فتح وحماس .....احذروا الانجاس
العميد منذر ارشيد
حذاري حذاري نعم احذروا مما يحاك في الخفاء لكل منكما ولكل الشعب
الفلسطيني
وعندما اتحدث عن فتح وحماس دون غيرهما فلا داعي لشرح الاسباب
حركة فتح :
كانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني والتي كانت ايضا القائد و رأس
الحربة في المشروع النضالي الفلسطيني الذي رفع اسم فلسطين عاليا بعد ان
كان اليأس هو الشعور السائد بعد هزائم العرب المتتالية
وتميزت حركة فتح بالشمولية الوطنية من حيث التاييد والدعم حتى الانتماء
من خلال برنامجها الكفاحي الذي لامس الصميم في مشاعر واحاسيس الناس
حيث كان برنامجها بسيط غير معقد كالسهل الممتنع
حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( في كل كلمة معنى كبير حركة تحرير
وطن
فلسطين ) طبعا وقبل كل شيء كان الفعل والعمل الذي ايقظ الامة من كوابيس
المذلة والهوان من خلال قواتها العاصفة التي ضربت العمق الصهيوني ذاك
الوقت .
نعم استطاعت حركة فتح استقطاب الجماهير العريضة ليس في فلسطين فقط بل في
العالم العربي والاسلامي وخاصة انها اعتمدت الآية الكريمة (انا فتحنا لك
فتحا مبينا )حيث نالت تعاطف كل المؤمنين رغم انها لم تكن اسلامية الفكر
والجوهر
كان لعدم طرح فكر معين حيث عومت الحركة فكرها فلم تعلن انها ماركسية ولا
اسلامية ولا حزبية رغم ان قيادتها جائت من خلفيات حزبية كالقومية العربية,
والبعثية والاخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرها من الاحزاب التي كانت
منتشرة في بداية منتصف القرن الماضي والتي ضمت تحت الويتها معظم الوطنيين
مما فتح الباب لكل صاحب فكر ومن اي فئة او حزب ان ينتظم في الحركة ,وشيئا
فشيئا بدأت تتبلور العلمانية في بعض توجهاتها مع مرور الوقت
اذا حركة فتح استطاعت ان تقود حركة التحرر الفلسطيني من خلال التوازن الذي
انتهجته امام التيارات الاخرى والتي كانت قوية كالجبهة الشعبية على سبيل
المثال والتي اخذت طابعا قوميا في البدايا ثم ماركسيا مما اكسبها تأييدا
محدودا و لم يكسبها تأييدا شاملا من الشعب الفلسطيني الذي كان يرى في فتح
اقرب اليه من خلال طرحها العام الذي شمل معظم الاتجاهات بما فيها الاتجاه
الاسلامي
حركة حماس:
جائت متأخرة للعمل الميداني في الصراع مع اسرائيل ولكنها طرحت نفسها
وبقوة من خلال برنامجها الذي اعتمد القرئآن نبراسا وفكرا ومعتقدا ...
والجهاد في سبيل الله اسلوبا لتحرير فلسطين , مما جعلها تدخل الى
الوجدان الشعبي الذي كان حائرا امام تداعيات العمل الفلسطيني الذي لم يحقق
برنامج التحرير الذي طرح بقوة و رغم كل التضحيات التي بذلت لدحر الاحتلال
وتحقيق الاهداف التي طرحتها الفصائل وعلى راسها حركة فتح ,ومما عزز ظهور
حماس بهذه القوة وخاصة مع بداية الانتفاضة الاولى حيث انها اظهرت الحلقة
المفقودة التي كان الناس يبحث عنها في اسباب التراجع النضالي وفي مسألة
الفكر والمعتقد حيث وجدوا في حماس ضالتهم من خلال طرحها العقائدي الذي كان
غائبا في الساحة الفلسطينية رغم انه في وجدان الامة من خلال الشعور المتأصل
لدى الغالبية واعني الدين والتربية التي تربى عليها الناس
ولا نريد الدخول في التفاصيل المعروفة لدى الناس فهي كثيرة وغاية في
التعقيد ولست هنا محللا بقدر ما احاول ان اضع ارضية لمنطلق حديثي ومقصودي
.
اذا حركتان متألقتان في ساحة النضال الفلسطيني تتنافسان في كسب تأييد
الشارع كل حسب برنامجه المعروف
فحركة فتح وبتجرد أقول انها وهي صاحبة المشرع الاول في الكفاح من اجل
التحرر
لها الحق ان تحاول الثبات والوصول الى ما تصبو اليه في السلطة والمجتمع
الفلسطيني من خلال تضحيات قادتها الكبار وما اكثرهم وما اغلاهم على النفوس
والقلوب وتضحيات ابناء الشعب الفلسطيني من كوادرها وشهدائها الابرار
ولكن اذا كانت الفكرة والمقولة :ان وقت الحصاد قد حان كما روج او صرح به
البعض... فانا اقول اي حصاد هذا !!! ونحن ما زلنا نرزح تحت مذلة الدبابات
الاسرائيلية وجرافاته التي تبيد ابناء شعبنا وتحطم احلامهم رغم كل ما
تنازلنا به من اجل السلام
نعم يحق لفتح ان تستاثر بمعظم المنجزات التي تتحق بعد كفاح طويل ومرير
ولكن
ما هي هذه الانجازات وهل نحن في زمن الاستقلال الذي كنا نتطلع اليه!!! وهل
حققنا النصر المبين ,وهل نحن ورغم مشروعنا السلمي الذي دفعنا ثمنه اغلى ما
نملك لا بل اكثر مما دفعنا اثناء الحرب والنضال الوطني هل بالفعل وصلنا الى
ارضاء الطرف اللآخر في ان ينعم ويحنوا علينا ويمنحنا الهدوء والاستقرار
حتى نبداء بالحصاد واي حصاد مر هذا !!!
وحماس نعم وكما اسلفت رغم انها جائت متاخرة الا انها اصبحت رقما كبيرا
يوازي حركة فتح في التأثير على الساحة الفلسطينية وكل هذا كان لاسباب كثيرة
اولها الجهاد والعمل الميداني الذي هز كيان اسرائيل من البحر الى النهر
ولا ننسى انها استطاعت ان تدخل عقول وقلوب الكثيرين من خلال برامجها
الاجتماعية والتنمويةوالتربوية والتي كانت ظاهرة للعيان من خلال الجمعيات
الخيرية الفعالة ومارسات اعضائها وقياداتها التي لم نسمع عنهم ما يمس
الخلق العام او نظافة الكف
لا بل اكثر من هذا الاستقامة والتديين الذي يكسب ثقة الناس
فتح حصدت ما حصدت من خلال استاثارها بالسلطة وكان لها الحظوة في معظم
مؤسساتها الامنية والاقتصادية والاجتماعية والحكومية ,ومن خلال التجربة
المريرة التي غاب عنها اقطاب فتح والتي كان يمثلها القطب الواحد وهو الرئيس
الراحل والذي كان العامود الرئيسي وكان بمثابة الاول والآخر وللاسف حيث
لم يكن هناك قيادة جماعية بالمعنى الصحيح وقد عطلت فعالية الكثير من القادة
حتى التاريخيين اما لغيابهم عن السلطة ووجودهم في الخارج او حتى المتواجدين
ممن لم تتح لهم الفرصة او لم يفعلوا دورهم بشكل مؤثر .. بمعنى ان ابا عمار
كان يمثل كل شيء مما اثر غيابه المفاجيء والذي لم تكن قد حسبت حركة فتح
حسابه لا من قريب او بعيد على افتراض وكأنه دائم يستحيل غيابه حتى ان احد
القادة قال قبل خمس سنوات لاحد الصحفيين : لا اتخيل فلسطين بدون ياسر عرفات
!!!!!!!!!
وفي المقابل نرى ان حماس رغم خسارتها الفادحة في معظم قياداتها الا انها لم
تتاثر بهذه الدرجة وخاصة انها فقدت ما يوازي فتح من خلال بعض قاداتها
وخاصة قائدها الشيخ ياسين نجد ا انها فقدت قائدا و عمودا من اعمدتها وليس
قائدها الاوحد وعامودها الوحيد فوجدنا ان بنيانها الداخلي لم يتأثر كثيرا
من هنا نجد ان حركة فتح لم تتبنى استراتيجية قيادية سليمة كما هو الحال في
التجمعات الحزبية او الثورية العالمية , فغياب الراحل ابا عمار حمل معه
ارباكا لدى التنظيم رغم السرعة فيتعيين رئيس للحركة وانتخاب رئيس جديد
للسلطة ,ولكن نجد ان هناك تداعيات حصلت للحركة في الانتخابات الاولية
وبدون ان ادخل في تفاصيل ما حدث ويحدث الآن فانا اقول ان وضع فتح ليس كما
كان قبل سنوات ويجب ان نعترف بهذا صراحة
ان مسألة السلطة ليست مغنما كبيرا ولا ذاك الترف السياسي الذي يجب ان نلهث
خلفه وخاصة اننا ما زلنا تحت الاحتلال والهيمنة ولم نصل الى الاستقلال ومع
هذا فما العيب في تداول السلطة بين مختلف فئآت الشعب الفلسطيني ...وهل هو
حكر على فئه دون اللأخرى !!! وما دمنا نتحدث عن الشفافية والديمقراطية
فاين المشكلة اذا ؟
وعندما نتحدث عن سلطة وحكومة ومؤسسات نترك جانبا الصراع مع العدو وهو امر
لا احدده انا ولا اي كاتب ولا سياسي... ولا حتى قارئي الطالع والمنجمون
مهما بلغوا من البراعةفي استقاراء المستقبل ......!!!! فالامور تسير
بمشيئه المولى عز وجل ويقول سبحانه (وقل اعملوا وسيرى اله عملكم ورسوله
والمؤمنون )صدق الله العظيم اذا لنترك هذا الامر جانبا والمستقبل كفيل
باطلاعنا على النتائج
فحماس التي وضعت برنامجها الجهادي في اولويات خططها لم تكن تتحدث عن السلطة
او توليها الحكم ,ولكنها أخيرا وبعد كل ما استجد من ظروف وخاصة انها جنحت
للتفاهم مع السلطة من باب التعقل والتمنطق بالمنطق وفهم الواقع والحرص على
وحدة الصف الفلسطيني وتماشيا مع الضغوط الكبيرة (والحق العيار الى باب
الدار )
من هنا اجد ان الامور تتجه الى الاتجاه الايجابي هذا ان احسنا الظن واحسن
الجميع التصرف ,واذا اقررنا بحق كل واحد من ابناء شعبنا ان يختار من يمثله
في صناديق الاقتراع من باب الممارسة الديموقراطية
فتح وحماس حركتان تكونتا من عوامل كثيرة اهمها العامل البشري والبشر من
المخلوقات التي خلقها الله... تتصف بالخطاء والصواب... بالخير والشر
فلم يخلق الله بشرا اسمهم فتح... ولا بشرا اسمهم حماس بمعنى ان الخصوصية
والكمال لله وحده والبشر كل يختار اين يتجه حسب رؤيته الخاصة
وعندما نتحدث عن التنظيمان الرئيسيان نتحدث بشكل حيادي (وانا فتحاوي ) وكما
قلت متجردا من الفئوية باذن الله ,فلا يجوز ان نسوق الاخطاء التي يرتكبها
الافراد على الجماعات الا في حالة واحدة عندما يؤيد التنظيم خطاء يرتكبه
عضو من اعضائه
وان ما حصل أخيرا في حادثة قتل الفتاة انما هو عمل جبان مجرم ادانته كل
القوى بما فيها حماس ...ولكن ابواق مغرضة استغلت الموضوع لاهداف خارجة عن
المنطق بل هي شريرة تريد الاصطياد في الماء العكر ,وعلى سبيل المثال نرى
بعض الكتاب يكيلون الاتهامات الى حماس او الى فتح ينطلق الواحد منهم من
منطلق تنظيمي ضيق وهو يضر تنظيمه اكثر مما يؤثر على التنظيم الآخر وخاصة
عندما يثبت زيف ادعائه واذا كنا نبحث عن اخطاء فالاخطاء كثيرة هنا وهناك
وحتى عند حماس ولكن ليست مقياسا تقلب الموازين رأسا على عقب ولا يمكن لاي
حادثة فردية ان تقلب الامور مرة واحدة وحسب الاهواء
اذا ليست فتح ولا حماس بتنظيمهما العريضين مسؤولان عن المئآسي والجرائم
التي يرتكبها لص او مجرم او زاني على سبيل المثال
وان ما يحدث احيانا من خلال ابواق تصرخ هنا وهناك عبر وسائل الاعلام
والافراد او البيانات في التهجم والاتهام والاستفزاز او التخوين انما هي
مبعث شك وقلق وشبهات مريبة يجب الانتباه لها من كلا الطرفين .........الكل
يدرك ما اعني ونحن ما زلنا جميعا نعاني من تداعيات مفاسد حدثت استنفذت وقت
وجهد الجميع من اجل تضييق الخلاف وعدم نشوب ازمات بينما اسرائيل تصعد من
عدوانها وتستغل انشغالنا بامورنا الداخلية ومشاكلنا التي يجب ان لا تكون
اصلا.... فكل مشاكلنا هي الاحتلال وسلوكه القاتل
نعم للحريصين من كلا التنظيمين المناضلين وقادتهما وكوادرهما الابطال
رحم الله الشيخ احمد ياسين الذي كان عقلا وفكرا وزهدا وتفانيا من اجل
الوحدة الوطنية ولم تهزه النوائب ولا الاعتقالات ولا الاهانات التي تعرض
لها ابنائه وجعل من الصبر طريقا للنصر ....و رحم الله ياسر عرفات الذي ابقى
شعرة معاوية مع الجميع ولم يسمح بالتجاوز على الاخوة في السلاح والكفاح
رحم الله الرنتيسي الذي كان يزمجر غضبا ولكنه لم ينفس غضبه الى في وجه
الاعداء
وما اجمل ابا زهري اناطق الاعلامي لحماس وهو يتحدث ويقول (اذا ضغطت علينا
السلطة سنرد باتجاه العدو) علامات واشارات تقول (اللي خلف ما مات) وهذا
شعب حي لن يموت وما دام هؤلاء بيننا ابناء فلسطين المخلصين الاوفياء لله
والوطن فنحن بالف خير ,والرسول اخبنا عنهم حيث قال احبائي احبائي ...
واكناف بيت المقدس القابض منهم على دينه كالقابض على جمرة من نار ,على الحق
ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ... انهم في بيت المقدس واكناف
بيت المقدس
وجيل يذهب ويأتي جيل اكثر حنكة وتجربة ومراسا آخذا بالدروس والعبر
ورغم هذا وذاك فانا اجد ان الامور تسير بشكل عقلاني فنجد ان الرئيس ابا
مازن ورغم ما قال وما قيل وما يقال نجد انه أخذ الامور بعقل ومنطق ولم
يبالغ رغم كل تعهداته للجانب الامريكي وما نصت عليه خارطة الطريق ,فهو
يستعمل كل حنكته في ضبط الايقاع من خلال (لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم )
ورغم ان هذا ليس ملائما لنا كفلسطينيين ولكن ما العمل !!!! ونحن نرى هذا
الضغط الهائل الذي يمارس عليه من اجل ضرب القوى المسلحة ,و نرى ايضا عدم
رضى اسرائل ,ونسمع ايضا ما يشاع من اكاذيب حول اغتياله داخليا !!!!
الحقيقة ان الامور في غاية الخطورة وغاية التعقيد وليس ما جرى مع الراحل
ابا عمار ببعيد ونحن ندرك انهم لا يوجد لديهم محرمات عندم نتذكر قتلهم
لرابين !!!
اننا بحاجة دائما لنفس القادة الكبار الواعين المدركين لحجم وعظم
المسؤولية قادة يوجهون رسائل تقول مهما قسوت علي يا اخي فستبقى اخي (لئن
بسط الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك , اني اخاف الله رب
العالمين )صدق الله العظيم
اذا من هنا اقول ايها الاخوة عليكم بالصبر والحكمة والاحتكام الى العقل
والمنطق
واقول لاخوتنا في حماس نصيحة المحب لا تبالغوا كثيرا للوصول الى السلطة فما
زالت الامور في غاية التعقيد وانظروا الى الجزائر , فالحزب الاسلامي بقيادة
عباس مدني فاز بغالبية المقاعد قبل عشر سنوات ولم تكون الامور مثل هذه
الايام وها هي الجزائر تدفع الثمن جراء الحنق الدولي الصليبي الصهيوني
على المسلمين والاسلام وانتم خير من يعرف ان الدين باق والله حامي
كتابه وهو ناصر امته ولو بعد حين
وقضيتنا ما زالت في بداياتها وامرها بيد المولى عز وجل ,وليس لنا الا الصبر
والصمود والعمل من اجل الارتقاء الى استحقاقات المستقبل المشرق الذي وعدنا
الله به حيث قال (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الارض كما استخلف الذيم من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا )صدق الله العظيم
فعليكم بخير الامور في ان تكونوا على توازي مع طموحات شعبكم بالحصول على
مقاعد متكافئه يكون لكم دورا رياديا في بناء الوطن وليس الحكم شرطا وكما ان
تولي السلطة سيضعكم امام استحقاقات لستم مهيئين لها بل هي من اخطر
الاستحقاقت التاريخية ولا تنسوا انكم ستواجهون قوى كثيرة وخطيرة اكثر من
اسرائيل
وأخيرا اقول : لا ادري هل هي نصيحة !! والكل يعرف ان النصيحة كانت بجمل
فهاكم النصيحة ..... ولكن ................اين الجمل !!!!
العميد منذر ارشيد 6—5--2005
|