داحس
وغبراء السرايا
*
كيف
سيكون موقفنا الأخلاقي لو أن أم شهيد كانت ضحية
اقتتال وصراع بين طرفين يدعي كل منهما بأنه فلسطيني حتى النخاع . . بينما
نحن في
الحقيقة
لا نعرف إن كانوا يدركون ما معنى أن يكون المرء فلسطينيا
•
من
سيعين المواطن المسكين لمعرفة اتجاه النيران المنطلقة من كل حدب وصوب في
غزة
. .
ففي شرق
المدينة قذائف العدوان الصهيوني من دبابات الميركافا في البر وصواريخ
أم كامل الزنانة الطائرات في الجو وصليات الدبور من البحر . . فتهدم بيوت
اللاجئين
على جثامين الشهداء . . وفي وسط المدينة يتقاتل فرسان الأجهزة الأمنية
والعائلات والعشائر وسط الناس وفي عز الظهيرة عند سوق فراس. . فينحني رأس
المسكين وهو منشغل في البحث عن النهج والدرب الذي سيوصله إلى عائلته سليما
من
زخات رصاص الإخوة الأعداء !؟
•
كيف
يمكننا أن نقبل بتحويل الأجهزة الأمنية إلى
قبائل متناحرة تتقاتل في مدى وميدان مرمى سلاح العدو المحتل !؟
•
ألهذا
الحد
يستهينون بدماء الشهداء الأطهار المائة والخمسين في مخيم جباليا وبيت لاهيا
فيلجأون
إلى الاقتتال في مراكز السلطة . . ويظهرون أصنافا من
السلاح وصورا من العنتريات
لا تليق بالإخوة في الوطن الواحد. . فكيف إذا تحدثنا عن إخوة في سلك الأمن
الوطني
والأمن العام !؟
•
من
المسئول عن هذا الفلتان ؟ . . وهل سنجمع جوابا كالمعتاد
بأن الفاعلين
مجموعات خارجة عن السيطرة. . إن كان الأمر كذلك لماذا لا يتحمل
رؤساء الأجهزة
الأمنية المسؤولية ويعلن واحد منهم استقالته بسبب هذا التقصير في
ضبط السلاح
وإهانة مبدأ طهارته التي تفقدنا أي حجة في مواجهة نجاسة سلاح
الاحتلال الصهيوني!؟
•
أين
الدور الفاعل للمنظمات الجماهيرية الحكومية منها
وغير الحكومية في تنظيم رأي عام ضاغط في كل الاتجاهات لمناهضة أشكال
التقاتل وتثبيت
موقفها عند القيادة والحكومة بضرورة الإسراع بإنقاذ الشارع الفلسطيني من
الفتنة
الكبرى !؟
•
هل
يكتفي المنظرون والمثقفون والقادة السياسيون والرواد
الاجتماعيون بتحليل ما قد حدث !؟ . . أم أننا سنشهد حركة موسعة من كل أبناء
البلد
لحماية المواطن الذي قد يكون أبا لشهيد أو أم له. . أو ابن أو زوجة له . .
!؟ وربما
أبا لعيال تسعة أو يزيد !؟
موفق
مطر |