أبو زيد الهلالي ..

وعباس الخيالي 

وجيه عمر مطر

نحف / 1948 

إنها السوريالية بعينها .. بل هو أنموذج السوريالية المتعصرنة ....

مفارقات وأعاجيب  لا يمكن للمتابع إلا أن يفقد توازنه أمام هذه المشاهد التي تتسارع كبقع الضوء المصنع في أفلام الفيديو كليب لشهيرات التعري الغنائي من مي الحريري الى محمود عباس ميرزا.

ينفلق الصباح عن دم بكور ، عن شهادة في الأرض الخَضور.. عن وعد السماء في أفضل الشهور..عن زيارة لفتى هلالي أبو زيد حسن الفخور.يحضر الينا من زمن العوالي ليعلن الفرح في شوارع أطبق عليها الصمت والنكوص .

أما بعد هذه القاطعة التي قدة من قلب ينازع الموت حياة..

فاني لا أعجب أن يكون هذا الهلالي أبو زيد ممن شرب من ضرع عناة الكنعانية ليؤاخي أولئك الشاربين من ضروع بابلية وسومرية ‘ سامقا كما التوحد لقمم لبنان الامتداد.

لا أعجب أن لا تتراخى القبضات الحانيات على وعد الوطن المتألق فجرا في الجليل وفي عباءات الملثمين المتعطرين برذاذ الزعتر والطيون.

لاأعجب أن نرى العيون شاخصة على المدى جسدا يتعربش عليه الزيزفون .

ولا أعجب أن نسمع طربا من حناجر الفيحاء في جنين نشيدا يعتلى فوق افك رماد الظنون .

أن يخرج أبو زيد متسربلا حجة الأرض الى وعد السماء ، يخترق الحجب والتمائم المصنعة في مخابر اليانكي ، لا يلويه عن وعده من شيء فيزيده الشوق عشقا لدفء الأرض عطشا لأعناب الخليل.

حضر أبو زيد بحلته ونزل على الأرض اليباب وأنشد النشيد، غير مبال بإمعات لا يعرفون من الرضوخ إلا المزيد.

لم يكن ليعطي بالا لأولئك الذين يزينون السقوط بمراسم الاتزان والتعقل و( السلام ).

نهض وسار على الطريق لا يلوي على شيء سوى مطارحة الانتماء الرشيد.

كما ولا عجب .. أن نسمع من السيد محمود عباس الخيالى ، وهو خيالي بكل المقاييس ، اذ لم يستطع بعد من تجرأ على ما تجرأ عليه من اعلانه الموافقة على التوطين الى .. الى .. الى ادانته أبو زيد الهلالي.

لا عجب أن يخرج علينا وهو الذي سخر من صواريخ القسام واعتبرها لعب أطفال ، بأن هذه اللعب هي التي خلصت غزة من براثن العدوان ، وهي التي أعطته مراحا من الحركة في مساحة تزيد حكما عن مساحة مقاطعة الاعتقال لسيده عرفات بعد أن تنكر له ولموته الشنيع الذي ذهب هباء.

أقول لا عجب أن يصرح بكل هذه الفجاجة والعنترية المتورمة التي نعرف من أين يستفحل بها، بادانته لابو زيد الهلالي ،.

ليس عجبا .. فالخيالي يبحلق كثيرا في تقارير الضابط الساكن في قصر السلطة ( المفوض الأمني الأمريكي لمراقبة اداء السلطة ) ويقرأ بطريقته الخيالية، كيف والى أين تسير الأمور في المنطقة ، ولذلك كان في لبنان وأعطى الموافقة على لجم فلسطينيي لبنان، وإنهاء (الجزر الأمنية  / سلاح المخيمات في لبنان ) للحكومة المتأمركة في بيروت . وستبدأ اللعبة الأمريكية الصهيونية قريبا هناك، فرقعة الشطرنج قد أعدت وأعد لاعبيها.

واليوم وعباس يدين الشهادة ، يحمل الفصائل وبكل سخرية بأنها تتنصل من هذا العمل او ذاك ، وهو بذلك يؤكد على المواجهة القادمة مع الفصائل المقاومة ، وقد سبقه بوش بوقف المقاومة ونزع سلاحها، وعدم مشاركتها في الانتخابات الديمقراطية جدا جدا  القادمة.

فلا تحزن يا أبا زيد الهلالي، دمك عطر، شهْدٌ أنت وأنت فخر..

الم نقل انك أبو زيد الهلالي في مواجهة عباس الخيلالي...!!!!

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع