أسماء المطبّعين والمتعاونين مع الصهاينة
البروفيسور عبد الستار قاسم
من حق
الشعب الفلسطيني أن يعرف أسماء الذين يطعنونه من الخلف ويتآمرون عليه
ويهدمون حصونه الأمنية ويقيمون العلاقات مع العدو على المستويات السياسية
والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية. هذا الشعب ما يزال في مرحلة
التحرر الوطني، وما زال يقاتل ويقدم التضحيات الجسام من أجل نيل حقوقه، ولا
يحق لأي كان أن يتجاوز حقائق الصراع الدائر ويتجاوز كل المحرمات ويمد يده
للصهاينة الغزاة الآثمين الطغاة السفاحين الملعونين في الدنيا والآخرة.
الصهاينة لا ينفكون يقتلون أبناء هذا الشعب الذي يرزح تحت الشدائد والمصائب
والملمات على مدى عشرات السنين. إنهم يصادرون الممتلكات ويهدمون البيوت
ويقطعون الأشجار ويعتقلون ويعذبون ويحولون حياة الناس إلى جحيم.
هناك
دماء فلسطينية يجب احترامها، وآهات يتامى، وأنات ثكلى وأرامل. دماء شباب
فلسطين تتفجر من تراب الأرض صارخة تستثير الهمم، ونفوسهم تحلق فوق رؤوسنا
تذكرنا بواجبنا المقدس تجاه الشعب والوطن.
الأرض
تتفجر غضبا، والشعب يُهان غصبا، وبعض المنتسبين إلى هذا الشعب زورا يمدون
أيديهم للصهاينة مصافحين مبتسمين. إنهم أصحاب الحل السلمي الذين يتجاوزون
كل المحرمات، ويدينون أنفسهم بأقوالهم القديمة وشعاراتهم الرنانة التي أعمت
العيون وأغلقت القلوب بأصدائها الخاوية. هؤلاء هم الذين يعقدون الاتفاقات
الأمنية الآن مع الصهاينة ويقفون على الأعتاب حراسا على مملكة اليهود
فيعتقلون أبناء فلسطين ويزجونهم بالسجون بتهم الإرهاب وتخريب مسيرة
الاستسلام. وهؤلاء هم الذين يطبعون العلاقات مع الصهاينة على مختلف
المستويات.
من حق
الشعب الفلسطيني أن يعرف هؤلاء بالاسم لتكون هناك حجة للناس. أناس في
مجتمعنا يقولون أن لا ضرورة لنشر الأسماء. هؤلاء إنما يحاولون إخفاء
الأسماء خوفا على أنفسهم من جرائم وفضائح اقترفوها. الحق يقول أن اللص يجب
أن يعرفه الناس بالاسم، وكذلك العميل والجاسوس والخائن والمطبّع. أما أن
يبقى اللص سيدا والخائن وطنيا والمطبع زعيما فتلك من الموبقات التي اقترفها
الصمت حتى أصبحت الخيانة أمانة والرذيلة فضيلة والظلم عدلا.
لن
أتوانى أبدا في نشر أسماء هذه الفئات التي تتغذى على دماء الشهداء، وأدعو
جميع المخلصين من مختلف المشارب للوقوف ببأس وشجاعة في مواجهة كل أعمال
العبث بمقدرات الشعب والسخرية بتضحياته. وإذا كان هناك من يخجل بفعلته
المشينة فإن عليه ألا يقوم بها. لا يوجد من يجبره لأن يكون جاسوسا أو خائنا
أو لصا أو مطبّعا. إنه يختار طريقه وعليه أن يتحمل النتائج، والشجاع هو
الذي يقف في وضح النهار أمام الناس يشرح أسبابه. أما ذلك الذي يريد أن يبقى
مجرما طي الكتمان إنما يتمرغ بالذل والجبن والهوان.
هذا
الشعب الذي يقاتل على مدى تسعين عاما قوى طاغية للدماء سفاكة، يستطيع أن
يدافع عن تضحياته في مواجهة الفاسدين المفسدين. فلا يخشييّن أحد الجبناء،
فالفئران بجوارهم زائرة كالأسود.
|