لماذا عمر بن الخطاب ؟؟؟

بقلم حمدي فراج *

احتار الشاعر الراحل الكبير نزار قباني وهو يقف في اجتماع تحضيري للجامعة العربية عقد في قرطاج بتونس كيف يبدأ كلمته وكيف يدخل في قصيدته، قبل حوالي ربع قرن، بقوله:

من أين أدخل في القصيدة يا ترى / وحدائق الشعر الجمبل خراب

اللاهثون على هوامش عمرنا/ سيان ان حضروا وان هم غابوا

واتساءل: لماذا يسمي الخاطفون انفسهم باسم الفاروق عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني والامام العادل ازاء فعلتهم التي تعرضت للادانة والشجب والاستنكار من كل من سمع بها، بما في ذلك من توجهت لهم اصابع الاتهام بشكل مباشر او غير مباشر؟

لماذا لا يختاروا اسما أقرب لهم من عمربن  الخطاب مشهود له بالرعانة والخطف والاختطاف، ابو الخواطف مثلا او ابو الليل او ابو الهول او ابو شبرية او ابو هراوة ، ولماذا يذهبون الى اكثر بقع تاريخنا نضارة وحضارة وعدالة وتقدم، الخليفة الذي نام تحت شجرة وقال قولته المشهورة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت.

اربعة ملثمين، متشبهين بالوحدات الخاصة الاسرائيلية، بل يقولوا قبل ان يفتح لهم صاحب البيت، الشيخ حسن صافي،  انهم من جيش الدفاع الاسرائيليي، وحسن صافي هذا عضو بلدية بيت لحم الحاصل على اعلى الاصوات في الانتخابات التي لم يمض عليها ستة اشهر، وفي طولكرم يقتادون رياض الراس، أستاذ في الجامعة، بل عميد كلية العلوم في جامعة النجاح. ترى من هم هؤلاء الخاطفين، عدا عن انهم من مجموعة الفاروق عمر بن الخطاب؟ كم سيحصلوا من الاصوات في الانتخابات، هم ومن يقودهم، مقياسا بحسن صافي؟ وما هو تحصيلهم العلمي مقارنة بالعميد الذي تجرأوا على تكبيل يديه الجميلتين وتغمية عينيه؟ ماذا يشكلون داخل مجتمعنا الفلسطيني؟ ماذا يفعلون وعلى ماذا يقتاتون وأي حليب رضعوه، واي هواء يتنفسون؟؟

هل يكفي ان نعرف انهم ينتشروا ليلا، ويتقنعون ويتبرقعون ويتلثمون، ويحرصوا ان لا يظهر اي مظهر من ملامحهم وسحنهم؟ هل يكفي ان تستنكر القوى والفعاليات والمؤسسات؟ وهل يكفي أجهزة الأمن ان تنفي اية صله بهم وبفعلاتهم؟

الحد الأدنى اعتقالهم، الا اذا اكتشفنا انهم فعلا جاءوا من الدول المجاورة. دون ذلك فان الظاهرة ستستشري .

بالمناسبة، فقد أضاف الشاعر نزار قباني:

من اين ادخل في القصيدة يا ترى / والشمس فوق رؤوسنا سرداب

حزني بنفسجة يبللها الندى / وضفاف جرحي روضة معشاب

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم

 

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع