جامعة الأقصى.. في مهب الريح يا سيادة الرئيس

بقلم:د. مؤنس إبراهيم

في ظل هذه الشدائد, بل في ظل هذا العرس السياسي الديمقراطي الذي شهد له العالم بأسره , ما زالت جامعة الأقصى بإدارتها تئن تحت وطئت مشاكلها الداخلية فهي عاجزة على اتخاذ قرارات مناسبة وفقا للقانون الغائب , إذ لا يكاد يمضي شهر إلا ويتم تعليق الدراسة أو الانشغال في احتفالات غير تستغرق أياما , بمناسبة أو بدون , حتى أصبحت سمة وعلامة فارقة ومميزة تتميز بها هذه الجامعة المهضومة, فعجزها ظاهر كالشمس في رابعة النهار لا يحتاج إثبات وجوده لدليل ولا يستطيع أن ينكره منكر . وإذا أردت أيها القارئ الكريم أن تزعج نفسك بمثل هذه المشاكل فما عليك سوى التوجه لسؤال الطلبة خفية حتى لا يتعرض الطالب للعقاب , أو عبر استبانه من جهة محايدة ، ستلاحظ بأن إدارة الجامعة عاجزة على إدارة دفة العملية الأكاديمية والإدارية بشكل كبير , إذ يشكو الطلاب من غياب بعض المحاضرين عن محاضراتهم بنسبة 80% , مع غياب الكتاب الجامعي , وتكون نتيجة الامتحان مرضية جداً للطلبة إذ يحصلون على تقديرات الامتياز بدون جدارة , والسيد رئيس الجامعة منشغل بأمور أخري منها على سبيل القصر لا الحصر : سيارته الفخمة التي تبلغ قيمتها عشرات آلاف من الدولارات أو الدنانير.. , و تأثيث مكتبه العاجي الذي كلف تقريبا نفس المبلغ تقريباً أو زد عليه أو انقص منه فلا تثريب عليك؛ فإنك لن تخطئ بحجم المبلغ كثيرا.
وبلغة السؤال العقلي المشروع دون تحد أو تهجم على أحد, إن جاز لعقولنا أن تفكر بمنطق الأسئلة المكبوتة في صدورنا.. وهي أسئلة تطرح نفسها بإلحاح !!!!
هل نمارس ثقافة التآمر إن وضعنا النقاط على الحروف لما يحدث في مؤسساتنا...؟!! هل نمارس حالة من التمرد إن رفضنا الاستحمار أوالاستغباء في ظل مؤسسة مأزومة في منطق إدارتها , غير قادرة على إدارة نفسها بمنهجية ومعيارية علمية مؤسسية سليمة ,قائمة أساس من النظام والقانون ..؟؟!! هل فضح هذه المسلكيات يعتبر جريمة نكراء ؟؟!!
مكونات هذه الأسئلة وغيرها تشكل واقع جامعة الأقصى وبعض مؤسساتنا الأكاديمية العليا التي تعيش حالة من الافتضاح في مسلكياتها المشبوهة , وعدم قدرتها على صون قراراتها ولا اكتساب ثقة واحترام العاملين بها بالقانون, إذ باتت مسلوبة , تئن وتعاني من واقع الفردية التي تتخبط في خطابها , وفقا لمتغيرات مصالحها .
أليس من عجائب الأمور وغرائب المستور أن تعلق الامتحانات والعمل الإداري لمشكلة أياماً ويغيب الكثير من الموظفين دون أن يكترث أحد من المسؤولين بالأمر ؟؟
ألا تكفي التجربة المريرة التي مرت بها جامعة الأزهر؟
هل يجوز أن نتقد مؤسستنا نقدا بناءً؟
هل يجوز لك أن تناقش الأمر.. فمن أنت .. ؟
لماذا يحرم باقي الطلبة من حقهم في الاستمرار في دراستهم ؟
هل يملك السيد رئيس الجامعة آلة حاسبة تحسب له قيمة ساعات العمل التي تضيع هباء منثورا دون فائدة لخمسمائة موظف بالجامعة ؟ هل يعلم كم شيكلا يدفع الطلبة مواصلات يوميا دون فائدة ؟
هل درس الجانب النفسي السلبي الذي ينعكس على الطلبة لتأجيل الامتحانات لأجل غيييييير مسمى ؟ أم أن هذا الجانب لا يعنيه كثيرا لأنه لم يدرسه ولم يتعامل معه لأن تخصصه علوم ؟؟
هل يعلم لو أن واحدة من هذه المشكلات المذكورة فقط حدثت في أية جامعة أجنبية ماذا يحصل ؟؟ فما بالنا بالمستور من المبالغ التي تدفع للحفلات والبنزين والولائم والجوالات والدعاية الانتخابية من رسوم الطلبة المساكين ؟؟ ولا رقيب ؟؟
هذه العينة البسيطة من الأسئلة أطرحها وبوضوح حتى لا يعتقد البعض أننا من ساكني القبور التي أنشأها أساتذة الرعب والتهديد لكل من يدلي برأيه بصراحة .
وفي الأخير ، أدعو الله أن يلهمنا الصبر وينجينا من مرض النقاش والتساؤل .. فهو مرض قد يؤدي بصاحبه إلي التهلكة.
اللهم ألهمنا الرضا والقناعة بثوابتنا وخطوطنا الحمراء والصفراء والخضراء و
البيضاء .. ففيها العيش الآمن وتربية العيال .. ليصبحوا مثلنا كائنات لا تناقش .

و لك الله يا جامعة الأقصى ...

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع