ما هو دليل نزاهة الإنتخابات الرئاسية الفسطينية ؟

منذ اشهر و الشعب الفلسطيني ينتظر قدوم موعد الإنتخابات إلى أن جاءت الأسابيع القريبة من الموعد و بدأت الحملة الإنتخابية ولقد أبدا الشارع الفلسطيني إهتماما كبيراً ورغبته بالتغيير من خلال النشاطات الإنتخابية التي توسعت و أنشرت في كافة أرجاء مناطق السلطة الفلسطينية رغم الحصار المشدد و إغلاق المعابر بين مناطق القطاع و الضغوط الإسرائيلية  ,

لقد تعددت إنتماءات المرشحين وتوجهاتهم  فهناك مرشح لحركة فتح و أخر للشعبية و الديمقراطية و كذلك هناك مرشحين مستقلين إسلاميين ، كل هؤلاء المرشحين الذين قد يعبرون عن معظم  آراء و توجهات الفلسطينيين .

إن المشاركة في الإنتخابات حق لكل فلسطيني سواء في ترشيح نفسه أو التصويت لأحد المرشحين , ولقد حرص الفلسطينيين على أن تكون تلك الإنتخابات نزيهة فكانت  طريقة الترشيح أو الانتخاب تتم من خلال بطاقات أعدت في وقت سابق لموعد الانتخابات , و لمشاركة أي شخص في الانتخابات لابد و أن يكون حاصل على هذه البطاقة و التي كان لها فترة محددة للحصول عليها إضافة إلى ذلك تم تمديد فترة التسجيل للحصول على تلك البطاقة و السبب في ذلك هي إعطاء فرصة آخر لمن لم يتقدم للحصول عليها.

من صبيحة 9 يناير إنطلق الفلسطينيون إلى مراكز الإقتراع كل يصوت لمرشحه الذي قد يرى أنه الأفضل لكن هناك شيء لم يعهده الفلسطينيين من قبل حتى أن ذلك لم يراه الشعب الأمريكي  في إنتخاباته الرئاسية ، هذا الشيء قد تم الإتفاق عليه لضمان نزاهة الإنتخابات و عدم إستخدام أي شخص لصوته مرتين بأي وسيلة كانت ، إنه عبارة عن حبر نباتي يوضع على يد الشخص فور إنتهائه  من عملية التصويت ولا يزول ذلك الحبر إلا بعد 72 ساعة.

ولكن ما علاقة الحبر النباتي الذي قيل أنه لا يزول إلا بعد 72 ساعة بالبطاقات التي من دونها لا يحق لأي شخص التصويت؟.. إنه فعلا لغز..

حيث ما أن إقتربت الساعات الأخيرة من الموعد المقرر لإنتهاء الإنتخابات  إلا و بقرار بتمديد الفترة لساعتين إضافيتين , بدأت حركة غريبة في شوارع القطاع أثناء تلك الساعتين، باصات و سيارات أجرة تنقل المواطنين بالمجان إلى مراكز الإقتراع ، إن هذه السيارات و الباصات تستهدف المواطنين الذين لم يتقدموا للحصول على بطاقات الإنتخابات و التي هي شرط أساسي للترشيح و التصويت حيث سيسمح لهؤلاء المواطنين بالتصويت من خلال البطاقات الشخصية لا من خلال البطاقة الخاصة بالإنتخابات......

سؤال يطرح ، ما هو السر في أن يصبح التصويت من خلال البطاقة الشخصية ؟ ولماذا ؟ هل هي خدعة...!؟

إذا قلنا أن ذلك الحبر النباتي  لا يمكن إزالته إلا بعد 72 ساعة تبدأ من الوقت الذي يوضع فيه ، ولكن هذا لاينفي أن هناك أشخاص مسحوا هذا الحبر قبل أن يجف ،  أيضاً لاينفي أن هناك مواد من خلالها يمكن إزالة ذلك الخبر.

هذا يعني أن الأشخاص الذين انتخبوا من خلال البطاقات الخاصة بالانتخاب يستطيعون الانتخاب مرة أخرى من خلال البطاقات الشخصية خاصة إذا تمكن الناخب من إزالة ذلك الحبر من على إصبعه.

غموض !!!!  تم فتح المجال لمن لا  يملك بطاقة إنتخاب بالتصويت هذا يعني أن هناك أشخاص استطاعوا التصويت أكثر من مرة في أكثر من مركز إقتراع مرة ببطاقة الإنتخاب و مرة ببطاقته الشخصية.
 
لقد أصبح هناك غموض في الموضوع ، هل تلك البطاقات الخاصة بالإنتخابات و الحبر النباتي أكذوبة من أجل التلاعب بنتائج الإنتخابات؟!!.

إن ما حدث قد يحير ملايين المواطنين من الشعب الفلسطيني ، لكن  سؤال آخر  يطرح نفسه ، من هو المستفيد  من تمديد فترة الإتنخابات و فتح المجال لمن لا يملك بطاقة إنتخاب بممارسة هذا الحق؟!!....

محمود بركات

كاتب و صحفي - فلسطين

City_of_peacee@hotmail.com

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع