أبو علي شاهين لدنيا الوطن:دويك كان جنزيره من أطول الجنازير عندما رفعت حماس شعار اتركه لي يا أخي لأدخل به الجنة

غزة – دنيا الوطن – تامر عبد الله
19/3/2006
بعد ان وصلت الحوارات بين فتح موحماس الى طريق مسدود حول مشاركة حركة فتح في الحكومة القادمة وحول مختلف القضايا الفلسطينية الراهنة كان لدنيا الوطن هذا الحوار مع أبو علي شاهين عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح:

* لدى فتح -حسب ما جاء على لسان بعض قادتها- ثوابت تتخذها كقاعدة أو كشرط في دخول حكومة حماس فهل لكم أن توضحوا ماهية هذه الثوابت وما هو موقف حماس منها؟
- الموقف الذي اتخذناه في حركة فتح موقفاً واضحاً لا يحتاج إلى كثير شرح، فهو الوقوف على ثوابت وطنية فلسطينية تحدثت بها حماس أخيراً وتحدثنا بها في كل المحطات, ثوابتنا التي ناضلنا من أجلها, وشق شلال الدماء من خلالها طريقه على وجه الخارطة السياسية ورسمها وجعل من سايكس بيكو ماضوية وليس واقعاً يجب أن يحترم قط, وثوابتنا تتمثل في أولاً: جميع ما صدر من قرارات على المجالس الوطنية الفلسطينية منذ التئام المجلس الوطني الأول في مدينة القدس في 28/مايو/آيار عام 1964 وحتى تاريخه, هي القراءة والرؤية والتوجه الوطني الفلسطيني الذي لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه بل يجب احترام هذه القرارات لأنها صادرة عن أعلى هيئة تمثيلية في تاريخ الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من أربعة عقود من بعد النكبة عام 48, وهذا يفرض علينا التوجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية وهى القيادة الأولى المركزية والأساسية للشعب الفلسطيني بناءً على رغبات الشعب الفلسطيني الديمقراطية في مؤتمرات مجالسه الوطنية.
إن منظمة التحرير التي ناضلت من أجل انتزاع الاعتراف بها ممثلاً شرعياً وحيداً لتستحق هذا الاعتراف الآن رغم أنف حركة حماس وأقول وأكرر رغم انف حركة حماس، ومن لا يعترف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعيا وحيداً كما اعترف القاصى والداني بشرق العالم وغربه وشماله وجنوبه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحالة القيادية الأولى للشعب العربي الفلسطيني فهذه مسألة لا نقاش فيها.
النقطة الثانية إن القضية الفلسطينية وقد بحثت دوماً عن الظهير والإسناد والدعم العربي لا يمكن أن تضع جانبا القمم العربية الاستثنائية الخاصة بالقضية الفلسطينية وقراراتها وان الثابت العربي لهو من أهم الثوابت الفلسطينية فلا يمكن لنا أن نرمى بقرارات هذه القمم من خلف ظهورنا ولا نسمح لاحد أن يدوسها، ونحن نرى قيادة حماس تكرر وتزيد تمسكها بالثوابت الوطنية ولكن على ما يبدو انهم لم يقرءوا الدرس قراءة ملية.
وثالث ثوابتنا هو قرارات الشرعية الدولية التي تعاملت مع قضيتنا الوطنية الفلسطينية تعاملاً سياسياً بناءً، هذه القرارات الدولية سواء على مستوى حقوق شعبنا الفلسطيني أو على مستوى قضيتنا الوطنية السياسية، لا يمكن أن نضعها جانباً فهي سلاحنا في الخطوات القادمة كما كانت في الماضي سواء كانت قرارات في إطار هيئة الأمم المتحدة أو غيرها من المؤسسات الدولية كمعاهدات الصليبي الأحمر الدولي أو معاهدات القضائية الدولية كما تمخض أخيرا ما ذهبنا إليه في لاهاي من مقررات من محكمة العدل الدولية وتوصيات لهيئة الأمم المتحدة في عدم شرعية وجود الجدار.
وثابت رابع هو أن منظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني بناء على ما قررته المجالس الوطنية قد التزمت باتفاقات هنا وهناك وعلى كل الصعد ولم تكن خارج الإجراء الرسمي القانوني الذي أعطي لهذه الخلية القيادية الأولى، لا يمكن إلا الأخذ بهذه القرارات.
وهناك مسألة مهمة يجب الإتيان عليها وعدم القفز عنها وهي ضرورة الحفاظ على الطابع المدني الديمقراطي للمجتمع الفلسطيني وأرى بأنه كان هناك خطأ فادح ارتكبته السلطة وهى لماذا لم تطلق هذه المسألة أصلاً لكل من يريد أن يشارك في انتخابات المجلس التشريعي, لابد من أن يكون لدينا مجتمع مدنياً ديمقراطياً نحافظ عليه ويكون لهذا المجتمع سيادة القانون الواحد ولا سيادة على القانون إلا بنود هذا القانون.

*حينما سئلت حماس عن امتناعها عن المشاركة في الانتخابات الأولى ومشاركتها في الثانية قالت بأن أوسلو قد انتهت ولهذا دخلت الانتخابات ؟
- هنا بعد عودتنا إلى أرض الوطن كان المجلس التشريعي ونحن لا ننكر ولا نجد في ذلك غضاضة لان هذا المجلس التشريعي وان هذه السلطة الفلسطينية برمتها وبكاملها ومن ألفها إلى يائها قد قامت على أرضية وواقع اتفاقية إعلان المبادئ أو كما يطلق عليها اتفاقية أوسلو والتي وقعت في البيت الأبيض الأمريكي بواشنطن في الثالث عشر سبتمبر أيلول عام 1993، ونحن لا نجد في ذلك غضاضة ولكن إذا كانت أوسلو تساوى أوسلو و نقطة على السطر فهذه هي الخيانة الوطنية أما إذا كانت موضع قدم وأداء نضالي فلسطيني من أجل التقدم إلى الأمام فان اتفاقية أوسلو هي حد من حدود المعادلة الوطنية الفلسطينية التي لم تتوقف بعد ولن تتوقف أبداً وآتى تؤكد أننا لن نهزم أبداً، وهنا خرج من رحم المجلس التشريعي القانون الأساسي وهو (الدستور المؤقت) الناظم والمنظم العملي والحقيقي الانتخابات التي جرت في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير 2006 م, ولا يمكن أن يقول أحد بان هناك آلية للانتخابات يمكن لها أن تتخطى ولو بالأوهام القانون الأساسي اطلاقا, وما رأيناه في الجلسة الأولى للمجلس التشريعي من شروح لبنود القانون الأساسي قضية خطيرة جداً يجب التوقف عندها وجميعنا يعي جيداً بأنه لا يمكن تجاوز القانون الأساسي فهذا الدستور المؤقت من الثوابت، وهذا المجلس التشريعي قام تحت سقف أوسلو ولكن لن نعترف على الإطلاق بأن أوسلو هي نهاية المطاف ولن تكون كذلك، فالمحطات النضالية تكمل بعضها وجميعها يصب في مطلقية إنجاز الشرعية التاريخية.

* حماس ترفض الآن الاعتراف بوثيقة الاستقلال على الرغم من أنها كانت يوما طرحا لها في حال استبدال أوسلو كغطاء للانتخابات الفلسطينية، ما هي رؤيتكم لهذا التغير؟
- كنا أثناء الحديث منذ نهاية عام 2004 ونحن نتحدث حول الانتخابات وقبل أن تعلن حركة حماس أنها ستدخل انتخابات التشريعي قبل إعلانها المعروف في إبريل 2005، كانت حركة حماس تطالب استبدال أوسلو كمظلة للمرحلة السياسية بإعلان وثيقة الاستقلال الصادرة في 15 نوفمبر 1988 إبان اعتقاد المجلس الوطني الفلسطيني بمدينة الجزائر وكنا نفضل وثيقة الثاني عشر من آب أغسطس 2002 التي قدمتها لنا حماس ومن ثم رفضتها.

* كان لك موقفاً واضحاً بعدم رغبتك في مشاركة فتح في الحكومة التي ستشكلها حماس فهل هذا يعد رأياً شخصياً أم أن هذا موقف اتخذته الحركة دون الإعلان عنه؟
- حركة حماس لا تريد مشاركتنا, وقد سجلوا على منذ صباح السادس والعشرين من يناير عندما سئلت عن مشاركة فتح في هذه الحكومة أن حركة فتح لن تتمنع عن المشاركة لأنها جزء مهم وأساسي وكبير في تشييد المشروع الوطني الفلسطيني و إقامته, وبالتالي لا تتخلى فتح عن دورها ولكن حركة حماس بتركيبتها لن تقبل لها شريكاً مطلقاً بالحكومة أو بالمجلس التشريعي, نعم أنا لست أميل كعضو في حركة فتح لمشاركة الحركة في الحكومة ولكن رأى فتح أنا ألتزم به من الألف إلى الياء وحركة فتح أكدت بأنها مع المشاركة وبالتالي لم يكن لدي أي رأى خارج نطاق المشاركة ولكن كنت أقول بأن حركة حماس التي ترفض الآخر لن تقبل بمشاركة فتح أو غيرها حتى ولو بالديكور, وقد ذهبنا جميعاً إلى هذه المشاورات لعل وعسى أن تكون حماس قد أقلعت عما كان سابقاً ولكن حركة حماس بقيت متمسكة بصيغتها الأولى, فحركة حماس قاتلت وكانت لها المقاومة صاحبة الأفعال التي كانت دوماً لإحراج السلطة ولمزيد من الاغلاقات ودفع المزيد من البطالة وقذفها في وجه السلطة وفى وجه ياسر عرفات شخصياً وهذا كان مخططها استكمالاً لما أعلنته في تموز 1992 في أحداث قطاع غزة عندما ملأت جدران قطاع غزة "حركة حماس هي البديل وليست التكميل لمنظمة التحرير الفلسطينية", وعندما نجحت في إيجاد فتنة ولكن قام إخواننا في أراضى 48 والأخ فيصل الحسيني والإخوان في حركة فتح وبعض العقلاء في حركة حماس بإخماد تلك الفتنة, نحن نعى حركة حماس جيداً على جلودنا" اتركه لي يا أخي لأدخل به الجنة" وهذا ما كانوا يقولونه وهم يحملون الخناجر أو العصي الطويلة أو السلاسل الحديدية( الجنازير) وأنا أعي جيداً بان رئيس المجلس التشريعي الحالي كان جنزيره من أطول الجنازير وبالتالي لن استغرب منه الجلسة الأولى بل فضيحة الجلسة الأولى وحركة حماس إذا ما كانت تريد خيراً فلماذا كانت الجلسة الأولى بهذه الصيغة؟!، فان هذه الحركة حين تتعامل بهذه الصيغة النابية التي لا تمكن أن تؤتى نتائج إيجابية على الرغم من أن أخوة في حركة فتح ومن الكتل البرلمانية الأخرى كانت تود أن تكون جزءاً من حكومة وطنية أو ائتلافية ولكن حركة حماس رفضت هذه المسألة, وهى فعلاً تريد أن تكون بديلاً وليس تكميلاً ولكن هذا الأمر يجب أن يكون له حدود وأنا اجزم بأن حركة حماس التي تنفذ أوامر آتية من الخارج حتى الأكثر غلواً منهم في الداخل لا يقبل بما يأتي ولكن لا يستطيع إلا أن يقول نعم وأنا أقول أن ما تم في الساعات الأخيرة أظهر حقيقة حماس عندما رفضت وجهات نظر فتح وكتلة أبو على مصطفى والبديل والطريق الثالث والجميع وليس وجهات نظر فتح فقط.

* نلحظ تصريحات متضاربة وغير معتاد عليها من حماس في الآونة الأخيرة ما تفسيركم لهذا التضارب في تصريحات حماس؟
- حركة حماس ترى في المرحلة القادمة صيغة انتقامية بأن المرحلة القادمة واقع ثأري هي المرحلة السابقة جميعها، وتصريحاتهم كانت غريبة عجيبة فقد استمعت لعضو مجلس تشريعي يخطب في مخيم جباليا قبل أيام وتقريبا يوم 15 مارس، وهو يقول بكل وضوح: "أن حماس قادرة على حماية جميع الفصائل الفلسطينية"، هل ننتظر أن يحموننا؟!!، هذا لا يعرف تاريخ ولادته فهو بحاجة لشهادة ميلاد، فللمرة الأولى أرى ابنة تعلم أمها أصول الحياة، ويضيف "ولن تفرط بأي حق من حقوقه"، هذا صاحب هذه المقولة نسي أنه من صبيحة السادس والعشرين من يناير 2006 حتى قبل نهاية يوم 31 يناير 2006 أي في أقل من أسبوع كان زخم التنازل لقيادة حركة حماس في فهم الواقعية والواقعية الشديدة جداً حيث أنهم أصبحوا ينظروا لإسرائيل على غرار ما ينظرون لسايكس بيكو على أنها أمر واقع وأن وان وأن ....، هؤلاء نسوا تصريحاتهم السابقة بان مشروعهم الانتخابي قام على أربع كلمات " لا للمفاوضات نعم للمقاومة " ولكنني أقول أن المعادلة الراهنة هي نعم للمفاوضات لا للمقاومة وقد استعملت حماس كلمة المقاومة بجهدها وعطائها ودمها للوصول للسلطة مع أن حركة فتح استعملت السلطة من أجل الحفاظ على المقاومة، أمس الأول كنت أستمع إلى مشعل وهو يقول:" لا فازوا بالدولة ولا فازوا بالتحرير والسلطة تروح في ستين داهية" ويصفق له الجماهير فهذا الرجل ما زال يعيش في زمن الشعارات ولم يصحوا بعد حيث لا زال ثملاً بنشوة النصر وهو على ما يبدو لا يعلم انه قاتل من أجل الوصول إلى السلطة التي ثمنها إقصاء المقاومة وان أحداً لن يسمح لهم بازدواجية الحدث ونظراً لإصراره النظري لازدواجية الحدث دفعنا الثمن في أريحا خشية أن يكون في قوله نسبة من الصدق والكل يعي بان هذا كان للاستهلاك المحلى في مرحلة الشعارات وأقول له:" أطلقناك يا صقر تنشوف".

* لقد صرح السيد عزام الاحمد مؤخراً بأن حماس تتعامل معهم كتلاميذ في مدرسة، ما تعليقكم على هذا التصريح؟
- الأخ عزام متفائل وعلى ما يبدو أنه يعطى الأمر أهمية أكثر مما يستحق, شيء رائع وأقدره وأمجده بأن حركة حماس تتعامل مع أي آخر على أساس أنهم تلاميذ في مدرسة فأنا كنت أتخيل أن حركة حماس تتعامل مع الآخر على انه ليس موجود, فحماس عندما تتحدث وإياك تقول لك الإسلام هو الحل وإذا ذهبت معها في الحديث أكثر تجدوا أن الحل في الذهاب إلى انتخابات مجالس البلدية والتشريعي الغير محكومة بان الإسلام هو الحل والتشريعي الذي هو موضع لإصدار القوانين الأرضية الوضعية, وهذه مسألة في غاية الأهمية على ما يبدو انهم يعيشون في حالة انفصام ما بين مرحلة الخلفاء الراشدين وخلفاء الخلفاء الراشدين في هذه المرحلة وهو لا يرون خلفاء للخلفاء الراشدين إلا من خلالهم فلقد مر التاريخ دون توقف إلى أن توقف عندهم، فهذا شيء جميل أن يشعر الأخ عزام الأحمد بأن التعامل معهم كان كتلاميذ مدرسة.

* لقد صرح أحد قادة حماس في الآونة الأخيرة بأنهم جاهزون لتولي الرئاسة ويصرح الزهار أيضا أنهم كانوا أمام خيارين إما الانتخاب أو الانقلاب، ماذا ترى في الأفق بين هذين التصريحين؟
- أولا أطال الله عمر الأخ أبا مازن ، الذي كان من المؤسسين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني والذي كان سباقا دوما في النضال الفلسطيني، وعلى الرغم من أنني لست على اتفاق مع أبي مازن في قضايا معينة إلا أنني أجزم أنه أعطى للحركة الوطنية الفلسطينية العطاء المنقطع النظير وأنا أصدق القول به عندما أقول أنه كان له دور غير عادي في إطار بناء حركة فتح الداخلي وتصليبه ولعل ابتعاد الأخ أبو مازن عن الأداء التنظيمي كان من أهم الأسباب التي أودت بحركة فتح في هذا المنحنى التنظيمي الضعيف نوعا ما، وأعظم ما في انتخابه أن الشعب لم ينتخبه ب99%، وفي يوم عندما خرج الدكتور الرنتيسي من اجتماع من أبي مازن حين كان رئيسا للوزراء وصفه قائلاً: "وجدت رجلاً من نوع آخر إنه رجل صادق"، من هنا الأخ أبو مازن دستورياً هو الرئيس وإذا ما انتقل إلى رحمته تعالى لا سمح الله فان القانون الدستوري الذي لا تريد حماس الاعتراف به هو الذي سيأتي برئيس المجلس التشريعي رئيساً لمدة ستين يوم وهنا أستغرب هذه الانتقائية الغبية من حركة حماس عندما تريد أن تنتقى فقط ما هو في صالحها وان ما نحن بصدده إنما هو اتفاق برزمة كاملة، ونحن لا نقف ضد حركة حماس في اعتلاء السلطة بل نرحب بذلك، ونحن سلمنا السلطة بكل أريحية وأنا أجزم أن حركة حماس لو كانت هي التي بالحكم وأن حركة أخرى هي التي وصلت للحكم فإن حماس لن تسلم بالأمر وأنا أراهن بعد أربع سنوات إذا ما فازت فتح أو غيرها أن تسلم بالأمر ما لم يكن هناك حمامات دم.
معدة حماس السياسية لم تستطع أن تهضم ما بداخلها بل وتدفع بالمزيد من الحجارة إلى معدتها بالاستئثار بالحكم، وتريد أن تصبح بطلة أثقال دون مران لأنها تملك كرة الحديد وهى ميليشيا حماس المتمثلة بالقسام,والانقلاب ممكن أن يكون في حال توافر عناصر بنجاح هذا الانقلاب وهذه العناصر لا تمتلك حماس أياً منها على الإطلاق, حركة حماس التي تعلن ليل نهار وأنا لا أصدقها أنها ضد الحرب الأهلية أجزم أنها لو لم تصل إلى السلطة بالانتخابات لعملت جهدها للوصول إلي السلطة بكل خانات الانقلاب وعلى الرغم من وصولها للسلطة بسلاسة كبيرة جداً إلا أنها ما زالت تتحدد بلغة الميليشيا, أنا أتمنى أن نستطيع نحن في كافة الفصائل الفلسطينية أن نجنب شعبنا سياسات طفولية وجنونية منغرقة ترفض الآخر وترفض التقدم وان التوغل المفرط لحماس في الذاتية تذكرنا بأنها ترحب بإقامة إدارة في قطاع غزة وذلك قبل الانسحاب الإسرائيلي وكم قالت أنها صاحبة هذا النصر أو تلحق الآخرين إلحاقا بها وإذا ما عدنا إلى الأخصائيات فإننا لا نجد هذا القول صحيحاً في أي سياق من سياقات مرحلة الانتفاضة ولكن آلة الإعلام الذكية في حركة حماس وفشل إعلامي كبير لدى فضائل منظمة التحرير وفى مقدمتها فتح أتاح لحماس خطف وسرقة إيجابيات المرحلة النضالية في الانتفاضة.

* لقد كانت حماس ترفض السلطة سابقاً وهاهي تشكل حكومة ما رأيك في هذا التناقض ؟
- أود أن أقول أن الانتخابات قد تمت في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية (سلطة أوسلو) التي قال عنها الزهار في 21 آب أغسطس 2005 لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية قال أنها سلطة إسرائيل فهاهم يأتون إلى سلطة إسرائيل كما قالوها بلسانهم، وأنا لا أوافقه أبدا أنها سلطة إسرائيل فهذه سلطة الشعب العربي الفلسطيني، هذه سلطتنا الوطنية التي دفعنا لها عشرات الآلاف من الشهداء الذين رووا بدمائهم ترابنا الوطني وقضيتنا الفلسطينية ونقول لهؤلاء الشهداء لن تذهب دماؤكم هدراً ونحن نعرف إخواننا ورفاق السلاح منكم ولن نلتفت إلى الوراء ما انطلقنا من أجله في 1/1/1965.

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع