التوضيح مطلوب من حماس


البروفيسور عبد الستار قاسم- 4/10/2005

لم تكن الأدلة التي قدمتها حماس ضد العدو الصهيوني بأنه قصف بالصواريخ الجمهور أثناء مهرجانها الاحتفالي في جباليا كافية. تم تقديم عينة من أجهزة إليكترونية، لكن ذلك لا يشكل جزءا من تحقيق محايد وشامل. وتبقى المسألة بأن هناك نفوسا فلسطينية قد سقطت، ودما فلسطينيا قد نزف، ويجب أن تكون الأدلة حول الحادث قاطعة مانعة. في ذلك احترام للذين سقطوا ولذويهم وأصدقائهم ولعموم الشعب الفلسطيني، واحترام للجهاد الفلسطيني والمجاهدين والمناضلين. لا يجوز أن تبقى الأمور مبهمة بهذا الشكل.

كان من الشجاعة أن تطلب حماس بداية تحقيقا محايدا في الحادث. لم يكن من الشجاعة في شيء ترك الأمور لمبارزة في وسائل الإعلام بين السلطة وحماس، وتحويل الأمر إلى اتهامات وأخرى مضادة. العقل والحكمة يتطلبان الهدوء ومواجهة الموقف بكل ما يمكن أن يترتب عليه، والمجتمعات التي تبحث عن حرية هي الأكثر حاجة من غيرها للأسلوب العلمي في حل المشاكل والوصول إلى الحقيقة.

السلطة بالتأكيد ليست مؤهلة لتحقيق موضوعي لأنها هي ذاتها متورطة بأعمال كثيرة جدا لا يمكن للنهج الموضوعي إن تم اتباعه أن يبرئ قادتها ورموزها، وهي بالتأكيد تنطلق من منطلقات فئوية مصلحية لا علاقة لها بالمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني. هذه السلطة التي تجاوزت قضايا سرقة الملايين والتلاعب بأموال الشعب وإخفاء سرقات الإسمنت، الخ، ليست مؤتمنة.

هل فعلا حصل قصف من الجو؟ أم هل كانت المتفجرات جزءا من الاحتفال؟ أم هل تعرضت حماس إلى اختراق بحيث زرعت أجهزة مخابرات متفجرات في السيارة أو تحتها؟ الحقيقة قد تكون مرة، لكنها مريحة.

هذا ومن المهم القول لحماس ولكل الفصائل الفلسطينية إن دور الاستعراض لم يحن بعد. نحن في مرحلة التحرر الوطني مما يتطلب سرية السلاح. السلاح القوي هو السلاح السري، أما سلاح الاستعراض فيعرض أمن الجميع للخطر. الشعب الفلسطيني لا يحترم سلاح السلطة أو أسلحة المهرجانات والجنازات والأفراح، ويحترم فقط ذلك السلاح الوطني الذي يواجه العدو.

  

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع