التخطيط لها تم قبل عامين:
عملية "أريحا" تفقد "أبو مازن" مصداقيته..
كتب خليل العسلي- خاص بـ"أمين"15-03-2006
كيف بدأت العملية العسكرية..
قال مصادر إسرائيلية انه في الثامن من الشهر الحالي بعث وزير خارجية
بريطانيا جاك سترو رسالة الى رئيس السلطة محمود عباس "ابو مازن" قال فيها
ان رجال الأمن البريطانيين لا يمكنهم البقاء في سجن اريحا بسبب تهديدات
تعرضوا لها وخشية على حياتهم لهذا فانه سيتم إخراجهم من هناك وعلى السلطة
تحمل نتيجة هذا العمل. ووفقا لأقوال المصادر فان إسرائيل عرفت بمحتوى هذه
الرسالة والتي كانت بالنسبة لها إشارة الانطلاق لتطبيق خطة تم الإعداد
لها منذ سنتين.. وعلى الفور عقد رئيس الحكومة بالوكالة ووزير الدفاع وعدد
من كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية لقاء تم فيه وضع الخطوط العريضة
للعملية العسكرية وجميع الاحتمالات، ولهذا الغرض تم نقل عدد من الآليات
العسكرية الثقيلة الى المعسكر على مشارف مدينة اريحا والذي كان من
المفروض أن يتم إخلاءه تطبيقا وفقا لاتفاق اريحا!!
وأضافت المصادر الإسرائيلية الرسمية بأنه في مساء الاثنين، 13 آذار، وصلت
معلومات استخبارية الى إسرائيل مفادها ان رجال الأمن البريطانيين يستعدون
لمغادرة اريحا صباح الثلاثاء، 14 آذار، وعلى الفور صادق رئيس الحكومة
المؤقت ايهود اولمرت على تنفيذ العملية في اللحظة التي يخرج فيها رجال
الامن الاجانب من اريحا. وتزامن هذا في الوقت الذي كان فيه شمعون بيرس
الرجل الثاني في حزب "كديما" يلتقي رئيس السلطة محمود عباس في عمان،
ووفقا لمصادر اسرائيلية صحفية ومصادر في مكتب رئيس الحكومة فان بيرس اكد
لأبو مازن أن إسرائيل ستقوم بعملية عسكرية في حال رحيل رجال الامن
البريطانيين والأميركيين ولكنه لم يخبره ان هذه العملية ستكون بعد ساعات
قليلة..!! وبعد ذلك أكد بيرس في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي ان
اللقاء مع "ابو مازن" تطرق الى الكثير من المواضيع ولكنها كانت كلها تصب
في البحث عن طريقه لتحسين العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين..!
وبعد عشرين دقيقة من رحيل البريطانيين عبر الحاجز العسكري الإسرائيلي على
مدخل اريحا حتى دخلت الدبابات والاليات العسكرية الثقيلة في محاولة
لانهاء ما كان ارئيل شارون رئيس الحكومة قد وعد به الناخبين في
الانتخابات السابقة بملاحقة مخططي ومنفذي اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي
الاسبق رحفعام زئيفي زعيم حزب "موليدت" العنصري، ولهذا الغرض تم تجنيد
عدد من الوحدات المختارة في الجيش بما في ذلك وحدة المستعربين والمظليين.
هذه العملية احدثت حالة من الغضب العارم في الضفة الغربية وقطاع غزة ظهر
واضحا في عمليات خطف الاجانب في غزة لدرجة ان الناشطين الفلسطينيين كانوا
يقومون بتفتيش غرف الفنادق بحثا عن الاجانب بغض النظر عن جنسيتهم مما خلق
حالة من الرعب في صفوف الاجانب والذين لم يكن بينهم اي بريطاني لان
الحكومة البريطانية كانت قد امرت جميع رعاياها بعدم الاقتراب من قطاع غزة
وكذلك فعلت الادارة الامريكية.
من ناحيته، قال يوسى بيلين زعيم حزب "ياحد/ميرتس" اليساري انه نقل لرئيس
الحكومة بالوكالة ايهود اولمرت اقتراحا من رئيس السلطة محمود عباس "ابو
مازن" خروج القوات الاسرائيلية من سجن اريحا بينما تعهد بابقاء السجناء
تحت السيطرة الفلسطينية وان لا يتم اطلاق سراحهم هذا الاقتراح، قال
بيلين، لم يلقى اذاناً صاغية من قبل اولمرت والذي قال ان كلمة "ابو مازن"
لم تعد كلمة، وان العملية العسكرية يجب ان تحقق اهدافها وجلب المتهمين
الى المحاكمة في إسرائيل أو قتلهم... واتهم بيلين رئيس الحكومة بانه
يستغل العملية لاغراض انتخابية داخلية ....
واجمع المحللون الإسرائيليون على اختلاف اطيافهم السياسية ان العميلة في
اريحا تعتبر اهانة ما بعدها اهانة موجهة للسلطة الفلسطينية ورئيسها "ابو
مازن" بشكل خاص.
وقال عوفر شيلح في صحيفة "يديعوت احرنوت" ان هذه العملية قد تكون نهاية
"ابو مازن" لانه تم تصويره بالشخص الضعيف الذي اهانته اسرائيل بصورة مذلة
لا يقبلها اي شخص، كما ان هذه العملية قوت من مكانه "حماس" على حساب
"فتح".
|