحركة على موقع متقدم في السلطة مثل نائب الرئيس بالنظر إلى حجم التأييد الذي يحظى به في الشارع، وإن كان زملاءه مثل قدورة فارس يفضلون خوضه الانتخابات ممثلاً للحركة باعتباره "الحصان الرابح" في الاستطلاعات.

وقال فارس: "جميع استطلاعات الرأي تعطي مروان فرصة أكيدة للفوز في أية انتخابات رئاسية قادمة لذا من الأفضل للحركة التكتل خلفه ودعمه حتى لو كان داخل السجن".

ويرى قدورة أن انتخاب معتقل رئيساً للسلطة سيوفر فرصة لتجنيد دعم دولي ضاغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراحه وغيره من الأسرى مستذكراً تجربة الزعيم الجنوب إفريقي نلسون مانديلا.

وعلى المستوى الرسمي للحركة ثمة تحضيرات لعقد اجتماعات لكل من اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأمناء الأقاليم بما في ذلك أقاليم الخارج.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي في مقر الرئاسة: "يجري الإعداد لعقد سلسلة اجتماعات للأطر القيادية لحركة فتح وقواعدها للاتفاق على مرشح رسمي واحد للحركة لخوض الانتخابات".

ويحدد أبو ردينة الأطر التنظيمية لفتح بـ: "اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأمناء الأقاليم".

ويرجع نبيل أبو ردينة أن تتوحد حركة فتح وراء مرشح واحد هو أبو مازن الذي يصفه بـ "المرشح الأقوى".

ويرجع المراقبون أن تتوحد حركة فتح في نهاية المطاف وراء مرشح واحد بعد المشاروات والمناورات بين مختلف المعسكرات.

وفي أوساط المستقلين تجري مشاورات واسعة محورها الأهم رجل الأعمال منيب المصري الذي يفكر جدياً في خوض الانتخابات.

وتقول مصادر مقربة من المصري وهو صديق تاريخي للرئيس الراحل ياسر عرفات بأن بيته يشهد هذه الأيام مشاروات يومية يشترك فيها رجال عائلات ورجال أعمال ونشطاء من مختلف التيارات السياسية.

وقال المصري: "كثيرون يطلبون مني ذلك، وأنا أفكر جدياً في الأمر. لكن هناك فصائل وقوى وشخصيات ورجال أعمال يجدر بي أخذ رأيهم قبل الوصول إلى قرار نهائي في هذا الشأن".

وأضاف: "أنا صديق للرئس أبو عمار منذ العام 1963، وأسير على نفس مبادئه".

وأشار المصري الذي يتنقل بين الوطن والخارج إلى أن الفئات التي يتشاور معها بهذا الشأن تشمل جميع ألوان الطيف السياسي.

وفي مستوى آخر يجري الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح مشاروات مماثلة بهدف تجنيد دعم لانتخابه.

وقال قاسم: "أجري مشاروات مع جميع القوى بما فيها أطراف داخل حركة فتح لدعمي في الانتخابات القادمة".

وفيما يرفع المصري شعارات التنمية الاقتصادية والتمسك بحل إقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وفق قراري الأمم المتحدة 242 و338 وإيجاد حل عادل لمشكلة للاجئين يقبلون به هم أنفسهم، فإن عبد الستار قاسم يرفع شعار التغير ومحاربة الفساد وإصلاح القضاء وبناء اقتصاد انتاجي ورفع قضية اللاجئين لتكون صاحبة الأولية الأولى قبل الدولة المستقلة.

وتوحي الإشارات الصادرة عن حركة حماس نيتها دعم أحد المرشحين المستقلين.

وقالت مصادر عليمة بأن مقربين من الحركة في الضفة زاروا مرشحين مستقلين وشجعوهم على خوض الانتخابات واعدين بدعم الحركة في غزة والضفة.

وإذا ما كشفت مثل هذه الاتصالات فإن فتح ستجد عاملاً آخر يشجعها على الوحدة وراء مرشح واحد.

وقال الكاتب هاني المصري: "لحركة حماس مصلحة كبيرة في فوز مرشح مستقل فهذا يوفر لها فرصة تحسين مواقعها في حوارات الشراكة السياسية. والانقسام في فتح يوفر فرصة ليست صغيرة لمرشح من هذا النوع".

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع