حكومة آه ..حكومة لأ ..!

 

فتح الله علينا بمعرفة مناسبة لفهم المتواليات الحسابية والمتواليات والمتوازيات الهندسية وجداول اللوغارتمات والنسبية والذرة- كما قال عبد الحليم - ومعها جدول ديمتري مندليف للعناصرالكيميائية الدورية وشيفرة موريس وأبناء عمومته وخؤولته وحسابات المدين والدائن والموازنات والمعصلجات والمحلحلات ، فأفادتنا في فهم الكثير ومنها ما عجزت عنه أغنية الراحل عبد الحليم حافظ في أعمار السيدات وطبعا هو الفتح الأعظم وهي مفاجأة ربما، وفوق هذه البيعة ما حاور وناور وداور في تشكيلات الحكومات وعلى رأسها حكومة الاتحاد السوفييتي العظيم يوم كان عظيما ولكن هذا كله توقّف فجأة وأنار ضوءا أحمرَ وأصفرَ وأشحرَ حينما عُرضت مسألة حكومتنا العتيدة في فلسطين هذه الأيام فما استطعنا أن نسبر غورها ولا وقفنا على حكمتها ولا على شحنتها ولحمتها، فهي يبدو قد أضافت إلى مستحيلات الفهم العربي رابعة في رابعة النهار.!

قالَ بعضُ الأخوة فيما أسرّوا وكأنهم يلقون بخبر (مدفع الليزر العملاق) وهو أحد أسرار حرب النجوم والجيل الجديد من أسلحة التكنولوجيا الهاجمة التي تصبح معها طائرات( ستيلث) المدعوة بالشبح مجرَّد لعبة أطفال للهو، وتصبح معها حكاية الجيل الثالث من الشبكة العنكبوتية (الانترنت) مجرَّد تفصيلٍ هامشيٍ مدقعٍ في ضآلته، قالوا أن الحكومة القادمة تستهدف ترضيةَ كلِّ المستوزرين من الأبطال الميامين والسادة الفاتحين، ولأن عدد المقاعد الخشبية المنجزة من حول طاولة حكومتنا الموروثة من زمن الشهيد عرفات لا تتسع عداً ولا جرداً لكلِّ الطلبات وكلِّ التمنيات وكلِّ التنسيبات فقد احتاج الأمر إلى الخمسين وربما ازداد إلى مضاعفاتها من الأيام، حيث صرَّح أخونا حسن خريشة بأن المجلس التشريعي قد يطلب من الرئيس أبو مازن أن يكلِّف آخراً بتشكيل الحكومة العتيدة وللمدة ذاتها الممنوحة ، فإذا ما عجز وانطبق الحافرُ على الحافرِ وهو الظنُّ الأكيد عدنا والعودُ أحمدُ –وهذه الأيام حمدانُ- للطلب من أخينا أبو علاء أو آخرَ بمعاودة الكرّةِ فإذا الاستحقاق التشريعي على الأبواب وإذ بصفيّةَ تصيح هذه المرةَ غطوني أنا ،لأن( مفيش فايدة( !

مدهش درجة السدور في الغيِّ ودرجة الدفنِ في الرمال عندنا هذه الأيام وإذا كان المكتوب من عنوانه يقرأ ومن ظرفه يفهم ، فإن مكتوب خيبة الكثيرين منا في الانتخابات التشريعية القادمة قد ورد ووسد ونام في أحضاننا ونحن ننظر إليه تباعاً، ومكتوب فشل وصفات الطبيخ اعتمادا بقلي البيض باستخدام (الهواء المسال) قد بلغ أوج الحمق بعد هبنَّقة وفاز عليه بالضربة القاضية، فأورث عاراً وشناراً واستحقَّ أن يلجأ عقب ذلك هبنَّقة إلى الأمين العام السيد كوفي عنان ليطلب تعديلاً في موروث العرب عن الحمق وأمثولته لصالح هذه الوصفة مطالبا برفع اسمه من الكتب والأدبيات وإحلال هذه مكانها وإلا لصدر قرار مجلس الأمن الجديد رقم فتحتين وخمستين وبينهما خشبتان ودعا لخلاص هبنَّقة المظلوم الأسير وحقوقه الضائعة قبل أن يجنَّد الليزر وتكنولوجيا الرقم والحرف(الديجتالي) لمسح أحد أصحاب هبنَّقة واتهام هذه الوصفة بالجريرة ومطالبتها بفك الأسر والانسحاب وحيدة تجرُّ أذيال الحسرة والندامة وتنط الفضائيات عندها نطة الشاطر والفهّيم لتغطي الحدث المحموم وحينها (لات مندم ) !

يعني يا أخي أبو علاء حتى لا تتحمَّل في ما استطال لديك َ من وقت ٍ وزرَهبنَّقة وهي مصيبة خطرٌ لو تعلمون عظيم ، لماذا لا تنزلون عند مطلب (النص النص) وتجعلون الحكومة بالقسمة على اثنين أو ما جاوزها إلى ثلاثة حتى تكون حكومة تسيير أعمال حقيقية تكون فيها المقاعد هي الراضخ لمن هو جالس فوقها وليست هي الجالسة والرافعة لمن فوقها، حتى يمكن مطابقة الحال بالمقال فيتم الوصول إلى ما هو محتاج للتركيز ومنقاد إلى طلب الإمعان فيه وفي عقباه ؟! أوليس ما كانت عليه نتائج آخر انتخابات أجريت مدعاة لخلع العدسات اللاصقة الملوَّنة لأنها أثبتت فشلها في حساب انكسار الضوء في الماء والزيت معاً ؟! أوليس الاتفاق على أن هذه الحكومة هدفها تسيير أعمال وتأمين انتخاب وتوفير أجواء ؟! فإن كان كذلك فأي من هذا كله سينجز إذا كانت قد استهلكت الخمسين والأعمال والانتخاب والأجواء معلولة طريحة في انتظار النظر إليها بعين الرأفة ؟! ولماذا علينا أن نشبع نهم المستوزرين والمستكدرين (اشتقاقا من الكدارة والكدرة وصاحبتها الكادر) ؟!

أخونا الرئيس أبو مازن يرى كما قيل يريد أن يشرع في ترجمة أقواله إلى أفعال بما يطابق برنامجه الانتخابي وهذه فرصة عظيمة ولو أنها حكومة تسيير، فلماذا لا يأخذ ذلك إلى التطبيق اهتماماً طالما أن النيّة متوفرة والزمن ليسَ بأيدي الحابل ولا النابل ؟! طبعاً معلوم أن الأمر لن ينجلي في ليلة وضحاها ولن يستتب في عشيةٍ وجلاها وأنّ ما عند الأخ أبو علاء من العلم في درجة ما أرهق به واسعة وكان الله في عونه ولكنَّ البوادرَ أدعى بالتباشير أو الانذار وإطلاق النوافير؟ فلماذا لا يتم اختيار الجدد من الطرق والدروب وقد قالت العرب( من سلك الجدد أمن العثار) ولسنا في زمن المبارزة مع عنترة ولا ابن وائل في تحدي القفز والوثب ! ولو تيممنا ماءً  بحكمة ورويَّة ٍلأنقينا وأبقينا وأمطرت من حولنا وليسَ علينا ! ارحمونا من جدول هذا الطبيخ المعقَّد (للطُّرفان) فالمسألة هي بيضة في مقلاة ليس أكثر وأنتم بها أمهر وأخبر!

 يا سادتي الكرام أتنسون أن هناك مواطن لا يلبس العدسات الملوَّنة ؟! رحم الله بنت القيان قينة الزمان وصاحبها مدندن الأنغام لو فطنوا إلينا لغنّوا علينا (حكومة آه ..حكومة لأ (!

أيمن اللبدي

شاعروكاتب فلسطيني - مدير تحرير الحقائق الثقافية

ayman118@yahoo.com

الحقائق   2/21/2005

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع