سيارات المسؤولين وعائلاتهم تستنفذ مبالغ كبيرة من ميزانية السلطة


  وسام عفيفه

بينما تعاني ميزانية السلطة الفلسطينية من عجز كبير وتأخر رواتب الموظفين بسبب العجز ويعاني الشعب الفلسطيني من البطالة  , تعاني السلطة الفلسطينية من حالة تضخم كبير في السيارات الحكومية والتي تزيد على 7000 (سبعة الاف ) سيارة حكومية نصفها عسكرية وتتبع للأجهزة الأمنية والبقية حكومية مدنية.وتتحمل وزارة المالية اعباء مالية كبيرة من موازنتها بسبب هذا الكم الكبير للسيارات الحكومية والذي تشوبه حالة من الفوضى وعدم وجود رقابة حقيقية حيث ان هذه المركبات معفاة من الجمارك ورسوم الترخيص وتدفع لها أيضا رسوم التامين فيما تكلف سيارة أي مدير عام فما فوق 3000 شيكل شهريا على الاقل.الامر الذي يثير علامات استفهام حول هذه السيارات ومن يستقلوها وما يفعلون بها بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة خصوصا وان العديد من هذه السيارات يتمتع بها اسر المسئولين الكبار وكانت أحد اشكال الهدايا من الرئيس الراحل إلى المسئولين في سلطته واليوم تنقل الرساله هذا الملف إلى الحكومة الجديدة

*** سيارات المسئولين

وكشفت مصادر خاصة "بالرسالة" عن نقل اكثر من 60 سيارة كانت على ذمة مكتب الرئيس الى وزارة النقل والمواصلات للتصرف بها لعدم مقدرة مكتب الرئيس متابعة تكاليفها في حين ان معظم هذه السيارات لمسئولين حاليين أو سابقين في السلطة ولا يزالون يحتفظون بها بعضهم حصل على أكثر من سيارة بطرق مختلفة او هدايا من الرئيس الراحل ياسر عرفات وتتوزع هذه السيارات على مسئولين بصفة مستشار للرئيس أو مدير عام او مفرزة على مؤسسات وهيئات خاصة كما ان معظم هذه السيارات من الأنواع الفخمة والحديثة وكمثال على ما تكلفه سيارة أي مدير عام فما فوق  (وهم كثر في السلطة ) فانه وحسب مصادر في وزارة  النقل والمواصلات - التي ألغيت فيها إدارة النقل الحكومي التي كانت تشرف على المركبات الحكومية-  فإن سيارة المسئول تكلف نحو 3 ألاف شيكل شهريا ما بين رسوم ترخيص ورسوم تامين وكبونات بنزين وصيانة حيث ان هناك نحو 1000 شيكل فقط كبونات بنزين سواء كان هذا (المدير العام  وما فوقه) على رأس عمله او بعيدا عن العمل

وقد كشفت  مصادر "للرسالة" عن أن عددا كبيرا من السيارات الحكومية يتم استخدامها من قبل افراد عائلة المسئول حيث تصرف له أحيانا أكثر من سيارة

** بعيدا عن الرقابة

وفي مقارنة بسيطة بين النظام المعمول به في مركبات وكالة الغوث (واللانظام) المعمول به في السلطة الفلسطينية فإن سيارات الامم المتحدة يتم استخدامها لعدد محدود من كبار مسئولي  الوكالة ومن تستدعي طبيعة عملهم التنقل  فيما يخصم من الموظف نحو 100 دولار بدل استخدام السيارة وتحدد له حدود التنقل بهذه السيارة  وما زاد على هذه الحدود التي حدده قانون الامم المتحدة يخصم من راتب الموظف مستخدم السيارة  في المقابل لا توجد أي رقابة حقيقية على استخدام المركبات الحكومية وتركت مسألة متابعة المركبات لكل وزارة او مؤسسة على حده وفي ظل غياب التنسيق بين الوزارات المعنية يقوم العديد من المسئولين بالتحايل للحصول على سيارات معفية من الجمارك خصوصا وانه من المفروض على وزارة المالية ان تتابع المركبات المعفية من الجمارك بالتنسيق مع وزارة الشئون المدنية حيث ان عددا كبيرا من المسئولين المعفيين من الجمارك يقدموا كتبا وهمية من جمعيات تحت مسميات مختلفة او  تسجل  باسم السلطة  في حين أنها تستخدم كسيارة شخصية للمسئول

وتصل قيمة الجمارك المفروضة على السيارات الجديدة المستوردة الى نحو 75 % من قيمتها في إطار إهدار مئات آلاف الدولارات سنويا وغياب الرقابة.

** أفخم السيارات

جدير بالذكر ان وزارة المالية كانت قد وافقت على صرف سيارة  بي أم مصفحة قيمتها نحو 250 ألف دولار لرئيس المجلس التشريعي روحي فتوح  السابق إلا أن القرار لم ينفذ بحسب فتوح غير  أن القضية أثارت علامات استفهام كبيرة حول تعاطي وزارة المالية والسلطة مع ملف المركبات الحكومية وبالنظر إلى أنواع السيارات التي يتم استيرادها واستخدامها فهي  من الأحدث وذات مواصفات عالية وأسعار مرتفعة  وقوة محركات  كبيرة جدا ولا يتم الالتزام بشروط قوة محرك السيارة كما هو منصوص  في القانون حسب درجة المسئول في السلطة وقد صدر في الآونة الأخيرة قرار من مجلس الوزراء الفلسطيني يلزم كل مسئول او موظف متقاعد ان يسلم عهدته من المركبات للسلطة , ويعتبر هذا القرار متأخرا في ظل الاستغلال السيئ للسيارات الحكومية. كما ان المجلس التشريعي السابق  أعطى حقا لكل عضو مجلس تشريعي شراء سيارة معفاة من الجمارك على ان يتم تسديد الترخيص والتأمين من ميزانية المجلس التشريعي .

*** بين المدني والعسكري

من ناحية أخرى وبحسب مصادر في وزارة النقل والمواصلات فإن عدد السيارات لدى كل جهاز امني غير معروفة وترفض الأجهزة الأمنية إعطاء بيانات عنها وفي الآونة الأخيرة ادخل جهاز المخابرات نحو 50 سيارة هونداي لاستخدامات الجهازكما قام الجهاز بتجديد سياراته  في حين لا توجد رقابة او متابعة على هذه السيارات واستخداماتها الا لدى كل جهاز على حده في حين أشارت نفس المصادر إلى انه يجب فرض رقابة من قبل الإدارة العامة للوازم والمشتريات في وزارة الصحة على المركبات الحكومية ومتابعتها ورغم العدد الكبير من السيارات الحكومية إلا ان العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية  تفتقر لسيارات الحركة  مثل  الباص خصوصا للموظفين الذي يقومون بمهام حقيقة خارج الوزارة وتكشف العديد من التقارير في الوزارات أن السيارات توزع فقط على مدراء الوزارة في حين لا يتم الاهتمام بالسيارات التي تسير العمل في الوزارة .يذكر انه يصرف للسيارات الحكومية لوحتين رقميتين واحدة مدنية وأخرى عسكرية ويتم استخدامها حسب الحاجة ويستخدم العديد من الموظفين خصوصا العسكريين لوحات مدنية عند استخدام السيارات لمصالحهم الخاصة

** أكثر من سيارة للمستشار

وبالاطلاع على الكتاب المحول من مكتب الرئيس الى وزارة النقل والمواصلات  كمثال على استخدامات السيارات يظهر فيه سيارات من أفخم الانواع واقوى المحركات لـ 18 مستشارا  و 7 مدراء عامون و16 سيارة مفرزة  لمسئولين سابقين , وكل سيارة تكلف موازنة السلطة 3000 شيكل شهريا على الاقل وهناك عدد من هؤلاء صرفت له أكثر من سيارة وعلى سبيل المثال هناك أربعة سيارات لابو علي شاهين (مستشار) وهي مرسيدس موديل 2000 و تويوتا 2000 و مرسيدس 2000 و هونداي 1993  كما جاء في كتاب مكتب الرئاسة . وصرفت لعبد الرحمن حمد (مستشار) سيارتان  احداها مرسيدس موديل 2000 و متسيوبيشي 1999 .وسيارتان لعبد العزيز الحاج (مستشار) اودي وسوبارو . وسيارتان لابو العبد خطاب (مستشار متوفى) ولم تسترد السيارتان اودي وتويتا. واللواء فخري شقورة (مستشار) سيارتان اودي واوبل, والمستشار العميد غازي مهنا سيارتان بي ام و لاند روفر .وأمام هذه الحالة تبدو الحاجة ماسة لتقليص أسطول السيارات الحكومية والمسئولية هنا  تقع على عاتق الحكومة الجديدة لا ان ترسخ  سياسة سيارة لكل مسئول وسيارة لابن المسئول"

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع