حكومة الـ "تكنو.. .."
بقلم:
توفيق الحاج*
ليس من
عادتي التشنيع على أحد، ولكن ما مر بنا من أحدث الأفلام السياسية الكوميدية
الفلسطينية يجبرني على مجاراة النكتة بالنكتة والبكاء بالبكاء.
كانت
الحكومات الفلسطينية المتعاقبة من أيام المرحوم الختيارتتكون من الحاشية
ومجاذيب المقاطعة على طريقة
"عد غنماتك يا جحا" فعبد المطيع تاجر الإسمنت وزيرا للاقتصاد وعبد السميع
اللص الوطني المعروف وزيرا للأمن وعبد الملك زير النساء وزيرا للتربية
والتعليم العالي وعبد المعين وكيل السي أي ايه وزيرا للخارجية و…عبد
العظيم المعاق وزيرا للصحة وعبد الصمد المتخلف وزيرا للثقافة
والإعلام..و..و..
وعندما
يمل جمهور المشاهدين من فيلم السهرة يسرع الرئيس بإعادة توزيع الحقائب
الوزارية في خمس دقائق..
وهكذا استمر العلاج الوزاري لمدة عشر سنوات فاح فيها ما فاح وفسد فيها ما
فسد
ولما
مات المرحوم او قتل سيان..انتخب عباس وتوقع الناس حسب الوعود الانتخابية
الفرج في مجالي الأمن والرزق والتخفيف من قبضة الاحتلال في ظل تهدئة الحال
فالأمر حسب منطق أهل الحل والعقد يستوجب تغيير اللون واستبدال البندقية
بزهرة ودم الشهيد بقصيدة غزل..!!
المهم
قبل أيام شاهدنا وسمعنا عن مخاض وزارة قريع العسير والخلاف مع التشريعي على
من يكون الوزير وجاءت وزارة مسلوقة على عجل وقدمت للجمهور تحت مسمى حكومة
تكنو قراط وفعلا كانت هناك أسماء تكنوقراطية جديدة لنج في الحكومة العتيدة
ولكن وجود بعض الأسماء القديمة فيها جعل الكفر في أول القصيدة
ومع انه
من المبكر الحكم على الحكومة الجديدة إلا أن البشائر لا تبدو مشجعة
فالفلتات على حاله وإسرائيل اليوم لم تتغير عن إسرائيل الأمس ولقمة العيش
تهرب من بين أيدينا أكثر فأكثر.
ومن
المضحك في العرف السياسي الفلسطيني أن يكون لشخص مرغوب خارجيا نفوذا يفوق
الوزراء مجتمعين وهو خارج الوزارة ومن المضحك أكثر ان يتربع وزير بعينه
على كرسي الوزارة أكثر من عشر سنين وكأنه الوحيد الذي خلق لهذا المكان من
فلسطين
إن
مشكلة أي حكومة فلسطينية سابقة أو لاحقة تكمن في هيمنة توجه معين على
مفردات المعجم السياسي الفلسطيني
ولو
خلصت النيات لكان التكنوقراط المناسب في المكان المناسب دون النظر إلى
انتماء وقرب هذا أو ذاك من التوجه المهيمن والمسيطر.
وبالنظر
الى المؤشرات والدلالات والى أن يتحقق هذا الحلم الفلسطيني المستحيل البسيط
أقترح تسمية حكومتنا العتيدة بحكومة التكنوضراط..!!
* كاتب
وشاعر فلسطيني يقيم في قطاع غزة.
|